الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الإخوان» في الأردن.. 4 كيانات تخطط لتدمير المملكة.. «الحمائم» و«الصقور» يتبادلان الأدوار لزرع الفتنة.. ومحاولات مستميتة للسيطرة على البرلمان الأردني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تكف أذرع جماعة الإخوان بالمملكة الأردنية الهاشمية، عن التحريض والتصعيد ضد الدولة، ففى مايو 2018 نادت الجماعة بإسقاط حكومة الدكتور هانى الملقى، ودعت الشعب إلى النزول للاحتجاج والتظاهر ضد قرارات اقتصادية تقشفية، ومن بعده أصدر الملك عبدالله الثاني، قرارًا بتعيين عمر الرزاز رئيسًا للحكومة، إلا أن الجماعة لم تهدأ.


وفى فترات الأزمات تتجلى بوضوح حالة الانقسام أو توزيع الأدوار بين أجنحة الجماعة في الأردن: فيظهر حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان، بعدة صور أحدها مهادن وآخر ثورى وثالث يلتزم الصمت، في حين تتباين مواقف «جمعية جماعة الإخوان» غير المرخصة، ومثلهم حزب «زمزم» و«الشراكة والإنقاذ».
اجتمعت الكيانات الأربعة المنبثقة عن جماعة الإخوان، على موقف واحد فيما يخص إضراب المعلمين بالأردن، بعد أن وصل أسبوعه الرابع، واستجابت الدولة لبعض مطالب المعلمين، لكن الأحزاب المنتمية للإخوان رفضت ودعت إلى مواصلة الإضراب.
يمكن تشريح حالة الإخوان في الأردن، وفق دراسة للباحث الأردنى المختص في شئون الحركات الإسلامية، طارق النعيمات، إذ تصاعدت الخلافات الإخوانية منذ حل مجلس الشورى وانتخاب مراقب عام جديد خلفًا لسالم الفلاحات في العام 2008؛ حيث اختلف جناحا الجماعة (الحمائم والصقور) حول بوصلة الجماعة، فدعا تيار الحمائم إلى الانفتاح السياسى وإعطاء الأولوية للعمل العام على الساحة المحلية لإرساء توازن في مقابل تركيز الجماعة التقليدى على القضية الفلسطينية، أما الصقور فشاركوا الحمائم الرأى حول أهمية المشاركة السياسية في الانتخابات، لكنهم في الوقت نفسه كانوا أقل مرونة منهم في الانفتاح على المكونات السياسية من نظام وأحزاب، وهم يفضّلون التركيز، بدلًا من ذلك، على التجنيد والتربية.


وأوضح الباحث في دراسته المنشورة بعنوان «تفكك الإخوان المستمر في الأردن»، أنه يُنظَر عادةً إلى الحمائم بأن سقف انتقاداتهم السياسية للنظام متدن؛ لكن قياديين وسطيين في هذا الفريق، هما «رحيل غبريل» و«نبيل الكوفحي»، اقترحا في العام 2010، واحدة من أجرأ المبادرات السياسية للجماعة، إذ نادت المبادرة صراحة بتقليص صلاحيات الملك لصالح حكومة مكونة من برلمان منتخب.
وفى المقابل، كان تيار الصقور الذى يوصف عادةً بالانغلاق والتشدد، هو من هندس فكرة «التحالف الوطنى للإصلاح» الذى شكله الإسلاميون بالشراكة مع شخصيات مستقلة، واستطاع الحصول على 15 مقعدًا من أصل 130 في الانتخابات النيابية عام 2016.
ويرى «النعيمات» أن المحاولة كانت ناجحة على الأقل في بناء تحالف مع شخصيات إخوانية خرجت من الجماعة منذ وقت طويل وتحظى بثقل عشائرى مثل عبدالله العكايلة، وشخصيات نقابية مستقلة بارزة كنقيب المحامين السابق صالح العرموطي.
وتابع: «وسط هذه الخلافات بدأت وتيرة انشقاق قيادات الحمائم تتوالى، بدءًا بإطلاق البعض مبادرة زمزم في العام 2013 (والتى حصلت لاحقًا على ترخيص حزب سياسى في العام 2016)، والتى فصل أعضاؤها من جماعة الإخوان، ثم في فبراير 2015، تقدّم المراقب العام الأسبق عبدالمجيد الذنيبات بطلبٍ لتسجيل فرع جديد سُمّى بـ«جمعية جماعة الإخوان المسلمين» التى أتاح تشابُه اسمها مع المنظمة الأم للدولة بأن تسحب الترخيص القانونى من هذه الأخيرة». 
وتمكّنت مجموعة «الذنيبات» من الحصول على أهم مقار الجماعة وبعض من أصولها المالية، ما دفع ببعض الصقور إلى اتهام الذنيبات بالعمل مع الدولة لإضعاف جماعة الإخوان، كما أبقت الدولة على ترخيص ذراع الإخوان السياسية، وهو حزب جبهة العمل الإسلامي، وبات الحزب متنفس الجماعة السياسى والقانونى الوحيد، وفى هذه الأثناء أنشأ المراقب العام السابق «سالم الفلاحات» الذى ابتعد عن الجماعة، حزب «الشراكة والإنقاذ»، في العام 2016.


