سطع نجم "شعبان" بأزمته مع وزيرة الصحة دكتورة هالة زايد عندما تم اقالته من رئاسة معهد القلب، وحاز على تأييد من الكثير من الأطباء.
وكان لـ"البوابة" فرصة للحديث معه عن رأيه في دار الحكمة وعمل تيار الاستقلال خلال السنوات المنصرمة، ولماذا تخلى في اللحظات الأخيرة عن كونه مستقلا ليشكل قائمة الأمل، وأيضا أمله في نزول الأطباء يوم 11 أكتوبر والتخلي عن إحباطهم.
16 طبيبا يتنافسون على مقعد النقيب.. منافسة كبيرة ما هي معايير حسمها برأيك؟
من
يحسم المنافسة هو نزول الأطباء أعضاء الجمعية العمومية بشكل كثيف لأن
نقابة الأطباء عانت لعقود من اختطافها من تيارات ذات توجه سياسي معين، كانت
تستطيع الحشد، ولكنها تركت جمهور الأطباء دون مشاركة.
وكنت في حوار في
إحدى جولاتي وطالبت وقلت "ياريت حزب الكنبة الطبي" يشارك، ولو قام بالنزول
يوم 11 أكتوبر سيحسم تلك المنافسة الشرسة لأن هذا الاختيار شاسع ومتباين
وقوائم متعددة، وفرق من كل اتجاه.
وأمنيتي أن تصبح النقابة هي بيت لكل الأطباء ومهنية وبعيدة عن السياسة، وهناك تيار بعد تيار الإخوان حكمها أـيضا للأسف.
برأيك
هل كان آخر ظهور لحزب الكنبة في واقعة المطرية..ما سبب حالة الإحباط
والشقاق الذي ظهر في آخر اجتماع جمعية عمومية ووصل إلى التراشق مع تيار
الاستقلال؟
لا أحب أن أخوض برأيي في أشخاص منافسين، واحترم كل السابقين رغم اختلافي معهم، لأننا أجيد واتقن ثقافة قبول الاخر والاختلاف.
اختلف معي ولكن التوجه يكون للمصلحة العليا والوطن والمهنة، غير هذا فلا يعنيني رأيك.
وهناك
أشخاص ركزت على أحاديثها الفردية وتثير الرأي العام وتخسره في النهاية،
وأزعم أن الأطباء خسروا الرأي العام بعد أزمة المطرية، وصعدت بعض وسائل
الإعلام تشيطن الأطباء، وفي رأيي كان يمكن احتواء الحادثة في الغرف المغلقة
وليست مظاهرة في القصر العيني، ولا أعتبر ما حدث هو جمعية عمومية بل
مظاهرة لها مطالب وبالطبع لم تتحقق لأنها صنعت بطريقة ثورية وانتقل ميدان
التحرير للقصر العيني.
لا أقول أن علينا المهادنة أو الخضوع ولكن
استعادة الحقوق فن، وطلب الحقوق ذكاء وهندسة، وليس بالصدام وعلو الصوت
والأسلوب الحنجوري تتحقق المطالب.
هل أنت مرشح الدولة؟
قيل عني
إني مرشح الدولة، وستصبح النقابة إذا فاز في قبضة الدولة، ولكن جمال شعبان
هو ابن مصر وهو من أخذ أكبر حركة غدر من السلطة التنفيذية وتمت إقالتي من
منصب عميد معهد القلب في عز عطائي وتألقي دون أسباب مقنعة ولم أقم بمظاهرة.
وعندما قرر شباب الأطباء القيام بوقفة احتجاجية قلت لهم لو بتحبوا جمال
شعبان اجعلوا ساعة توقفكم عن العمل انقاذ لحياة إنسان داخل غرفة العمليات
لأن حياة إنسان أهم من ابتعاد جمال شعبان عن موقعه، ولأن في النهاية جمال
شعبان فكرة والفكرة لا تموت، ورسالتي العطف على الفقراء والإنسانية مع
المرضى المحتاجين واحتضان شباب الأطباء.
