الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد الشرقاوى المشرف على شعبة مسرح المواجهة والتجوال يتحدث لـ"البوابة نيوز": نخترق المناطق الحدودية وقلب الجبال.. هدفنا الوصول إلى الجمهور.. ونحلم بالجيل الصاعد الذى يشاهد ثمار ما نفعله الآن

محمد الشرقاوى المشرف
محمد الشرقاوى المشرف على شعبة مسرح المواجهة والتجوال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ انطلاق شعبة مسرح المواجهة والتجوال، التابعة للبيت الفنى للمسرح، في 2016 وهى تعمل جاهدة لوصول الثقافة لمستحقيها في جميع المحافظات، بدأت هذه الفكرة في طريقها من التحرر وعدم التمركز بمسارح وسط البلد فقط، مثلما كانت تفعل وزارة الثقافة في الفترات الماضية، وحملت هذه الشعبة على عاتقها وصول المسرح في كل مكان بمصر من خلال مجموعة من العروض الهادفة التى تناقش مشكلات حقيقية يوجهها المواطن الآن وإلقاء الضوء عليها.
رغم الصعوبات التى تواجه أعضاء الفرقة من مشاق هذه الرحلة، إلا أنها تسهم بشكل كبير في رسم البسمة على وجوه الجمهور الأكثر عطشا للفن والثقافة، حيث تهدف الفكرة إلى المساهمة في خلق جيل جديد واع مثقف يعى مشكلات بلده، حتى لا يقع فريسة في أيدى الجماعات الإرهابية، ومواجهة الأفكار المغلوطة والعمل على تصحيحها.
لا يعتمد مسرح المواجهة والتجوال على العلبة الإيطالية في شكل المسرح المتعارف عليه، وإنما يعتمد على الفضاءات المفتوحة، في الشوارع، والميادين، ومراكز الشباب، وقلب الجبال، والمناطق النائية وغيرها حتى تصل الثقافة لمستحقيها، يجوب هذا المسرح في مرحلته الثانية 14 محافظة متمثلة في 8 عروض مسرحية تصل إلى 300 ليلة عرض لأكثر من 200 فنان في كل ربوع مصر.
التقت «البوابة» المخرج الشاب محمد الشرقاوي، المشرف على شعبة مسرح المواجهة والتجوال، لكى يفتح قلبه ويرصد لنا بداية نشأة الفكرة وكيف تطورت والصعوبات التى واجهته وإستراتيجية هذا المسرح في المرحلة الحالية إلى نص الحوار...

■ متى بدأت فكرة مسرح المواجهة والتجوال؟
- بدأ الرحلة بداية من العرض المسرحى «عاشقين ترابك» كفكرة فردية، ثم تأسست بعد ذلك كمسرح لديه فرقة تنتج عروضا مسرحية تجوب محافظات مصر بأكملها في عهد الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، لأنه ينظر للفكرة على أن تتوسع وتنتشر كفرقة لها خصوصيتها في نوعية العروض التى تنتجها وتسهم في تجوال الأعمال المسرحية المميزة، ولكن واجهت الفكرة صعوبات إدارية وبيروقراطية في تكوين الفرقة في عهد وزير الثقافة السابق، ولكن ظهر مسرح المواجهة والتجوال إلى النور في عهد الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وبدأ خوض رحلته حاملا على عاتقه الخدمة الثقافية وصولا لمستحقيها.
■ كيف تطورت هذه الفكرة في مرحلتها الثانية؟
- انطلقت فكرة التطور من نفسها، وذلك من خلال التجربة والمحاولة التى خاضها المسرح في مرحلته الأولى، مشيدًا بليالى عرض المرحلة الأولى التى قدمت في معسكر الأمن المركزى في ٢٠١٦، وسط موجة الإرهاب التى واجهت البلد في تلك الفترة، بدأ اهتمام الدولة بهذا المسرح، حيث استطاعت وزارة الشباب والرياضة في توفير الإقامة لنا، وأيضا هيئة قصور الثقافة، ومؤسسات المجتمع المدني، وغيرها، كل هذه الجهات تضافرت من أجل تطوير الفكرة، وأصبحت التجربة بمثابة المحك الرئيسى بهدف الوصول إلى المناطق والطبقات التى تبحث عنها وتقدم لها هذه الخدمة الثقافية، وما زالت تصل إلى أماكن أكثر عطشًا للفن والثقافة، إذن الفكرة هنا تلقى تطويرا من حين لآخر، سواء على مستوى الموضوعات المقدمة، والفنانين، والجمهور، اخترق المسرح قلب الجبال في الأقصر لجمهور أمى لا يعرف القراءة والكتابة.
■ هل هناك صعوبات ومشكلات واجهت مسرح المواجهة والتجوال منذ بداية رحلته؟
- هناك صعوبات ولكن إيمان الشباب معنا بما نقدمه لصالح البلد، فنحن نعيش لحظة مهمة في الوقت الراهن، فهى بمثابة طوق النجاة، حيث تعمل كل مؤسسات الدولة على مواجهة المشكلات التى تواجه المجتمع المصري؛ تنحصر الصعوبات التى تواجهنا هنا هى الانتقال من مكان لآخر، وقطع مسافات شاقة، والابتعاد عن الأهل لأوقات طويلة، كلها صعوبات، لكنها بمثابة دفعة ومساهمة في رسم بسمة على وجوه الجمهور قد تخفف علينا هذه المشقة، ومساندة وزارة الثقافة دائمًا لهذا المسرح تمثل دافعًا وفارقًا نحو هذه المهمة الشاقة.


