الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«رأس الـدبــوس» الـمـســـمـوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الرئيس الراحل أنور السادات يُطلق لقب «رأس الدبوس» على إمارة «قطر»، في إشارة إلى أنها تظهر على الخريطة مثل «رأس الدبوس» صغير الحجم، وفجأة تحولت من «رأس دبوس» إلى «رأس أفعى» بعد تحالفات معروفة مع جماعة الإخوان وانصهارهما معًا في السياسات والأهداف والاستراتيجيات، لتتأخون «قطر» ومؤسساتها الحاكمة، والنتيجة: استمرار «قطر» في استغلال جماعة الإخوان لتحقيق مآربها باستخدام «الفتاوى والإعلام والأموال وشراء الذمم والولاءات»، واتخذت «قطر» موقفًا تحريضيًا من الدول العربية، وساعدت على انتشار الفوضى، ودعمت المُخطط التخريبى في الشرق الأوسط لتقسيم الدول، وكانت جماعة الإخوان هى الذراع الطولى لتحقيق ذلك.
بدأت «قطر» تتورط في تنفيذ المُخطط، دعمت «أكاديمية التغيير» البريطانية وأنشأت فرعًا لها في الدوحة وهى الأكاديمية التى تقوم بتدريب الشباب العربى على حرب اللاعنف وتغيير الأنظمة وضرب أجهزة الشرطة، وتم تدريب شباب عربى من كل الدول العربية بعد اختيارهم بعناية فائقة، وقد أصبح هؤلاء الشباب بمثابة أداة لتخريب دولهم.
فتحت «قطر» منصاتها الإعلامية لخدمة هؤلاء الشباب، روجت لهم ودعمتهم، وساهمت في تقوية شوكتهم، وجعلت من المحسوبين على جماعة الإخوان خدامين لذات المشروع، وجمعتهم في كيان أطلقوا عليه «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين»، يصدر بيانات باسم العلماء المسلمين، ويصدر فتاوى دينية، وكل ذلك في صالح المُخطط ذاته.
دعمت «قطر» عددًا من منظمات حقوق الإنسان ماديًا، واستخدمتهم للترويج لها، والنيل من الأشقاء العرب، والتشهير بالباطل لدرجة تصل للتلفيق المتعمد.. وحينما زاد الأمر عن الحد وافتضحت المقاصد، قامت دول الرباعى العربى بمقاطعة قطر نتيجة لسياستها العدائية، وعدم تراجعها عن دعم الانقسام وبث الفتن بين الشعوب، اتخذت «قطر» منحى آخر بتقربها من «إيران» وتحالفها مع «تركيا»، وزاد تحريضها ضد أمن واستقرار الدول العربية باستخدام عناصر الإخوان وفضائياتها وإعلامها ومشايخها الذين سخروا فتاواهم لخدمة نفس الأهداف.
بصراحة.. «قطر» تجُر شكل (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) باستخدام نفس الأساليب التى ذكرناها، وزاد الأمر على الحد وأصبحت سياساتها سياسة عدائية، بل إنه يمكن وصفها بأنها سياسة تخدم الأعداء.. في إحدى الحوارات الإعلامية لـ«حمد بن جاسم» وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها الأسبق عام ٢٠١١ قال نصًا: نحن على خلاف مع مملكة البحرين لكننا لا نُعاديها لأننا لو عاديناها كُنا سنقوم باستقطاب المعارضين البحرينيين بالخارج ودعمناهم بالأموال وقدمنا لهم دعمًا في كل شيء وهو ما لم يحدث.. لكن على أرض الواقع ماذا فعلت قطر تجاه البحرين؟ قامت بدعم المعارضين الهاربين بالخارج ماليًا وفتحت فضائياتها لهم، بل إنها قامت بتجنيس عناصر من البحرين ومنحتهم الجنسية القطرية.. ونفس الأمر بالنسبة للسعودية والإمارات ومصر، فتستقبل مصريين متهمين في قضايا عنف وتطرف وترفض تسليمهم للإنتربول الدولى، وطوال اليوم يكذب إعلامها، ويفتئت على الدول الأربع، ويروج لخطاب الكراهية.
وهناك سؤال تردده الشعوب العربية: ماذا تريد قطر؟ فقد كشفت الأيام عن وجود «قطر» كحلقة من حلقات التخريب في الشرق الأوسط، يدعمون الميليشيات المتطرفة في ليبيا بالأموال والسلاح، ويحركون أنصارهم للتخريب ويعطونهم ملايين الدولارات.. يدعمون حزب النهضة في تونس.. يدعمون حركة مجتمع السلم في الجزائر.. يدعمون الإسلاميون في السودان وسوريا والعراق واليمن.. تتدفق أموالهم على كل حركة وتنظيم وائتلاف وحزب يقف ضد الدول العربية وجيوشها التنظيمية.. يريدون أن يهدموا الدول ويتفتتوا الجيوش ويكونوا هُم البدائل الشرعية لكى ينهبوا خيرات هذه الدول.
الطريق الذى تمشى فيه «قطر» مفروش بالأشواك، هُم يأتون بالعدوان للمنطقة.. وستحترق «قطر» ولن تستطيع أن تحرق المنطقة، فمن يلعب بالنار سيحرق نفسه، خاصة إذا كان مُتعمدًا اللعب بالنار لحساب الغير، فالله سبحانه وتعالى لا يرضى بالهدم والفوضى والتطرف الذى تساعد «قطر» على انتشاره، وسيأتى اليوم وستدفع «قطر» الثمن غاليًا نتيجة تحريضها على الكراهية والفتن بين الأشقاء العرب.. والجميع يعى دور حكومتها وأميرها في تزايد التطرّف وتمويل حكومته للتنظيمات الإرهابية، فقد أصبح كل همهم دعم التنظيمات الإرهابية والوقوف ضد الجيوش العربية، والجميع أيضًا يعرف حجم التواجد العسكرى «التركى والإيراني» على أراضى قطر، هل هناك من يرضى بأن تكون «الدوحة» معبرًا لتواجد رسمى للحرس الثورى الإيرانى بالقرب من دول الخليج ؟.. والسؤال الأهم: هل تعود «قطر» إلى عقلها ورشدها؟ أم أنها ستسير في نفس الطريق التى تمشى فيه؟ في ظنى أنها ستسير في طريقها ولن تتوقف إلا وهى تجد نفسها في «حارة سد»، وقتها: ستضحى بكل شيء وستدفع الثمن ولن يقف معها أحد، ولن تنجح محاولات إنقاذها ولن تفلح أموالها وإخوانها وتنظيماتها في إنقاذها لأن الوقت سيكون متأخرًا جدًا.