الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد شبانة يتحدث لـ«البوابة نيوز»: فرقة رضا للفنون الشعبية تحتاج إلى تطوير في الفكر.. وإدارة جديدة.. ما تقدمه الفرقة تراث مصري وطني وليس ملكا للأفراد.. أطالب بضرورة تفعيل رؤية وقرارات المكتب الفني

محمد شبانة
محمد شبانة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عن كيفية الاحتفاء بفرقة رضا وفرق الفنون الشعبية بشكل عام، قال الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون: «إن الاحتفاء بفرقة هو الحرص على تطويرها، وهذا التطوير تطوير في العناصر سواء في الراقصين أو الراقصات، والتطوير في الفكر الذى يحرك هذه الفرقة، اعتمادًا على رصيدها الفنى الكبير، من أيام مؤسس الفرقة الفنان الكبير محمود رضا، وامتدادًا للمصممين الذين تعاقبوا على الفرقة وأثروها بالعديد من الرقصات، مثل الجداوى رمضان، وغيره، ولا بد أن تعتمد لها ميزانيات لتصميم أعمال جديدة، وتكون هذه الأعمال في إطار الاستلهام، ولكن لا بد أن يكون هذا الاستلهام معتمدًا على مادة تراثية حاضرة في الثقافة الشعبية المصرية». 


قال شبانة: «إن فرقة رضا تحتاج إلى دعم مادى لوجود مصممين للرقصات، ولتصميم أزياء تناسب هذه الرقصات الجديدة، ولتلحين أعمال غنائية وموسيقية جديدة تصاحب هذه الرقصات، وتحتاج إلى برنامج يجعل لها حضورًا واضحًا في مناسبة ٦٠ عامًا على إنشائها، والذى يتمثل في ضرورة تواجدها بشكل مُلح في معظم الفعاليات الفنية والثقافية التى تُقدم في كل أرجاء المعمور المصري، وأيضًا خارج مصر، وذلك لأن فرقة رضا كانت وجها مُشرفا لمصر على مدى سنوات طويلة، ساهمت في الاحتفاء بزعماء العالم». 
ونوه أستاذ الموسيقى الشعبية إلى أن فرقة رضا تحتاج إلى إدارة جديدة فاعلة لها رؤية لتطوير الفرقة، وتحتاج إلى تفعيل رؤية وقرارات المكتب الفنى الذى لا تنفذ ولا تفعل رؤيته، فرقة رضا تحتاج إلى أن يكون «ريبورتوارها» أى برنامجها هو برنامج الفرقة، وليس برنامج المُصممين والذى يشترى كل فترة من الزمن. 

وأكد «شبانة»، أن ما تقدمه فرقة رضا هو تراث مصرى أصيل، ملك للوطن وليس ملكًا لفرقة أو لمُصمم قائلا: «إن ما تقدمه فرقة رضا أصبح الآن تراثًا مصريًا خالصًا، يخص الوطن، ولا يخص مجرد فرقة، ففكرة أن يكون «ريبورتوار» ملكًا لمُصمم يُدفع عليه مبلغ مالى كل عدد من السنوات، يجوز استخدامه والاستفادة منه وتفعيله وفقًا لقانون الملكية الفكرية، وأن الفنان محمود رضا – شفاه الله- هو علامة كبيرة جدًا وهو «عمود مضيء في معبد الإبداع المصري» بما قدمه من أعمال».
وتابع شبانه: «أن فرقة رضا يجب أن تلقى اهتمام الباحثين الجادين، وليس فقط للحصول على درجات جامعية، وأن البحث لا ينصب فقط إلى ما قدمه الفنان محمود رضا، ولكن أيضًا ما قدمه المُصممون الجدد، والموسيقى، وأن تكون هناك رؤية نقدية لهذه الأعمال، ومدى اقترابها من الموروث الثقافى الشعبى المصري، ومع ضرورة الاحتفاء بالرؤية الخاصة بالمصمم المُستلهم الذى يعبر عن رؤيته الحركية، ولكن في إطار الثقافة المصرية، مع استخدام الآليات والتقنيات الحديثة لكى تكون فرقة رضا أكثر إبهارًا». 

