تمر اليوم الذكرى الـ٤٩ لوفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ثانى رؤساء مصر، قائد ثورة ٢٣ يوليو التى حولت مصر من الدولة الملكية إلى الجمهورية، وقد قدمت الدراما والسينما أعدادا قليلة من الأعمال الفنية التى أوضحت أجزاء في شخصية عبدالناصر.
وكان لصناع فيلم «ناصر ٥٦» السبق في تقديم عمل فنى فريد من نوعه في هذا الوقت، بعد أن قدموا فيلما كاملا عن الرئيس الراحل عبد الناصر، وقد حقق نجاحا مدويا أثناء عرضه، وبالرغم من أن المخرج محمد فاضل وقتها كان متخصصا في الدراما التليفزيونية، إلا أنه نجح ووفق في إخراج عمل مهم مثل «ناصر ٥٦»، الذى رصد جزءا كبيرا من شخصية الرئيس جمال عبد الناصر الأسرية، وكيفية تعامله مع أهل بيته، وجزء آخر في القرارات والمواقف البطولية له، وجسد شخصيته الفنان الراحل أحمد زكي، والفيلم من تأليف محفوظ عبدالرحمن، وتناول بالإضافة لحياة عبد الناصر العائلية ومكتبه والخطب التى ألقاها، علاقته أيضا بأعضاء مجلس قيادة الثورة، وشارك في بطولته فردوس عبدالحميد في دور تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل، وشعبان حسين، في دور عبدالحكيم أبوبكر أحد فريق التأميم، وطارق الدسوقى الذى أدى دور عبدالحكيم عامر، وهانى رمزى في دور محمود فهيم، والفنانة القديرة أمينة رزق.
وقدم الفنان خالد الصاوى شخصية الرئيس الراحل في فيلم «جمال عبدالناصر» الذى أخرجه السورى أنور قوادري، وتطرق خلاله لحياة جمال عبدالناصر بالكامل وليس جزءا من مسيرته مثل فيلم «ناصر ٥٦»، وتناول الفيلم قصة حياة الزعيم جمال عبدالناصر بداية من ولادته مرورًا بهزيمة ٦٧ والخلافات مع المشير عبدالحكيم عامر، وحتى وفاته، إلا أن الفيلم لم ينل الشهرة الواسعة على غرار «ناصر ٥٦»، والفيلم بطولة هشام سليم مجسدا دور المشير عبدالحكيم عامر، وعبلة كامل مجسدة دور زوجة الزعيم جمال عبدالناصر، وجميل راتب في دور محمد نجيب، وطلعت زين في دور أنور السادات، وغادة عبدالرازق في دور برلنتى عبدالحميد، وخالد صالح في دور صلاح نصر، ولم يلاق الفيلم نجاحا مثلما حقق فيلم «ناصر ٥٦» بسبب بعض التعديلات التى اضطر صناع الفيلم على عملها أكثر من مرة بسبب الأحداث التاريخية المغلوطة عن شخصية الرئيس الراحل.
وعاد الفنان خالد الصاوى وقدم شخصية الزعيم مجددا عام ٢٠٠٦، من خلال الفيلم البريطانى «السويس أزمة بريطانية جدا» الذى أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية، ويوضح الفيلم الآثار الخطيرة والمدمرة التى أحدثتها حرب ٥٦، في السياسة البريطانية، ومكانة بريطانيا في العالم بشكل عام.
وقد أنتجت هيئة الإذاعة البريطانية عام ١٩٧٩، فيلما بعنوان «السويس ١٩٥٦» جسد فيه الممثل البريطانى روبرت ستيفنز دور عبدالناصر، وقد أبرز الفيلم كيف حولت حرب السويس عبدالناصر إلى بطل قومى وأحد أهم زعماء العالم، بينما حولت رئيس الوزراء البريطانى "أنتونى إيدن" إلى مصدر للخزى والعار لبلاده.
وتناولت الدراما أيضا شخصية الزعيم جمال عبد الناصر في أكثر من عمل لعل أهمها مسلسل «ناصر» للكاتب يسرى الجندي، والذى أبدع الفنان مجدى كامل في تجسيد شخصيته، وتناول المسلسل تفاصيل كثيرة عن حياة الزعيم.
كما ظهر أيضا مسلسل آخر وهو مسلسل «صديق العمر» الذى واجه انتقادات كثيرة بسبب تجسيد جمال سليمان لدور الرئيس الراحل، وباسم سمرة الذى جسد دور عبدالحكيم عامر، ودرة، التى أدت دور برلنتى عبدالحميد، وصبرى فواز، الذى جسد قصة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل.
وركز العمل على العلاقة بين جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، خلال الفترة من «١٩٦٠ حتى ١٩٦٧» خاصة الوحدة بين مصر وسوريا مرورًا بالنكسة، وقدم الممثل الأردنى الراحل ياسر المصرى الدور عام ٢٠١٧ في مسلسل «الجماعة ٢»، حيث تفوق المصرى بشكل لافت في أداء الدور، بسبب موهبته وتعمقه في الشخصية.
