كعادته استيقظ الشاب «زياد» صاحب الـ١٧ عاما، في الساعة الثامنة صباحًا، بعدما ودعه والده ووالدته قبل مغادرتهما المنزل متجهين إلى عملهما، وكانت شقيقته «نوران» الأصغر منه سنا بثلاثة أعوام، لا تزال متواجدة داخل جدران الشقه بالعقار المتواجد بشارع القاضى المتفرع من شارع المحطة بدائرة قسم شرطة الجيزة.
لم يكن يخطر ببال أى من أسرته، حتى «زياد» نفسه أنه قد يضطر إلى قتل شقيقته الصغرى، بعد أن حدثت بينه وشقيقته مشادة كلامية، وعند محاولة «زياد» التعدى عليها، قامت الطفلة باستخدام أظافرها وإصابته بخدوش مما أثار غضبه، فقام بضربها مستخدما «تى شيرت» ملقى على الكرسى ولفه حول رقبة شقيقته.
وعند اندفاع الصغيرة إلى الأمام في محاولة للهرب حدث لها اختناق مما تسبب في مصرعها متأثرة بذلك، يقول «إبراهيم. م» أحد أهالى المنطقة وشاهد عيان على الأحداث ما بعد الواقعة، أن هذه الأسرة برمتها لم تكمل عامها الأول في تلك الشقة محل سكنهم، كما أن الأب يعمل بإحدى الوظائف التى يجنى منها أموالا تجعله يعيش هو وأسرته المكونة من زوجته ونجله «زياد» ونجلته «نوران» ميسورى الحال.
وأضاف الشاهد بأن نجليهما في أحسن المدارس ولا ينقصهما شيء، وهم بطبيعتهم أسرة مختصرة والكل هنا كذلك، ولكن في نحو التاسعة صباح الخميس، كانت سرينة سيارة الإسعاف وكذا سيارات الشرطة تدلف إلى الشارع، في البداية لم نعلم ماذا يحدث؟ ولكن بحوار الأهالى تبين وقوع جريمة قتل حيث تبين أن الشاب «زياد» قام بخنق شقيقته «نوران» بسبب خلافات أسرية لم نعلم طبيعتها.
وأوضح الشاهد أن المتهم ظل يصرخ مرددا «قتلت أختي» بطريقة هيستيرية، حيث انتابته حالة عصبية ودموعه كانت تملأ وجهه، وقام بتسليم نفسه إلى الشرطة.
استمعت النيابة العامة بالجيزة، لأقوال أسرة الطفل المتهم، حيث قالوا إن طفلهما يعانى من اضطرابات نفسية يتعاطى على أثرها أدوية علاجية، لكنه في الفترة الأخيرة انقطع عن تلقى العلاج فساءت حالته.
وأشارت أسرة الطفل المتهم إلى أنه مال للعزلة وانقطع عن الجلوس معنا، بالإضافة إلى أن شقيقته اعتادت على مضايقته ومعايرته طيلة الوقت بسبب رسوبه في إحدى المواد الدراسية، وكانا دائمى الشجار بسبب ذلك، مؤكدين أنه ارتكب الواقعة بسبب حالته النفسية دون وعى.
تلقى المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث قسم الجيزة، بلاغا من «زياد. س»، ١٧ سنة، طالب، بقيامه بقتل شقيقته «نوران س» ١٤ سنة، طالبة، بخنقها باستخدام «تيشرت» خلال تواجدهما بالشقة محل إقامتهما، وأضاف أنه يعانى من اضطرابات نفسية.
بالانتقال والفحص، تبين أن الشقة محل الواقعة كائنة بالطابق الثاني، ومكونة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، ووجدت جثة ملقاة على وجهها بصالة الشقة، وملفوف حول رقبتها «تيشرت»، ولا توجد بها أي إصابات ظاهرية.
وبمناظرة المتهم، تبين إصابته بسحجة بيده اليسرى وأخرى بالوجه إثر مقاومة المجنى عليها له.
وبمواجهته، اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة، وقرر أن إصابته حدثت من جراء مقاومة المجنى عليها له، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.
