في إحدى ورش النجارة بمنطقة الدرب الأحمر، التابعة لمحافظة القاهرة، يقف سيد يونس، صاحب ٤٧ عاما على منشار تقطيع خشب الأشجار وتحويله إلى ألواح تستخدم في صناعة الأثاث المنزلى والبراميل وغيرها من الصناعات الخشبية المختلفة.
قال عم سيد بدأت العمل في الورشة منذ أكثر من ٣٠ عاما، كنت وقتها طفلا صغيرا، كان حلمى أن أتعلم وأجد أسرة ترعانى مثل غيرى من الأطفال، ولكن وجدت نفسى في الشارع أنظر إلى الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدرسة، وأردد في نفسى «ليه مبقاش ذى الأطفال.. والدموع على وجهى» ولعل السبب في ذلك الفقر الذى أصابنى أنا وأخواتى.
وأضاف كان والدى متزوجا امرأتين ولديه ١٣ ابنا، فلم يستطع توفير الأكل لنا، فتركنا في الشارع، إلى أن رزقنى الله بالحاج عبدالله صاحب ورشة الخشب، وعلمنى الشغل واشتغلت معه، من وقتها إلى الآن، وكنت أشتغل الصبح في الورشة وأنام بجوار الخشب ليلا، وتركت المنزل، ومنذ ذلك الوقت لم أعرف أى حاجة عن أسرتى حتى الآن.
وفال الحاج عبدالله وقف بجانبى وكان يشترى لى ملابس، وكان يعاملنى كابن، وبعد أن وصلت لسن ٣٠ عرض على أن أتزوج، ومنحنى شقة وساعدنى في مصاريف الزواج، ومعى ولدان زياد ومحمد في المرحلة الابتدائية، حلم حياتى أن أعلمهم وأربيهم وميشفوش اللى شوفته.
وأشار إلى أنه يعمل من الساعة الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء، وأحيانا أكثر من ذلك لو في ضغط شغل، وأضاف «المهنة دى خطيرة نتعامل مع آلات وأوزان كبيرة».
وأخيرا قال سيد: «نفسى في دخل يساعدنى في مصاريف البيت وتعليم أولادي، ونعيش مثل غيرنا».
