تحل غدا الإثنين ذكرى ميلاد الأديب والمفكر جلال الدين الرومي المولود في مثل هذا اليوم من العام 1207، والذي لقبه المستشرقون بالشاعر الصوفي الأعظم في كل الأزمان.
ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي في منطقة بلخ بخراسان "أفغانستان حاليا" في فترة كانت تموج بالعديد من الصراعات بين رجال الدين والإمبراطورية، والصراعات بين الشرق والغرب، والصراع الذي يبدو أزليا بين إيران وطوران، وقد تلقى تعليمه الديني على يدي والده الذي كان أستاذا صوفيا، وعالما دينيا، وواعظا بليغا، التف حوله العديد من المريدين ولقبوه بسلطان العارفين، كما تتلمذ على يد الشيخ "برهان الدين محقق" ونهل من بحر علمه الصوفي والديني الزاخر.
كان الرومى مسلما مؤمنا بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى، وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح، فطريقته دعت للتساهل مع كل المعتقدات والأفكار، وكان يحث على الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة.
أثرى جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية ومنها: ديوان شمس الدين التبريزي، ومثنوية المعاني، والرباعيات. ولم يحرم النثر من بديع بيانه فقد قدم لفن النثر العديد من المؤلفات منها: "الرسائل"، و"المجالس السبعة".
كتبت كل أعمال الرومي باللغة الفارسية، وترجمت إلى لغات عديدة ومنها، التركية واللغات الغربية، له تأثير كبير على ثقافة الفرس وثقافات الأوردو والبنغالية والتركية.
كان الرومي يستعمل الموسيقى والشعر والذكر كسبيل أكيد للوصول إلى الله عز وجل فالموسيقى الروحية بالنسبة له، تساعد المريد على التركيز بقوة لدرجة أن المريد يفنى ثم يعود إلى الواقع بشكل مختلف، ومن هذه المنطلق تطورت فكرة الرقص الدائري الذي وصلت إلى درجة الطقوس، واشتهر بلقب "مولانا"، حتى سميت الطرق الصوفية المنسوبة إليه بـ "المولوية".