وأضاف أن هناك مرحلة في حياة فرقة رضا، وهى الفترة التى عاصرها الشيخ فؤاد عبد المجيد وعمر فتحي، مصطفى ناجي، التى تم تقديم فيها الموشحات، وأتصور أن تلك الفترة مهمة جدًا لأنها تُعد بمثابة إضافة لحقل الرقص الشعبى المصرى الاستعراضي، وإضافة إلى حقل الفن المصرى التقليدى في جانب «الموشحات» وأتصور أن هناك عناصر مهمة في فرقة رضا، وهناك من يؤمنون بخصوصية هذه الفرقة، وتعبيرها على الثقافة المصرية في مجمل أقسامها، ونأمل في المرحلة القادمة أن تكون هناك إعادة إنتاج لفرقة رضا لأعمال محمود رضا، وللأعمال الجديدة، ونأمل أن تخرج التصميمات الجديدة في خروج تابلوهات ورقصات جديدة ولكنها بنكهة وروح وإبداع ورؤية محمود رضا، ومن الثقافة الشعبية المصرية».
وعن الفروق الجوهرية بين فرقة رضا وباقى فرق الفنون الشعبية قال: «إن هناك اختلافا واضحا في المنهج، بين كل من فرقة رضا والفرقة القومية، حيث إن فرقة رضا هى فرقة تستلهم الثقافة الشعبية سواء في مأثورها أو تراثها، لكن الفرقة القومية كانت تقدم حالات تعبر عن بعض العناصر الواضحة التى تستطيع أن تُعدها بشكل حركى وأكثر اقترابًا من الفولكلور، أما محمود رضا فكان أكثر اقترابًا من الاستعراض، وكلا الاتجاهين هما اتجاه محمود، ولكننا الآن نعيش في حالة من التعميم في كل فرق الفنون الشعبية، فلم يعد هناك وضوح لفكرة الاستعراض ولا وضوح في فكرة العمل المقدم، وأصبحنا في حالة من التكرار الممل والاستسهال.
وأعتقد أنه في هذا السياق يجب الاستعانة ببعض الأسماء المهمة التى لها باع في ذلك المجال، من يمتلك منهجًا ورؤية لتقديم الثقافة الحركية الفنية المصرية سواء كان استعراضًا برؤية ذاتية أو اعتمادًا على الفولكلور والثقافة الشعبية، ويجب أن تترك لهم الفرصة لكى يقدموا ذواتهم وليعبروا عنها، وبهذا نستطيع أن نخرج من حالة التكرار المُمل والذى تتبناه بعض الهيئات الثقافية المصرية الآن، ومنها الهيئة العامة لقصور الثقافة والتى تحتاج إلى نفس الرؤية التجديدية والرؤية التى من شأنها أن تكون هذه الفرق ليست مجرد تكرار أو صورة باهتة من الفرقة القومية أو فرقة رضا، وتُعد فرق قصور الثقافة تعبر عن ثقافة الأقاليم التى تنتمى إليها». 
وأكد «شبانة» على أن فرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة هى فرق مهمة وخطيرة، ويجب أن تتاح لهم الإمكانيات التى تساعدهم على أن يقدموا ما يعطى لنا الحق في انتقاد إبداعاتهم، فهم بلا إمكانيات مادية أو جوائز حقيقية، وبلا كوادر معينة، كما أن فكرة تعيين الفنانين في أى مجال باعتبار أنهم موظفون هى فكرة خاطئة، فالفنان يجب أن يكافئ ماديا بشكل واضح وبشكل مرضٍ، ولكنه ليس موظفًا، فالفنان لا يحال إلى التقاعد، ومن نرى فيه أنه يمتلك رؤية حقيقية تجعل منه مدربًا أو مصمما أو مديرًا».