الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لن تفلح حرب "الجماعة الإرهابية" ضد الوطن.. التشكيك في حرب أكتوبر وبث الفوضى بين المواطنين.. وخبراء: "الإرشاد" استعان بقتلة السادات لترسيخ حكم التنظيم الإخوانى في عامهم المشئوم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى السنوات الـ8 الماضية، كشفت جماعة الإخوان الإرهابية، عن عداوة أصيلة، وكراهية كانت مدفونة ضد الدولة المصرية، وما حققته من إنجازات على مدى تاريخها، ولا سيما فيما يتعلق بنصر أكتوبر المجيد.
.

وما أن ظهرت الجماعة على سطح الأحداث في أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١، حتى بات قادتها يصرحون بالقول والفعل، كاشفين عن حقدهم وغلهم تجاه هذا النصر المجيد، وليس أدل على ذلك، من أن رئيسهم المعزول الراحل محمد مرسي، تعمد استضافة قتلة الزعيم أنور السادات بطل حرب أكتوبر، في ذكرى هذا الانتصار، وكأن الجماعة أرادت حينها أن تكيد للمصريين، بوضع قتلة السادات في صدارة المشهد خلال ذلك الاحتفال.
وعلى مدى السنوات التى تلت حكم الإخوان، وتحديدا منذ سقوطهم على أيدى الشعب المصري، في أعقاب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، عمدت الجماعة إلى وضع الخطط التى تستهدف إثارة الفوضى وبث الذعر في نفوس المواطنين، بالتزامن مع ذكرى انتصارات أكتوبر، ومنعهم من الاحتفال بتلك الذكرى العطرة، التى سطرت فيها القوات المسلحة المصرية، أعظم الملاحم الحربية، بالانتصار على الجيش الإسرائيلي، وتحرير سيناء من سطوته الغاشمة، وهى المعركة التى ما زالت تفاصيلها تبهر العالم حتى اليوم.
ولم تتوقف الجماعة منذ سقوطها في ٢٠١٣، عن نسج المؤامرات، ووضع السيناريوهات التى تهدف إلى تحويل شهر أكتوبر إلى أيام من الدم تراق فيها دماء الأبرياء من أبناء الشعب المصري. 
وخلال الأيام الماضية، وتمهيدًا لتنفيذ سيناريوهات العنف والفوضى المعتادة، خلال شهر أكتوبر، شنت الجماعة عبر أذرعها الإعلامية، والموالين لها، حربًا ضروسًا ضد الدولة المصرية، وقواتها المسلحة، أملًا في أن يسفر ذلك عن اشتعال الأوضاع بنهاية شهر سبتمبر بحيث تصل إلى الذروة في مطلع شهر أكتوبر، وصولا إلى ٦ أكتوبر.

ورغم أن الشعب المصري، أعلن بوضوح رفضه لمحاولات الإخوان، من أجل إثارة الفوضى، وضرب الاستقرار، ولم يستجب لدعواتهم المسمومة ضد الوطن، فإن قادة الجماعة ما زالوا يخططون ويرسمون السيناريو تلو الآخر، بغرض تحقيق أملهم الدنيء في هدم الوطن.
وفى الساعات الماضية، كشفت مصادر عن رسائل متبادلة بين قيادات الجماعة، يطالبون فيها أتباعهم بالعمل على خلق حالة من التوتر في الشارع المصري، وذلك عبر تنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية، خلال شهر أكتوبر. 
رسائل قادة الإخوان لأتباعهم حملت التحريض المعتاد على العنف، والدعوة إلى استمرار من وصفتهم بجنود الله، على عهد الجهاد، داعية الأتباع إلى «تسخير جهدهم ومالهم وأولادهم، وأهالى بيوتهم للوقوف أمام السلطان، وتحمل كل التبعات التى تأتى جراء ذلك».
وفى محاولة لقلب الحقائق، وإطلاق مسميات «حنجورية» على دعوات العنف والتخريب، طالبت الرسالة عناصر الجماعة بالاستمرار فيما وصفوه بالحراك الثورى ضد المجتمع.
