الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الهجوم على "أرامكو".. محاولات حوثية لصرف الأنظار عن تورط طهران.. وأدلة تشير إلى انطلاق الطائرات المسيرة من قاعدة إيرانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعرضت شركة أرامكو السعودية، عملاق الشركات المصدرة للنفط في العالم، إلى هجوم استهدف معملين تابعين لها، مما تسبب في توقف نحو 50% من الإنتاج بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من عدم الاستقرار بخصوص إمدادت النفط، وموجة غضب عارمة على مستوى العالم.



الحوثي يتبني كذبًا
وسارعت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بتبني الهجوم، وفي الأيام التالية لذلك الحادث خرجت تصريحات من إيران تؤكد ضلوع الحوثيين في الهجوم على أرامكو السعودية، إلا أن التحقيقات التي أجرتها السعودية أثبتت كذب ذلك الإدعاء.
في الوقت نفسه كشف مسئول أمريكي لشبكة «سي إن إن» أمس الأربعاء إن السعودية والولايات المتحدة تمكنتا من تحديد منطلق الصواريخ والطائرات التي استهدفت معامل أرامكو وقالوا وحددوا بدقة مسارها.
قال المسئول الأمريكي إن الصواريخ والطائرات المسيرة انطلقت من قاعدة إيرانية قرب الحدود العراقية ومرت بسماء الكويت.



الأربعاء الساخن
كان يوم أمس الأربعاء يوما ساخنا، بدأ بمحاولات إيرانية إبعاد الشبهة عنهم في استهداف أرامكو عن طريق مواصلة إلصاق التهمة بالحوثيين، حيث خرج الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد اجتماعه بحكومته، مصرحا بأن الميليشيات الحوثية هاجمت المنشآت النفطية السعودية على سبيل الإنذار، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.
وبرر روحاني، الهجوم الإرهابي قائلا إن اليمنيين لم يستهدفوا في "أرامكو" مدرسة أو مشفى إنما ضربوا مركزا صناعيا».
وأتبع ذلك نفي من وزير الدفاع الإيراني أمير خاتمي حول علاقة طهران بالهجوم قائلا «إن الأمر واضح للغاية: هناك صراع بين بلدين اليمن والسعودية» في إشارة مباشرة إلى الميليشيا الحوثية التي تدعمها إيران.

ويبدو من تصريحات القادة الإيرانيين انهم يحاولون نفي صلتهم المباشرة بالهجوم على أرامكو، إلا أن مسئولا أمريكيا كشف لشبكة «سي إن إن» صباح الأربعاء عن مصدر الهجوم على عملاق النفط، قائلا «انطلق الهجوم من قاعدة إيرانية قريبة من الحدود العراقية، وأن أجزاء من الأدلة التي عثر عليها كان دائرة كهربائية كاملة هي جزء من صواريخ فشلت في ضرب أهدافها، تظهر المسار المحدد».
وتأكيدا لتلك الفرضية التي كشف عنها المسئول الأمريكي فإن الهجوم على أرامكو جاء من جهة الشمال وهو ما صرح به المتحدث بإسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عصر أمس الأربعاء وعرض خلاله أدلة تورط إيران في الهجوم على أرامكو، مشيرا إلى ان الهجوم تم باستخدام 25 طائرة مسيّرة وصواريخ كروز.