ويرى «النعيمات» أن المحاولة كانت ناجحة على الأقل في بناء تحالف مع شخصيات إخوانية خرجت من الجماعة منذ وقت طويل وتحظى بثقل عشائرى مثل عبدالله العكايلة، وشخصيات نقابية مستقلة بارزة كنقيب المحامين السابق صالح العرموطي.
وتابع: «وسط هذه الخلافات بدأت وتيرة انشقاق قيادات الحمائم تتوالى، بدءًا بإطلاق البعض مبادرة زمزم في العام 2013 (والتى حصلت لاحقًا على ترخيص حزب سياسى في العام 2016)، والتى فصل أعضاؤها من جماعة الإخوان، ثم في فبراير 2015، تقدّم المراقب العام الأسبق عبدالمجيد الذنيبات بطلبٍ لتسجيل فرع جديد سُمّى بـ«جمعية جماعة الإخوان المسلمين» التى أتاح تشابُه اسمها مع المنظمة الأم للدولة بأن تسحب الترخيص القانونى من هذه الأخيرة».
وتمكّنت مجموعة «الذنيبات» من الحصول على أهم مقار الجماعة وبعض من أصولها المالية، ما دفع ببعض الصقور إلى اتهام الذنيبات بالعمل مع الدولة لإضعاف جماعة الإخوان، كما أبقت الدولة على ترخيص ذراع الإخوان السياسية، وهو حزب جبهة العمل الإسلامي، وبات الحزب متنفس الجماعة السياسى والقانونى الوحيد، وفى هذه الأثناء أنشأ المراقب العام السابق «سالم الفلاحات» الذى ابتعد عن الجماعة، حزب «الشراكة والإنقاذ»، في العام 2016.
وتناول الباحث أسباب صعود الإخوان عقب انحسار نفوذ التيارات القومية واليسارية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، مرجحًا أن يكون إخوان الأردن تمكنوا من خلال العمل الخيرى والدعوي، من حصد نحو ربع مقاعد مجلس النواب في انتخابات عام 1989.
وبدأت الدولة شنّ حملة مشدّدة ضد نشطائهم، تخوفًا من نفوذهم على المساجد والنقابات والجمعيات؛ نتيجةً لذلك، عمدوا إلى خفض نشاطهم الدعوى لثنى الدولة عن اتخاذ تدابير أكثر تشددًا من أجل قمع هذه الأنشطة.
ولفتت الدراسة إلى أن الوجود الإخوانى في البرلمان الأردني، تحول من طموح لخلق كتلة مؤثرة تستطيع إنجاز قوانين وتمريرها، إلى مجرد محاولة إخوانية تسعى لتجنب الوقوع في فخ العزلة.