وحاولت الجماعة إقحام ذكرى انتصارات أكتوبر في رسائلها، فقالت في إحداها: «هذه المناسبة العطرة يراد محو آثار هذا النصر وإخفاء شعاره من حياتنا، حتى تنقطع صلة الأجيال الوافدة بهذا النصر والنقطة المضيئة في حياة الأمة، في العصر الحالي».
تناسى هؤلاء أن رئيسهم المعزول، استضاف قتلة زعيم حرب أكتوبر وقائد الانتصار المجيد، أنور السادات، وذلك في ازدواجية خبيثة، اعتاد عليها قادة الجماعة، من أجل اللعب على كل الأحبال.
وأتم قادة الجماعة إحدى هذه الرسائل بدعوة محمومة، ومشبوهة لممارسة العنف، بالقول: «ما المانع أن نحتفل بهذه الذكرى، لا احتفال كلمات وشعارات، لكن احتفالنا يكون تأكيدًا على الحقوق المغتصبة»، وهى إشارة واضحة لكى يبدأ إرهابيو الجماعة موجة جديدة من العنف ضد الوطن.

خونة يعادون الأوطان
أكد الدكتور عبدالغنى زهرة، رئيس قسم الحضارة والتاريخ بكلية الدراسات الإسلامية، في جامعة الأزهر، أن جماعة الإخوان بجميع عناصرها منذ نشأت، تعادى الأوطان، ولا تقيم وزنًا للتراب الوطني، أو الإنجازات التى يحققها أبناء الوطن، لا سيما في مصر، مشيرًا إلى أن الخطاب الإعلامى للجماعة، وما تربى عليه أبناءها منذ نعومة أظفارهم.
وقال «زهرة» لـ«البوابة نيوز»: «الجماعة دأبت على وصف نصر أكتوبر بأنه نصر زائف، وأن ما جرى في ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وما بعده تم برضا إسرائيل من أجل تمرير اتفاق السلام الذى وقع في عام ١٩٧٩»، مضيفا: «هذه الأباطيل الزائفة، تستهدف إضعاف مؤسسات الدولة المصرية، ونشر الإحباط والانقسام المجتمعي، حول أفضل الإنجازات التى حققتها الإرادة المصرية على مدى العقود الأخيرة، بما يسمح باختراق المجتمع، وهدم ثوابته».
وأضاف: «المثير والمدهش في كل أدبيات الجماعات المتطرفة، التى خرجت من رحم الإخوان، لم توجه يوما ما سلاحها، ولا انتحارييها، ولا مجاهديها نحو إسرائيل، متعللين بأنه لا بد من إسقاط الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، والسيطرة على مقاعد الحكم بها، ثم الاتجاه إلى محاربة اليهود، وهو منطق مغلوط، يوضح أن هدف هذه الجماعات هو الوصول إلى سدة الحكم ليس إلا». 
وشدد «زهرة» على أن جماعة الإخوان، وأتباعها، يقدمون خدمات جليلة لجميع القوى الكارهة للعرب، وذلك عبر ممارسة الأعمال الإرهابية، والتخريبية، التى تهد المجتمعات العربية من جهة، وتعطى الفرصة للقوى الكارهة للعرب لكى تضغط على الدول العربية، باتهامات الإرهاب والضلوع في العمليات التخريبية.
وقال: «من منا يمكن أن ينسى الخسائر التى يتكبدها العرب، كأفراد ومجتمعات، منذ أحداث ١١ سبتمبر، التى أدت إلى اتهام العرب بالإرهاب، ولصق هذه الصفة السيئة بهم، مما أظهر الإسلاموفوبيا، وأدى إلى تناميها ووجودها حتى الآن، في مظعم مجتمعات العالم، ضد العرب والمسلمين».
وتابع «زهرة»: «لا يجب أن ينسى الشعب أن تآمر الإخوان على انتصار أكتوبر، ممتد منذ عدة عقود، فالجماعة أشركت من اغتالوا الرئيس السادات في الحكم، خلال عام ٢٠١٣، بهدف الاستعانة بكل من هو عدو للمصريين، ومؤسستهم العسكرية، في ترسيخ حكم الجماعة في عامهم المشئوم الذى سيطروا فيه على مصر». 