■ ما هى المناطق التى خاضها المسرح في موسمه الأول؟
- منذ بداية تأسيس هذا الكيان لقد خاض مسرح المواجهة والتجوال في موسمه الأول مجموعة من الجولات في محافظات عدة، بحثًا عن مصر الحقيقية في مناطقها المتعددة، وخاصة النوعيات التى تعمل عليها، سواء الأيتام، وذوى الاحتياجات الخاصة، والجبال، والمناطق الحدودية، والأكثر احتياجا وغيرها، والبسمة التى تشاهدها على وجوه الجمهور أعتقد أنها نوع من الرضا فيما يقدم لهم.
■ دائمًا الجمهور عنوان نجاح أى مشروع مسرحي.. كيف ترى ذلك؟
- يعد الجمهور بمثابة العامل الأول والحقيقى الذى نعمل من أجله دائمًا، وجمهور المناطق النائية أكثر تعطشًا للفن والثقافة، لأن لديهم مشكلات عدة وأحلاما يسعون لتحقيقها، ويكفى أن أبطال عروض مسرح المواجهة والتجوال يسهمون في رسم البسمة على وجوه هؤلاء الذين يشاهدون المسرح لأول مرة، مشيرا إلى إحدى الجولات من بينها حلايب وشلاتين، فقد قابلهم الجمهور حاملا أعلام مصر أثناء العرض، وهذا دليل على أنك تتعامل مع جمهور واع ومثقف يقدر قيمة الفن الذى يقدم له.
■ ما هو الجديد الذى يقدمه مسرح المواجهة في موسمه الثانى؟
- الأمر أصبح أكثر تشعُبا واتساعا، بعيدا عن الموسم الأول للمسرح، والذى قارب ٢٠٠ ليلة عرض لـ٨٠ فنانا، ولكن سوف يشهد هذا الموسم ٨ عروض مسرحية من إنتاج مسرح المواجهة والتجوال قد تصل إلى ٣٠٠ ليلة عرض في ١٤ محافظة، تضم الأعمال الآتية: «ولاد البلد»، «أمر تكليف»، «إشاعة في الميدان»، «حزام ناشف»، «الحالة توهان»، «الطوق والأسورة»، «كأنك تراه»، «الحكاية روح»، «فتفوته»، ويأتى ذلك إيمانا منا بدور الفنون في مقاومة الأفكار الظلامية وبناء الدولة المدنية، وكحق أصيل لكن مواطن مصرى أن يشاهد مسرحا احترافيا.
■ هل تختلف عروض مسرح المواجهة والتجوال عن العروض المسرحية المقدمة على مسرح الدولة؟
- العامل الفارق في عروض مسرح المواجهة والتجوال أنها تقدم مواضيع تحتك بالمواطن المصرى والمشكلات الحقيقية التى تواجهه الآن، لا تعتمد عروضه على شكل العلبة الإيطالية المتعارف عليها في المسرح، ولكنها تعتمد على الفضاءات المفتوحة، والمشكلة الأساسية تنحصر في انغلاق وزارة الثقافة في الفترة الماضية واقتصارها على مجموعة من المسارح بوسط البلد فقط، ولكن ما نشاهده الآن هو وصول المسرح في كل ربوع مصر، والمستهدف الحقيقى هو الجمهور في الوصول إليه، والمساهمة في خلق جيل جديد من أعضاء الفرقة وطلابها من معهد الفنون المسرحية الذين يصبحون في أقرب وقت نجومًا للصف الأول.


■ هل يقتصر تقديم العروض على مسارح قصور الثقافة فقط؟
- بالطبع لا.. ولكن مواقعها المختلفة جزء من العرض، فنحن نعتمد على مواقع البيت الفنى للمسرح، ومراكز الشباب والرياضة، والمدارس، ومعسكرات الأمن المركزي، ومؤسسات المجتمع المدني، والشوارع والميادين، أى مكان في مصر يسمح بتناول عروض مسرح المواجهة والتجوال وغيرها.
■ لماذا لا يتم تسجيل هذه الجولات عبر قنوات التليفزيون المصرى وعرضها من حين لآخر؟
- أعتقد أن هذا الأمر صعب في الوقت الحالي، ولكن نتمنى ذلك خلال الفترة المقبلة، حتى يرى الجميع ما الذى يفعله مسرح المواجهة والتجوال والتعرف على الجمهور الحقيقى له.
■ هل مسرح المواجهة والتجوال يلقى دعما من قبل وسائل الإعلام في الترويج لهذه المبادرة؟
- هناك ترويج من قبل وسائل الإعلام، ولكن ليس على قدر الحدث ذاته، فنحن نحاول توثيق كل جولات الفرقة ولكن بمجهود شخصى لها، متمنيًا من الإعلام المصرى مساندة هذا المسرح في تغطية إعلامية موسعة لكل عروضه وإلقاء الضوء عليها.
■ ما هى الرسالة التى توجهها للجهات المعنية نحو تطوير فكرة هذا المسرح؟
- أوجه الشكر لكل من أسهم في دعم مسرح المواجهة والتجوال، حتى ولو بكلمة تشجيعية فقط، وكل الجهات المعنية التى قدمت دعمها الدائم للمسرح وتذليل كل العقبات، وفى المقدمة الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، وهيئة قصور الثقافة، والشباب والرياضة، والمجتمع المدني، متمنيًا البحث والتطوير أكثر تجاه هذا المسرح، وصولا لكل بيت في مصر، لأنه يعد مشروعا قوميا للأجيال القادمة، ويسهم بشكل كبير في مواجهة الأفكار المغلوطة التى تحتاج إلى التكاتف لمواجهتها، مؤكدا أن ثمار هذا المسرح سوف تُجنى في المستقبل القريب، وتشاهده أيضا الأجيال الصاعدة.