الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جرانيت أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مواصفات الرخام المصري
التشطيبات: ملمع، غشيم، هوند، برشد، تمبلد، وش جبل، مدقوق، رمالة، اسيد، مفرز، محروق.
لكنها لم تكن كذلك في الحرب، كانت خطة بعيدا عن الرخام والترابيع والبلاط، إنها الخطة جرانيت ١ وجرانيت ٢، تعالوا نشوف:
اسم الخامة: رخام مصرى. 
اللون: رخام مصرى.
بلد المنشأ: محجر رخام مصري.
توفر المواد: كتل، ألواح، بلاطات.
هنا تأتى مقدمات حرب أكتوبر:
قبل رحيله بأسابيع، أصدر الفريق أول محمد فوزى كتابه (الإعداد لمعركة التحرير ١٩٦٧ ـ ١٩٧٠).. وعلى الرغم من تقدم السن (٨٥ عاما) إلا أن الرجل كما تقول المعلومات عن الموسوعة الحرة جمع في كتابه مادة تحريرية عن هذه المرحلة، حيث ظل مشهودا له بذاكرته الحديدية.. وأعاد في هذا الكتاب الحديث عن مشروع خطة تحرير سيناء جرانيت التى اعتبرها الخطة الفعلية لحرب أكتوبر وكان جدلا كبيرا قد أثير حولها من قبل، حين كشف الفريق فوزى عنها قبل سنوات طويلة.. لم يكن جديدا في كتابه أنه جاء بالوثائق الخاصة بهذه الخطة التى صدق عليها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومنها وثيقة من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.وتشمل الوثيقة عددًا من العناصر، مثل مرحلة السكون ومرحلة التحضير ومرحلة العمليات. ويقول الفريق فوزى في كتابه (حرب أكتوبر عام ٧٣ درس ودروس): نبعت فكرة الخطة جرانيت من توجيهات الرئيس جمال عبدالناصر في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة ليلة ١٦ و١٧ مارس في مقر القيادة العامة بمدينة نصر عندما قال: يبحث القادة كل فيما يخصه بصفة عامة، كما تدرس هيئة العمليات بصفة خاصة كيفية عمل رأس كوبرى في الضفة الشرقية للقناة في شهر مايو المقبل. ويضيف: في هذا الوقت كانت القيادة العامة قد استكملت إنشاء وتدريب الفرق الميكانيكية الثلاث ٣ و٦ و٢٣ ذات الأسلحة والمركبات الحديثة المتطورة كاحتياطى تعبوى لقوات جبهة السويس، وهى التى مكنتنا من تطوير الخطة الدفاعية ٢٠٠ إلى خطة هجومية تبلورت أفكار الرئيس عبدالناصر إلى فكرة العملية جرانيت بهدف الوصول إلى المضايق وتأمينها كمرحلة أولى من الخطة الهجومية الشاملة لتحرير سيناء. ويقول الفريق فوزي: قام القادة بوضع فكرة العملية الهجومية بناء على توجيهات الرئيس عبدالناصر في مارس ١٩٧٠، وناقشت معهم بحضور المستشارين السوفييت وهيئة عمليات القوات المسلحة أسس نجاح هذه الفكرة ثم قمت بتجميع هذه الأفكار مع فكرة شن عملية هجومية مماثلة في الجولان تقوم بها القوات السورية في خرائط توضح فكرة العملية جرانيت بعد موافقتى عليها، وعرضتها على الرئيس عبدالناصر للتصديق عليها في منتصف شهر سبتمبر ١٩٧٠ بمرسى مطروح.