هل يعد هذا شخصنة للأمور برأيك؟
بالضبط، جمال شعبان ليس معنا فاتركوه يواجه الأمر بمفرده، أريد أن النقابة تعود لدورها وتصبح ملاذا لجموع الأطباء والأحزان ربنا يقلل منها، والافرا تزيد لدينا، وتصبح دار الحكمة ملاذا للتعليم والتدريب والتثقيف.
على باشا إبراهيم عندما أسس نقابة الأطباء كأول عميد لطب القاهرة وأول نقيب للأطباء كتب على بابها دار الحكمة لتصبح ملاذا للحكماء، ولدي مقول لابن سينا أحبها " يبدأ الإنسان طبيبا ثم يصبح حكيما أو فيلسوف" وأنا أحب أن أكون حكيما، لأن الحكمة توفر على الطبيب وسائل عديدة في التشخيص ويجعله يحذف عدد من الأدوية ويقلل أعباء الدولة.
أعرف أنه سؤال تنافسي...ولكن نريد تعقيب منك على عمل تيار الاستقلال ونزول أعضائه من جديد في المعترك الانتخابي؟
تيار الاستقلال أخذ فرصته لمدة أربع سنوات واذا كان الناس من محبي الديموقراطية وتداول السلطة يجب ان يقتنعوا بهذا، اي فصيل في العالم يقود العمل العام ويأخذ فرصته ولا يحقق المرجو ولم يقدم كشف حساب، ويأتي ويترشح من جديدة ويقول سوف أعمل كذا وكذا، فالسؤال لماذا لم يعمل في سنواته المنصرمة.
أقول لتيار الاستقلال دورهم انتهي ودكتور حسين خيري انا بجله وبوجه له الحديث "دورك انتهي".
وماهو برنامجك الانتخابي؟
كرامة، تدريب ونقابة لكل الاطباء، وليست منبرا سياسيا وليست ميدانا للتحزب والتشيع أو الشقاق أو التناحر السياسي، ولكن ننصهر في بوتقة واحدة وهي مصر، نختلف في أشياء كثيرة ولكن نتفق على مصلحة الوطن واستعادة انسانيته وقدسية مهنة الطب، واستعادة مكانة وكرامة الطبيب المصري في الشارع المصري وعالميا.
تحب العمل العام والتواصل مع الناس بشكل مباشر..هل هذا يتطلب مجهود كبير؟
جاءت لي عروض للسفر لبلاد الخليج ولكني أحب تراب هذه البلد، وأشعر انني لا اقوم بوظيفة ولكن لتأدية رسالة إنسانية وأحببت العمل العام وانطلقت فيه بدلا من شغل وظيفة عامة، وأحب ما قمت به في "قوافل طبيب الخير" مع جريدة الجمهورية التي انطلقت بها من النوبة جنوبا إلى أسيوط، أحب أن التقي الإنسان وأجلس إليه واستمع إليه، وأخذت رصيدي من دعوات الغلابة وهذا أحسن رصيد لي الأن.
الإعتداء على المستشفيات من ضمن الملفات الشائكة أيضا..ماهي روشتة علاجها؟
من ضمن الملفات الشائكة بالطبع، وتلك نقطة محورية في تأمين الأطباء..ومن حق الأطباء تأجير شركة تأمين خاصة أو الاستعانة بالداخلية وهي لن تمانع وإصدار قانون الاعتداء على المنشآت الطبية، لكن الواجب على كل طبيب أن يحتوي كرب المريض.
هناك صورة سلبية رسمت عن الطبيب المصري أنه لا يحتوي كرب المريض، كما أن المريض الذي يحضر في الاستقبال القصر العيني أو المستشفيات الكبيرة، يحضر ومعه أضلع المثلث خاصته وهم "جهله وفقره واحساسه بالبؤس"، مع صورة ذهنية لديه ان طبيب الطوارئ حاجزسرير لمن يدفع أكثر أو يريد إرساله لعيادته الخاصة، وواجب دكتور الطوارئ أن يلغي هذا كله بالطبطبة، كلمة الطب نصف الطبطبة.