الكويت تحقق
وفي دليل آخر على حقيقة أن الهجوم لم يأت من اليمن الواقعة جنوب السعودية وأتى من شمال بلاد الحرمين، هو فتح الكويت تحقيقا في تحليق طائرات مسيرة فوق قصر الأمير بالتزامن مع الهجوم على أرامكو. وصرح مصدر لجريدة الأنباء الكويتية السبت الماضي بأن الأمن الكويتي تلقى بلاغا باختراق طائرات بدون طيار لأجواء الكويت، ووصلت إلى محيط قصر االسلوى وهبطت إلى ارتفاع 250 مترا.
وكشف المصدر عن مواصفات الطائرة المسيرة قائلا « الطائرة المسيرة من النوع الكبير، يصل طولها إلى نحو 3 أمتار وحجمها بحجم سيارة صغيرة، حامت فوق دار سلوى لفترة مشعلة كشافاتها الأمامية ثم غادرت».
وأضاف المصدر أن الطائرة «قدمت من جهة البحر، واقتربت من شاطئ البدع، حيث فتحت الكشاف الأمامي لمدة دقيقة واحدة، وبعد ذلك حامت فوق قصر دار سلوى وعادت إلى دوار البدع ثم اتجهت إلى داخل مدينة الكويت».
وأعلن مجلس الوزراء الكويتي «إجراء تحقيق شامل وفوري بشأن تحليق طائرة مسيرة في مناطق على الجانب الساحلي من مدينة الكويت"، وأكد "على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع الحيوية داخل البلاد»



الدوائر الكهربائية تكشف مصدر هجوم أرامكو
وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحدثت عن أن الدوائر الكهربائية الغير مدمرة التي عثر عليها أتاحت تعقب مصدر انطلاق صاروخ كروز، ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي أكد أن الصواريخ أطلقت من داخل إيران، وتم برمجتها للتحليق شمال الخليج للمرور بالمجال الجوي العراقي حتى تتجنب المراقبة الأمريكية الدقيقة، فيما صرح مسئول آخر لم يكشف إسمه بأن الاستخبارات الأمريكية لاحظت نشاطاغير مألوفا بأحد القواعد العسكرية جنوب غرب إيران. 



القواعد الإيرانية
بعد كل ما تقدم فإن الدلائل تشير إلى انطلاق الهجوم على أرامكو من شمال المملكة وأن الطائرات المسيرة اخترقت المجال الجوي للكويت، ويؤكد المسئولون الأمريكيون والسعوديون أنه انطلق من قاعدة إيرانية قرب الحدود العراقية، مع ملاحظة نشاط غير مألوف في قاعدة عسكرية جنوب غرب إيران.
وتمتلك إيران نحو 30 قاعدة عسكرية منتشرة في أغلب المحافظات وكثير منها موجود على ساحل الخليج العربي وقرب الحدود العراقية.
وبالبحث عن قواعد طهران القريبة من العراق نرى أن هناك عددا من القواعد العسكرية هي ربما ستخدمت إحداها في الهجوم وهي:

قاعدة بوشهر الواقعة على ساحل الخليج العربي ومخصصة لحماية المفاعل النووي الإيراني، وهي قاعدة جوية تكتيكية وقاعدة بحرية للجيش ومحطة إيران.

قاعدة شيراز شاهد تقع غرب إيران وهي قاعدة جوية.

قاعدة الأحواز الجوية، وتقع جنوب غرب إيران.

مضيق هرمز يحتوي على ثلاثة قواعد، منهما قاعدتان بحريتان هما "القشم" و"كيش" ويوجد بهما مطار عسكري، والقاعدة الثالثة هي بندر عباس، وهي قاعدة طيران للجيش، وقاعدة بحرية أيضا.

وفيما يتعلق بـ«النشاط غير المألوف» الذي تحدث عنه المسئول الاستخباراتي الأمريكي، لصحيفة «نيويورك تايمز» فقد أدلى مسئول أمريكي آخر اليوم الخميس لشبكة «سي بي إس نيوز» بأن الهجوم انطلق من «قاعدة الأحواز الجوية»، وجاء بموافقة من المرشد الإيراني على خامنئي الذي اشترط عدم ترك أي دليل يثبت تورط طهران في الهجوم، مستدلا على ذلك بصور التقطتها الأقمار الصناعية لاستعداد عناصر من الحرس الثوري الإيراني للهجوم، ولكن تلك الصورلم يُكشف عنها إلى الآن.