وأكد عبدالناصر وقتئذ ضرورة استعداد القوات المسلحة لتنفيذ فكرة الخطة جرانيت عقب انتهاء فترة وقف إطلاق النار في السابع من نوفمبر ١٩٧١. بعد رحيل عبدالناصر عرض قادة القوات المسلحة فكرة الخطة على الرئيس السادات بحضور الفريق فوزى خلال ثلاثة أيام ووافق عليها.ويقول فوزي: قمت باختيار جوهر وأسس فكرة العملية جرانيت من خلال مشروع تدريبى بالجنود على مستوى استراتيجى خلال شهر مارس ٧١، وقامت إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع طبقا لواجباتها بتحليل فكرة العملية من وجهة نظرها، وأصدرت ملاحظاتها عليها في شكل تقرير موقف أصدرته كوثيقة في ١٣ أبريل عام ١٩٧١.. ويضيف: عندما عرضت فكرة العملية على السادات في مايو ٧١ وافق عليها ولكنه رفض التصديق على تنفيذ إجراءاتها في ذلك الوقت، علما بأن هذا التوقيت ربيع عام ٧١ كان أفضل التوقيتات للدخول في صراع مسلح مع إسرائيل من وجهة نظر توازى القوى، وبسبب رفض الرئيس السادات لم تتحول فكرة العملية جرانيت إلى خطة عمليات تفصيلية. ويسجل الفريق فوزى في مذكراته أسباب خلافه مع السادات وتقديم استقالته من قيادة القوات المسلحة يوم ١٣ مايو عام ١٩٧١.. يقول: في يوم ١١ مايو ١٩٧١ رفض السادات التوقيع على توجيهات المعركة التى أعددتها لاستئناف القتال مع إسرائيل بناء على توجيهاته لى يوم الرابع من مايو، وتبين لى بوضوح أن حديث السادات عن ضرورة خوض معركة لتحرير الأرض لم تكن سوى عملية خداعية لتغطية اتصالاته مع الحكومة الأمريكية، ويضيف: لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يرفض فيها السادات المعركة اذ تقدمت إليه في يناير عام ٧١ قبل بدء اجتماعات الدول الاتحادية بمشروع قرار استعداد القوات لمعركة تحرير الأرض، لكنه رفض البدء في إجراءات المعركة، وكان تقديره أن إجراءات اتحاد الدول العربية تسبق في أهميتها إجراءات المعركة. 
كان ختام الخلاف هو الاستقالة التى تقدم بها فوزى للسادات.. لكن الأخير اعتبرها ضمن مخطط انقلابى ضده يقوده القيادات التى عملت بجوار عبدالناصر، وعلى إثر هذا حوكم فوزى عسكريا بعشر سنوات سجن، وبعد حرب أكتوبر عام ٧٣ خرج بعفو رئاسى بعد أن طلبت القوات المسلحة ذلك وفاء له. 
ويقول اللواء الدكتور سمير فرج رئيس الشئون المعنوية الأسبق إن الخطة الأولى للحرب كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأطلق عليها المآذن العالية ثم تعدلت إلى جرانيت، ثم جرانيت ١ وجرانيت ٢ ثم جرانيت المعدلة التى تم خوض حرب أكتوبر بها.
أما الخطة جرانيت ٢ فهى خطة هجومية وضعت أثناء تولى الفريق سعدالدين الشاذلى لرئاسة الأركان وكانت أهدافها النهائية تتجه إلى عبور قناة السويس والاستيلاء على خط بارليف ثم الوصول إلى منطقة المضايق كهدف استراتيجي. إلا أن الفريق أحمد إسماعيل رأى عدم قدرة القوات المسلحة المصرية على تنفيذها. وتأتى الخطة جرانيت ٢ المعدلة (بدر) حين قررت هيئة العمليات الحربية المصرية برئاسة اللواء عبدالغنى الجمسى تجهيز خطة جديدة تشمل تقدم القوات إلى منطقة المضايق بعد العبور، ونظرا لأن الخطة الجديدة كانت بالضبط هى الخطة جرانيت ٢ مع إدخال بعض التعديلات عليها لذلك فقد سميت باسم (جرانيت ٢ المعدلة) ثم تم تغيير اسمها قبل العبور بشهر واحد أى في سبتمبر ١٩٧٣ ليكون (بدر). 
وكل عام وأنتم بخير.