"ماتزعلوش انا قلبي معاكم ولازم اصارحكم انت لازم تأمن نفسك، مثلما نقول في السياسة الحل ليس أمني فقط بل سياسي، اي انه يجب على الطبيب أن يذيب الجليد بينه وبين المريض، وبين الطبيب والطبيب، وبين الطبيب والدولة".
وبخصوص بين الطبيب والطبيب، فالزميل يذهب لعيادة زميله ويعامل كشخص عادي ويدفع فيزيتا، ويواجه بوجه مكشر، كما أن الطبيب عندما يرى روشتة طبيب اخر يقول " مين الحيوان اللي كاتبلك ده"، كرامتنا بين الناس لن تستعاد ونحن نهدر كرامتنا بيننا.
لذلك سوف اجتهد لتحسين تلك الصورة واستغلال محبتي بين الناس اذا فزت بمقعد نقيب الأطباء، كما أنني سأتواصل مع عدد من المنابر الإعلامية التي تخصصت في شيطنة الأطباء والطب ويصفونا بسارقي الأعضاء والجزارين والسفاحين، وابدأ في تغيير هذا بعمل ميثاق شرف مع المجلس الأعلى للإعلام، وبرامج الدجل والشعوذة، وسأجعل النقابة تقنن هذا مع الصحة ويجب على من يظهر في تلك البرامج أن يكون متخصص وله سيرة ذاتية.
ترى أن دار الحكمة يفتقد لخدمات كثيرة؟
قاعة المؤتمرات في دار الحكمة أحب ألا ينطفئ نورها، لأنها تضاء مرتين في السنة، مرة من أجل تخريج الدفعة الجديدة وحلف القسم، ومرة للطبيب المثالي، ومن المفترض أن تصبح قاعة للعلم والمحاضرات وخاصة للأماكن البعيدة عن مركزية القاهرة حتى لا ينقطع طبيب الأقاليم عن العلم بعد تخريجه من الكلية، وتصبح النقابة هي منبر لتثقيفه وإلمامه بالجديد بالمهنة.
كما أنني أغار من نقابة الصحفيين فنحن لا نمتلك شهر عقاري أو مجمع خدمات مثلهم، وبنك للطبيب مثل بنك المهندس ومستشفى للأطباء، وكلها خدمات سأقوم بادخالها لمقر النقابة حتى أوفر على الطبيب مجهود شاق أو تعب في المصالح الحكومية.
على أقل تقدير هناك "100" ألف طبيب مهاجر خارج بلده... ما الحل ؟
الموضوع غير متعلق فقط بالأموال بل برغبة الطبيب في الحصول على تدريب وتعليم، وتوفيرمهنة مستقرة بكافة معطياتها، يجب أن يتم تسهيل التدريب والتعليم والدراسات العليا والتعيين.
اقترحت على الوزيرة- قبل أزمتنا - أن يتم تعيين أوائل الخريجين في المعاهد والمستشفيات الكبيرة تلقائيا وعدم تغريبه في أماكن بعيدة ونائية، وأرجو أن يلاقي هذا المقترح قبولا.
ما رأيك في تعديل قانون مزاولة المهنة الذي وافق عليه البرلمان؟
النظام الذي تعلمنا عليه خرج أساتذة كبيرة وتعلمنا بجودة عالية، وعباقرة الطب الذين أسسوا المهنة تعلموا على النظام القديم وما زالوا حاضرين يستيطعوا نقل خبرتهم للخريجين، الطب في مصر بخير والأطباء بخير، نريد فقط توحد التدريب بشهادة مهنية موحدة، وبهذا يصبح المعيار النزاهة وغلق باب المجاملات وكله يخضع لمعيار واحد بعيد عن المكان الذي تخرج منه وتصبح بإشراف النقابة والجامعة والوزارة.
اذا افترضنا انك فزت بجولة النقيب كيف ستتعامل مع السلطة التنفيذية ووزيرة الصحة هالة زايد؟
السيرة الذاتية لي وطبيعتي في الإدارة تقول عني انني استطيع التعامل مع كل الناس، الفترة التي أدرت بها المعهد كانت إدارة مختلفة سببت اختلاف في وجهات النظر مع هالة زايد كوزيرة للصحة، ولكن في حال فوزي بمقعد النقيب لن نتعامل بصيغة الموظف والوزير سنصبح جهتين وليس فردين وستكون العلاقة قائمة على الندية والاحترام، فلدي قدرة للترفع عن شخصنة الأمور وسأعمل للصالح العام بمنطق قومي ووطني.