عداوة تاريخية
من جانبه أكد الدكتور حسن حماد، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة الزقازيق، أن جماعة الإخوان، وتنظيمها الدولى سعوا إلى الاستعانة بعناصرهم التى تربت على ممارسة العنف والإرهاب، لإذكاء العداوة التاريخية المتجذرة بينهم، وبين الجيش المصري، باعتباره العقبة الرئيسة، أمام تحقيق حلمهم بخلق حالة من الفوضى، تنتهى بتمكين ميليشياتهم من المجتمع، فيما يشبه التكرار لفكرة إنشاء الحرس الثورى الإيراني.
وقال حماد لـ«البوابة نيوز»، إن الجماعة عملت منذ عام ٢٠١١ على تحقيق حلمها الأثير بالسيطرة بالدم والنار، على المجتمع المصري، وهو ما وقف ضده الجيش، حين قرر أن يساند الشعب في ثورته ضد الجماعة، الأمر الذى أغضب قادة الجماعة، وزاد من عداوتهم للقوات المسلحة ورجالها، ودفعهم إلى السعى بقوة من أجل تعكير صفو الاحتفال بانتصارات أكتوبر و«العكننة» على المصريين، في هذه المناسبة التاريخية المجيدة.
وشدد «حماد» على أن جماعة الإخوان تعانى من الفشل الذريع في كسر الكتلة الصلبة للقوات المسلحة المصرية، لذا لعبت على دق الأسافين بينها وبين الشعب، إلا أن فشلها بات واضحا في هذا الاتجاه أيضا، بعد أن رفض الشعب، خلال الأيام الماضية الانسياق وراء شائعات الجماعة، وأبواقها الإعلامية، وانحاز إلى الاستقرار والتنمية.
وأضاف «حماد» أن الإخوان ليس لديهم ولاء للأوطان، بدليل وجود قتلة السادات، في احتفالية حرب أكتوبر باستاد القاهرة، خلال حكم الجماعة بعد ثورة يناير، وذلك فضلا عن مزاعمهم بعد توقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، التى ادعوا فيها أن مصر لم تنتصر، وأن الاتفاقية تسمح لإسرائيل بالوجود في سيناء، وهو ما أثبتت الأيام أنه محض افتراء. 
بدوره تساءل هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أين كان الإخوان إبان حرب أكتوبر؟ مشيرا إلى أنهم اختبأوا كالفئران المذعورة، بينما كان الرجال يشعلون رمال سيناء، تحت أقدام العدو، ويطأون بأقدامهم أسطورة الجيش الذى لا يقهر. 
وقال لـ«البوابة نيوز»: «جميع قادة الإخوان، خاصة المنشقين عن الجماعة منهم، يؤكدون أن الجماعة لم تشارك في انتصار أكتوبر، لأنها لم تكن تريد أن تواجه إسرائيل، اقتناعًا من قادتها بأن أى حرب ضد الكيان الصهيونى ستنتهى بالهزيمة».
وأضاف النجار: «لماذا لا نسأل أنفسنا عن أسباب عدم إصدار الجماعة بيانًا فوريًا، يؤيد الحرب ضد اليهود، لاسترداد سيناء؟!»، مضيفا: «بل إن الجماعة لم تحفظ للسادات أنه من أفرج عن عناصرها المسجونين منذ عام ١٩٥٤، وعلى مدى العهد الناصرى كله، وإنما شاركت في اغتيال بطل الحرب والسلام، وأيدت وناصرت من أقدموا على هذه الجريمة البشعة».
وتابع: «الجماعة حاولت أكثر من مرة أن تستغل اسم الفريق سعد الدين الشاذلي، ورفع صوره، في عدد من مناسباتها، متصورة أن هذا يمكن أن يشق الصف بين قادة الجيش، إلا أنهم فشلوا لأنهم لا يعرفون طبيعة العقيدة القتالية للقوات المسلحة المصرية، التى تمنع وجود أى انقسامات أو ولاء لأشخاص، وإنما الولاء لمصر وترابها فقط».
وطالب النجار بالربط بين سلوك الإخوان، خلال فترة ما بعد سقوطهم، وبين عقيدته تجاه الجيش المصري، لتتضح بشكل تام مدى كراهيتهم للوطن، ولكل من يحمى هذا الوطن من السقوط.
