الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

للشباب.. الجوهر قبل المظهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لاشك أن لكل شاب فتاة أحلام يحلم بها، تختلف مواصفاتها عن غيرها من الفتيات، يبحث عنها في كل مكان أملًا في إيجادها بنفس الشكل المرغوب لتكمل حلمه وتصبح شريكة حياته وتعينه على مواصلة رحلة الحياة الطويلة وبناء أسرة قويمة تكون نواة لبناء مجتمع سليم.
وقد أوصى ديننا الحنيف الشاب المقبل على الزواج على حسن اختيار الفتاة التي تكمل نصف دينه، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومن ذلك فإن المعيار السليم لاختيار الزوجة تكون من خلال سلامة دينها وحسن خلقها، وهو ما حرص عليه الأهالي قديمًا مما جعلهم ينعمون بحياة كريمة مبنية على الحب والود، فساد المجتمع المصري التماسك الأسري وقلة حالات الطلاق.
إلا أنه في الأونة الأخيرة ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانفتاح الثقافات الغربية على الشرقية، اختلفت نظرة الشاب للفتاة في اختيار الأنسب له، وظهر مصطلح "الكيرفي" الذي أصبح معيار جمال الفتاة عند الشباب، ومصطلح "الكيرفي" لمن لا يعرفه يُطلق على الفتاة ذات الجسم المثير للنظر، وقد انتشر مؤخرًا على صفحات المواقع التواصل.
فأصبح الشاب يحلم بتلك النوعية من الفتيات معتقدًا أنها هى الأنسب له دون مراعاة الجوهر الداخلي لهن، فكم من فتيات مثيرات للنظر إلا أنهن غير مناسبات تمامًا لتحمل مسئولية بناء أسرة سليمة وتنشئة الأبناء على الأخلاق والسلوك القويم، صحيح أن المظهر الخارجي للفتاة مهم لحدوث الألفة فيما بعد الزواج ولكن لا يجب أن نغفل أهمية الجوهر الداخلي والذي يمثل العامل الأهم في نجاح الزواج واستقراره.
ولاشك فإن زيادة معدلات الطلاق خلال السنوات الماضية، له صلة قوية بعدم الاختيار السليم للطرفين من البداية، فبمجرد إعجاب الشاب بشكل الفتاة الخارجي تتم مراسم الخطوبة فالزواج سريعًا، وتكون النهاية صادمة إما بالطلاق الودي بين الطرفين أو اللجوء لمحاكم الأسرة وبالتالي، تتفكك الروابط الأسرية التي هى أساس استقرار المجتمع.
فيأيها الشاب الطامح للزواج السليم وبناء أسرة قويمة لا يغريك المظهر الخارجي للفتاة دون دراسة جوهرها الداخلي، ولاتكتفي فقط بعبارات الحب والكلام المعسول الذي يزين البدايات، بل عليك بتحكيم عقلك قبل قلبك في اختيار زوجة المستقبل حتى تنعم بالزوجة الصالحة، وليكن شعارك "الجوهر قبل المظهر".