حدثنا عن قائمة الأمل التي شكلت قبل أيام قليلة من الانتخابات ولماذا تخليت عن كونك مستقل؟
بالفعل شكلنا قائمة الأمل شكلت الانتخابات بأيام، واخترت اسمها بنفسي أملا في التغيير والتطوير والامل في عودة النقابة لتصبح مهنية وليس سياسية، وعودة ايمان الاطباء بدور النقابة، لأننا افتقدنا هذا في السنوات الماضية.
وقمت بالنزول في قائمة بعد نزولي كمستقل تسهيلا على الأطباء، على الرغم أنني لا أحب التحزب والفرق، ولكن تسهيلا على الأطباء لحفظ الأسماء، وقمت بعمل القائمة لهدف تكتيكي وتيسيرا على الناخب لحفظ عدد المرشحين لان القائمة تسهل هذا، ولكن ذهني متفتح وأدعم الجميع، وادعم الشرفاء في القائمة.
من أبرز الوجوه النقابية والطبية معك؟
محمد أبو المجد أستاذ الأورام بجنوب الوادي، وأسامة عبدالمنعم طبيب حر، وحمدي نبوي جراح مخ وأعصاب شمال الصعيدي، وحلمي السويدي من بورسعيد، وراعينا في القائمة ان تغطي المحافظات جغرافيا.
ونستطيع التعامل مع كل الأطباء بغض النظر عن اتجاهاتهم.
ما هي أبرز جولاتك وهل برزت شعبيتك؟
قمت بعمل جولات في أسيوط وإسكندرية والغربية والمنصورة والزقازيق والإسماعيلية وبني سويف، وشعبيتي الحمدالله في كل مكان، فقد كان المواطنون في الشارع يقوموا بإيقافي للتصوير معي وخاصة في المنصورة.
كما ساندني رموز مثل دكتور شريف مختار من طب القاهرة، ودكتور اكرام صادق من طب طنطا ومن خارج مصر اطباء تحدثوا عني من خلال فيديوهات.
بالطبع وصلتك الشائعات والتخمينات والمباركات لكونك مرشح وزير في التعديلات القادمة.. ما تعليقك؟
انا كجمال شعبان بدأت مسيرتي للعمل العام عندما ماتت من أكرمني الله لأجلها وهي أمي، وبدأت ابحث عن عمل يكرمني الله من أجله، وبدأت في قوافل طبيب الخير، وكتبت مرة أنني سأعتزل الطب واتفرغ للعمل العام، ولكن عندما جاء لي منصب عميد معهد القلب شعرت انها الفرصة للعمل العام وان الجميع أحب طريقتي في العمل بالمعهد، فقلت لماذا لا أكررها في باقي الجهات الطبية، ووجدت التفاف غير طبيعي حولي.
وأحب أن أقول انني لو اخترت من جديد في العمل التنفيذي فأنا خادم الشعب وليس لدي مشكلة اذا رأت الإدارة السياسية انني مفيد لهذا المنصب وأنا تحت أمر الشعب المصري.
حدثني عن الوجه الآخر لجمال شعبان كمؤلف وشاعر؟
لي 7 كتب، ولي نصوص في الأدب كنت أكتبها منذ الثانوية العامة يعتبرها البعض درر في الأدب، ثلاثة أصدرتهم أخبار اليوم وهم "اليوم الطبي وطبيب القلب والقلب يفكر ويصمت، وكتاب ضغط الدم القاتل الصامت، الربط بين العلم والايمان، للقلب دقات وأسرار وكتب أدبية مداح القمر نصوص من النثر الفني، لاشيء ىشبه امي، و"تجليات حكيم ما لم يقله الخيام"، واعتبرت ان الخيام لم يكمل رباعايته واكملتها.
