في حارة متفرعة من شارع يقع في حى «الدرب الأحمر» بالقاهرة، يمكنك أن تجده جالسًا في محله وهو يتسند على ما حوله، لكن ابتسامته تملأ تجاعيد وجهه وترسم علامات الرضا، رغم عمره الذى يقترب من الثمانين.
اقتربنا من عم علي ليروي لنا حكايته مع صناعة براميل الخشب ويقول: «ورثت تلك المهنة عن أبي وجدي، فقد كنت أذهب وأنا صغير إلى الورشة التي يمتلكها أبي لأساعده في العمل، وكبر حب المهنة في داخلي، فتركت الدراسة وتفرغت للورشة خاصة بعد وفاة والدي، وبدأت أطور من مهنتي وأصنع كل أنواع البراميل الخشب، خاصة أصحاب المعالف وآخرين كانوا يفضلونها لتخزين متعلقاتهم وحاجياتهم، أو كان البعض يطلب صنع صناديق من الخشب ليضع داخلها الأوراق المهمة والنقود، الآن اختلف الوضع كثيرا فأصبحت هناك الخزائن.
وعن كيفية صنع برميل خشب يقول: «في البداية يتم تقطيع الخشب طوليًا قطع متساوية، ويوضع بجوار بعضه، ويتم وضع أساور، ثم تركب قاعدة البرميل وأخيرا يتم طلاؤه، موضحًا أن المهنة الآن أصبحت غير مجزية، بل كادت تنقرض، لإقبال الناس على شراء البراميل البلاستيك، فتكلفتها أقل من الخشب، لذلك هرب العاملون بها وعملوا في مهن أخرى وأصبحت على وشك الانقراض، مطالبًا وزارة التعليم خاصة الفني بتعليم تلك المهن لطلابها لأنها بمثابة تراث.
