الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العنف ضد الأطفال.. "جنة" ليست الأولى.. خبراء: الطلاق والتفكك الأسري السبب.. والأزهر يطلق حملة "إنها رحمة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتوالى القضايا والقصص التي تدق ناقوس الخطر في البيوت المصرية، بسبب ارتفاع معدلات الطلاق، إذ يشهد المجتمع يوميا العديد من حوادث تعذيب الأبناء على أيدي زوجة الأب أو زوج الأم، والغريب خلال الفترة الماضية أنها شملت الأجداد بعدما كان "أعز الولد ولد الولد"، وآخر ضحايا هذه الوقائع الطفلة "جنة" التي توفت السبت الماضي نتيجة تعذيبها من قبل جدتها وخالها.



الأرقام الصادرة عن المجلس القومي للأمومة والطفولة، صادمة حيث بلغت خلال النصف الأول من عام 2016، 2284 حالة عنف ضد الأطفال وتصدر الذكور النسبة الكبرى من بلاغات العنف بنحو 69% في مقابل 31% للإناث وتعرضت 155 حالة منها للعنف المدرسي، كالاعتداء بالضرب أو التوبيخ.
ووفقًا لتقرير عن "اليونيسيف" الصادر في عام 2016، وصلت نسبة العنف الجسدي للأطفال في مصر لـ93%، يتعرضون للتعنيف الجسدي سواء عن طريق الأسر أو حتى دور الرعاية، أما العنف النفسي في مصر فتتراوح هذه النسبة ما بين 40 و50% من الأطفال معرضين لهذا النوع من العنف، أما فيما يخص العنف الجنسي للأطفال نتيجة للختان أو غيرها من العادات فبلغت النسبة 55% من الأطفال، وذلك نتيجة للممارسات المختلفة.
أما منظمة الصحة العالمية فتؤكد أن نحو ربع البشر تعرضوا للعنف الجسدي في سن الطفولة، وأن 1 من كل 5 من الإناث، و1 من كل 13 من الذكور، قد تعرضوا لدرجة ما من درجات الاعتداء الجنسي في سن الطفولة.
وفي محاولة لرأب الصدع وإعلاء القيم الدينية الرحيمة قرر الأزهر إطلاق حملة توعوية بعنوان "إنها رحمة" لترسيخ القيم الإنسانية ونبذًا لمظاهر العنف والقسوة في التعامل مع الطفل، لإحياء قيم الرحمة بالطفل، والعطف عليه، ورعايته، وتذكيرًا بحقوقه على والديه ومجتمعه.

ويقول الدكتور علي حلمي، طبيب نفسي، إن تعنيف الأهالي لأبنائهم مع مرور الوقت قد يتسبب في إصابتهم بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة. 
وأضاف "حلمي"، لـ"البوابة نيوز" أن الصدمة لدي الطفل المعنف تكون مضاعفة لأنها صادرة من شخص منوط به الدفاع عنه من قبل أي هجوم أو تعدي من قبل الآخرين، وهو ما يسبب اضطرابات نفسية شديدة للطفل.

ومن جهته يقول الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، إن آثار العنف ضد الطفل تظهر على عدة مراحل منها الآثار القريبة والتي تتمثل في العناد والعدوانية ضد زملائه في الفصل، وعلي المدي البعيد التوتر النفسي، وفقدان الثقة في النفس، وجلد الذات، والاكتئاب، وكراهية الآخرين، وممارسة العنف ضدهم. 
وأوضح "عامر" في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه قد يتعرض الطفل لاضطرابات في النوم بالزيادة أو النقصان، وكذلك اضطرابات في الطعام قد تؤدي إلى السمنة المفرطة، أو النحافة الشديدة، خاصة إذا صاحب العنف الأسرى، إهمال متواصل.
وأضاف أن الطفل يعجز عن تكوين صداقات ويحاول القيام ببعض الممارسات الخطيرة كمحاولة لإثبات الذات واكتساب الثقة وقد يدفعه إلى الخوض في عالم الإدمان، ابتداءً من السجائر، وليس انتهاءً بالكحوليات والمخدرات شديدة التأثير، وكذلك الممارسات المرفوضة أسريًا ومجتمعيًا.
وأشار إلى أنه في العادة الأهل الذي يقومون بهذه الطريقة في التربية كانوا ضحايا عنف سابق بدعوي" كلنا اتربينا كدا"، والعقاب البدني المتكرر ينمي داخل الطفل الإحساس بالخضوع وانعدام الشخصية أو يجعله يقوم بالتعدي على أقرانه.