تحل اليوم الإثنين، ذكرى ميلاد الروائي الروسي ليو تولستوي، أحد أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر.
واعتنق تولستوي أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف، ورصدها في كتابه "مملكة الرب داخلك"، ذلك العمل الذي يعد الأكثر تأثيرا على حياة مشاهير القرن العشرين من بينهم المهاتما غاندي، مارتن لوثر، الذين جاهدوا واتسمت سياستهم بالمقاومة السلمية النابذة للعنف.
وتعلم "تولستوي" اللغات العربية، والتركية في كلية اللغات الشرقية بجامعة كازان، لسببين الأول لأنه أراد أن يصبح دبلوماسيا في منطقة الشرق العربي، والثاني لاهتمامه بآداب الشرق.
وبالرغم أنه كان شغوفا بالقراءة منذ طفولته إلا أنه لا يستطيع التركيز في دراسته ورغم انشغاله بالحياة الاجتماعية إلا أنه فشل في دراسته، ولجأ لدراسة القانون وكانت البداية للتبشير بالنجاح، ثم قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على الشهادة.
واجتمع "تولستوي" بالمزارعين وتعلم أساليبهم في العمل، ودافع عنهم ضد المعاملة السيئة من جانب ملاك الأراضي، وبعد ذلك الوقت لم يغادر إقطاعيته بوليانا على الإطلاق، وكان رجلا ذا مُثل عليا فأحس أن واجبه يحتم عليه العودة إلى إقطاعيته "ياسنايا"، لرعاية أموره وتحسين أحوال رعيته من الفلاحين، وأعد مذكرات دقيقة عن خططه لتحقيق ذلك، وعن رغبته في الوصول إلى درجة الكمال، عن طريق أداء واجبه وقراءة أكثر ما يمكنه قراءته.
ارتبطت علاقته الأولى بالأدب الشعبي العربي في 1882م، وقد نشر في ملحق مجلته التربوية "يا سنايا بوليانا"، بعض الحكايات العربية الشعبية، منها حكاية " على بابا والأربعين حرامي"، كما يظهر تأثره بـ"ألف ليلة وليلة" في روايته "لحن كريستر".
تنوعت أعماله بين الرواية القصيرة، والطويلة، والمسرح، ومن بين الروايات التي أعدها هي "الحرب والسلام" رواية طويلة، "البعث"، "أنا كارنينا"، "الطفولة والصبا والشباب"، "الحاج مراد" قصيرة، "الرب يرى الحقيقة لكنه ينتظر"، "موت إيفان إيليتش"، ومن الأعمال المسرحية التي قدمها مسرحية "قوة الظلام"، "الجثة الحية"، إلى جانب كتاب فلسفي بعنوان "مملكة الرب داخلك"، لحن كريستر، قصص سيفاستوبول، سوناتا الكروتزر، تقطيع الأخشاب، ذكريات مسجل البلياردو، العاصفة الثلجية، الفارسان، الأب سيرجي، العجوزان، الناسك.
