داخل إحدى القرى النائية في أبوالنمرس جنوب الجيزة، وقعت جريمة مأساوية كان بطلها شاب لم يتجاوز عامه السابعة عشر، بعدما سيطرت عليه نيران الانتقام، وترك نفسه للشيطان، وقرر التخلص من زوجة عمه، التى اتهمته بالسرقة منذ شهرين، بعدما اكتشفت سرقة مبلغ ٢٠ ألف جنيه من منزلها، وحررت محضرًا في قسم الشرطة ضد ابن شقيق زوجها، ولكن لم تثبت التهمة عليه وخرج بعد عرضه على النيابة العامة، التى قررت إخلاء سبيله.
ولكن الشاب الصغير لم يستطع أن ينسى ما حدث له ومعايرته المستمرة من قبل زوجة عمه، فتربص لها وقرر القضاء عليها، فاختبأ داخل عشة بجوار منزلها، حتى سنحت له الفرصة، ودخل لشقتها أثناء نومها وسدد لها عدة طعنات، حتى لقت مصرعها، ويشاء القدر أن تستيقظ ابنتها ذات العشر سنوات، فذبحها هى الأخرى، وطعن شقيقها وألقى به من بلكونة المنزل، وفر هاربًا.
وفى قرية أبومسلم، بمدينة أبوالنمرس، كشفنا كواليس الجريمة من خلال روايات أهالى المنطقة وشهود العيان، حيث قال خالد محمد، أحد جيران الضحايا، إنه فوجئ بسقوط الطفل «عامر» ١١ سنة، من بلكونة منزله وكان يستنجد بوالدته «شيماء»، وبالصعود للمنزل، عثرنا على جثة والدته مصابة بـ٧ طعنات في أماكن متفرقة من جسدها، كما عثرنا على جثة شقيقته «دينا» مذبوحة وغارقة في دمائها، مشيرًا إلى أنه أصعب مشهد تعرض له في حياته، قائلا «كانت الشقة عبارة عن بركة دم وجالنا ذهول من بشاعة الجريمة»، وتابع أنه أبلغ والد الضحايا حيث إنه لم يكن موجودًا وقت حدوث الجريمة، وحضر فور معرفته بالأمر، واتصلنا عقب ذلك بالشرطة.
وتابع الشاهد، أن رجال المباحث تحفظوا على الزوج وشقيقه لمناقشتهما حول إذا ما كان يشتبها في أحد من عدمه، وكنا جميعا نعلم أن المجنى عليها سرق منها مبلغ مالى منذ عدة أشهر، واتهمت ابن شقيق زوجها «صابر. ج» ١٧ عاما، ولكنه خرج عقب ذلك ولم تثبت التهمة عليه، ولكن لم يتخيل أحد ذلك الشاب الصغير من الممكن أن يرتكب جريمة بهذه الطريقة البشعة، وعلمنا بعد مرور ساعات أن مباحث القسم ألقت القبض عليه، بعد التأكد من تورطه في ارتكاب الواقعة.
وكان الرائد إكرامى البطران، تلقى إشارة من غرفة عمليات النجدة بالجيزة، تفيد بالعثور على جثتين بزاوية مسلم بمنطقة شبرامنت بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص وبسؤال الأهالي، تبين سقوط الطفل «عامر» من أعلى عقار، وعند محاولة الأهالى الاستنجاد بوالدته شيماء على، في العقد الثالث من عمرها، لإخبارها بإصابته، عثر عليها مقتولة بـ٧ طعنات، وبجوارها نجلتها «دينا» في العقد الأول من عمرها، مذبوحة وبها آثار جرح قطعى خلف الأذن، وتم نقل الطفل «عامر» إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
وبعمل التحريات اللازمة تم تحديد هوية المتهم ويدعى «صابر. ج» ١٧ عاما، وتم القبض عليه.
واعترف المتهم أمام النيابة العامة، بارتكابه الجريمة، وأن الدافع وراء ذلك معايرة زوجة عمة الضحية له منذ فترة، واتهامها له بسرقة مشغولات ذهبية ومبالغ مالية، ما دفعه إلى وضع خطة محكمة للتخلص منها وأبنائها.
وأضاف المتهم أنه استغل فرصة تحدث الضحية مع الجيران، ودخل إلى المنزل من الباب، ثم اختبأ حتى ناموا جميعًا داخل المنزل، وقتلهم الواحد تلو الآخر، وقررت النيابة حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتواصل النيابة تحقيقاتها في الجريمة.