وأضاف: «لدينا أمثلة كثيرة تثبت عدم وطنية الإخوان، بداية من مطالبتهم للولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل ضد الجيش المصري، خلال فترة اعتصام رابعة الدموي، مرورًا بإنشاء الخلايا الإرهابية التى استهدفت الجنود المصريين، بل وتشفيهم في الشهداء الذين يسقطون بأيدى الإرهاب الغاشم في سيناء، وغيرها من المدن المصرية، بين وقت وآخر، خلال المعركة المقدسة التى تقودها الدولة المصرية، للقضاء على الإرهاب.
وواصل: «تلجأ الجماعة إلى تنظيم التظاهرات، وإثارة العنف، خلال احتفالات المصريين بذكرى نصر أكتوبر، وهو ما يدل على أنها جماعة لا تعترف بالهوية الوطنية، وأنها في عداء مستحكم مع الشعب».

قلب الحقائق
بدوره أكد عبدالشكور عامر، القيادى السابق في الجماعة الإسلامية، أن جماعة الإخوان وأتباعها اعتادوا على قلب الحقائق وتزييفها، منذ بدء أزمتهم مع الدولة عام ١٩٥٢، مشيرا إلى أنهم حاولوا ركوب ثورة يوليو واستغلالها، إلا أن يقظة الضباط الأحرار، وتصدى الرئيس جمال عبدالناصر لهم، منعهم من تحقيق هدفهم، مما خلق عداوة تاريخية بينهم وبين القوات المسلحة، زادت حدتها بعد انحياز الجيش إلى الشعب في ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
وقال لـ«البوابة نيوز»: «الإخوان ادعوا وقوفهم خلف ثورة يوليو، وأنهم من فجرها، ثم ناقضوا أنفسهم، وشوهوا الثورة، بعدما رفض رجالها الانصياع للجماعة، بل وعملوا على إعادة الملكية مرة أخرى، وعزل الضباط الأحرار». 
وأضاف: «أكبر دليل على عدم وطنية الجماعة، هو محاولاتها تشويه الجيش، من خلال نقل صورة غير صحيحة عن الحرب التى يخوضها ضد الإرهاب في سيناء، وتعمد إعلام الجماعة، إغفال حجم العنف والإرهاب والتخريب، الذى تمارسه العناصر الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء، وضد قوات الجيش والشرطة، حيث تعمد الجماعة إلى نشر أخبار كاذبة وفيديوهات مفبركة، تتحدث عن عمليات تهجير وقتل في سيناء على أيدى القوات الأمنية، وهو ما نفاه أهالى سيناء أكثر من مرة».
وحذر عامر، من سعى الإخوان إلى ضرب الروح المعنوية للمصريين، من خلال تزييف الحقائق حول نصر أكتوبر، باستخدام ما تنشره إسرائيل من نشر معلومات مغلوطة عن هذه الحرب.
ولفت إلى أن الإخوان حاولوا السيطرة على مؤسسات الدولة، لكنهم اصطدموا بالمؤسسة العسكرية غير القابلة للمساومة، والواعية للمخططات الإرهابية، فحاولوا تحدى هذه المؤسسة وما زالوا يفعلون ذلك حتى الآن، بالعمل على تنظيم الفعاليات الإثارية العنيفة ضد الدولة، في هذه الذكرى، وهو ما يؤكد أن الجماعة تعمل ضد مصر، وتحاول بكل السبل تدمير القوات المسلحة، حتى يتسنى لها السيطرة على مفاصل الدولة، وتحويلها إلى عزبة إخوانية، وهو ما تحول ضده يقظة ووطنية المؤسسة العسكرية، بقيادة الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي، الذى أحبط مخططاتهم وأعاد الأمن والأمان إلى ربوع الوطن، بل وبدأ مسيرة التنمية الواعدة، مستهدفا مستقبلا أفضل للأجيال القادمة.
واتفق الخبراء جميعًا على أن الحل الوحيد في مواجهة خطط الجماعة، وجرائمها ضد الوطن، هو الحفاظ على التلاحم بين الجيش والشعب، والحفاظ على القوات المسلحة منيعة قوية قادرة على مواجهة كافة التحديات.