الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

القبطان سامي بركات يتحدث لـ«البوابة نيوز»: الصهاينة رصدوا 30 ألف شيكل لتسليمي.. ارتدينا الملابس البدوية وزحفنا على الرمال للتخفي.. والاحتلال الإسرائيلي طاردنا 200 يوم في صحراء سيناء

القبطان سامى بركات
القبطان سامى بركات خلال حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت وما زالت حرب أكتوبر تحمل العديد من التفاصيل والأسرار التى لم تكشف بعد، وفى كل عام يفتح أبطال أكتوبر خزائن أسرارهم ليروون للعالم قوة وعظمة الجندى المصرى الذى لا يعرف المستحيل.



وفى الذكرى ٤٦ لانتصار أكتوبر العظيم، التقت «البوابة نيوز» مع القبطان سامى بركات، الذى سجل أعظم بطولة بعدما طارده الاحتلال الإسرائيلى ٢٠٠ يوم داخل سيناء، ورصد ٣٠ ألف شيكل مقابل تسليمه.
وتخرج القبطان سامى بركات من الكلية البحرية ١٩٦٩، وكانت مهمته في الحرب الاستطلاع خلف خطوط العدو، حيث كلفه قائده المقدم على حفظي، بالتوجه إلى مدينة رأس غارب للاستطلاع خلف خطوط العدو برفقة الرقيب صلاح بيومى والجندى إبراهيم الخشاب، وكانت اللانشات الإسرائيلية تجوب المياه بين أبو رديس وبلاعيم، لرصد أى جندى مصرى بالمنطقة.
ويقول «بركات»: «وصلت إلى رأس غارب في الخامس من أكتوبر، واندلعت الحرب في اليوم التالي، ما زادنا حماسا على سرعة جمع أكبر قدر من المعلومات عن مواقع العدو وتحصيناته وأنواع أسلحته والذخيرة، وكانت وسيلة الإرسال الأجهزة اللاسلكية، وبعد ٣ أيام وصلنا إلى منطقة أبو رديس بصحبة دليل بدوى يدعى «عتيق»، وأثناء صعودنا على الجبل رصدتنا طائرات إسرائيلية ونصحنا الدليل الاختباء بالجبال حتى تهدأ الأوضاع، وفى هذه الأثناء نفد الطعام والمياه منا، مما زاد الوضع صعوبة، ثم وصلنا بعد ذلك إلى منطقة جبلية بعيدة تسكنها قبيلة أولاد سعيد، الذين قدموا لنا كل المساعدات لتسهيل مهمتنا، كما خرجوا بأغنامهم على الطريق ليمحوا آثار أقدامنا حتى لا يصل إلينا العدو.
ويواصل: «لكن القوات لاحقتنا بعد ذلك أيضا، وهددت شيخ القبيلة بمعاقبته إذا تستر علينا، وحلقت الطائرات الإسرائيلية في السماء لمطاردتنا، وأطلقت قنابل مضيئة وقذائف عشوائية، ما اضطرنا للصعود على أحد الجبال، وارتداء الزى البدوى للتخفى وسط سكان سيناء، وانتقلنا إلى مكان آخر، وخلال هذه الفترة حرصنا على جمع العديد من المعلومات بمساعدة أهالى سيناء في شرم الشيخ والطور».

ويتابع القبطان سامى بركات: «كنا نتعاون وقتها مع ٤٥ شخصا، حتى الأطفال كانوا ينقلون لنا أى معلومة أو مشهد يرونه خلال تنقلهم بين ضباط إسرائيل، حيث استطاع أحد الأطفال سرقة كرتونة مواد غذائية من جنود الاحتلال، لنتمكن من كتابة المعلومات عليها ووضعها داخل السروال الذى نرتديه، وبعد أن علم الاحتلال الإسرائيلى بتواجدنا، رصد ٣٠ ألف شيكل لتسليمي، و١٠ آلاف شيكل لتسليم زملائى وتسليم الدليل عتيق حيا أو ميتا».
وأضاف: «الدليل «عتيق» كان يرافقنا طوال هذه الفترة، وتم الاتفاق معه على إرسال المعلومات إلى القيادة في العاصمة، وبث رسالة لنا عبر الإذاعة تحمل نص «سلامى إلى أم عبير» حتى نتأكد من وصول المعلومات، لكن بعد القبض على الدليل «عتيق» قررنا الانتقال إلى منطقة أخرى خوفا من تعذيبه والضغط عليه للإفصاح عن مكاننا، وتم التعاون مع دليل آخر وانتقلنا إلى مكان جديد، وهناك وجدنا ٢ طيارين مختبئين فتحركنا سويا واتخذنا طريق العودة إلى القاهرة».
ويؤكد «بركات» أنه خلال هذه الفترة حصل على معلومات مهمة جدا تخص تحركات القوات الإسرائيلية وأماكن تواجدهم.
وأوضح أن رحلة العودة استغرقت ١٢ يوما سيرا على الأقدام بين الجبال، وكانت نقاط العدو منتشرة كل ٢٠٠ متر، وقال: «كنا نزحف خوفا من رصدنا حتى وصلنا إلى مقر قوات الطوارئ الدولية، وبسبب فقدان أوراق إثبات الشخصية، تم التواصل مع القيادة للتأكد من صدق روايتنا، خاصه أننا عدنا بعد ٢٠٠ يوم، وبعد وصولنا إلى مكتب المخابرات الحربية في السويس، يوم ٢٤ أبريل ١٩٧٤، التقينا مع المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، واللواء إبراهيم نصار مدير المخابرات الحربية، لتكريمنا.