على أحد شواطئ الإسكندرية فى منطقه العصافرة، يجلس الحاج سعد محمد عبدالعزيز صاحب السبعين عاما وأمامه نصبة شاي.
ويروى الحاج سعد، حكايته، قائلًا: «كنت أعمل فى البداية فى مصنع بلاستيك وأنا عمرى ١٢ عاما فى الإجازات حتى أدخر مصروفات المدرسة، من أجل تخفيف الحمل على والدي».
وأضاف: «بعد أن حصلت على شهادة الدبلوم الفنى تفرغت للعمل ومساعدة والدى فى النفقات، ولذلك واصلت العمل حتى أجهز شقيقاتى الثلاث، وتوفى والدى وتركنى وحيدا، واعتمدت على نفسى وتزوجت بعدها من جارتى وكانت أكبر منى سنًا، وبعد جوازى رزقنى الله بولد وبنتين وأصبحت أعول أسرة، فاتجهت للبحث عن عمل إضافى، لكنى لم أستطع الجمع بين العملين فاتجهت بعد الانتهاء من العمل بالمصنع إلى عمل أرزقى مسح وتنظيف الشقق والعمائر من أجل زيادة الدخل».
وتابع: «أعيش أنا وأسرتى دون أن نطلب مساعدة من أحد، حتى تعرضت لحادث وأنا أعبر الطريق خلال عودتى من العمل، وأجريت عملية جراحية فى قدمى وركبت شرائح ومسامير، وبعدها فتحت نصبة الشاى هنا على الشاطئ منذ ١٠ سنوات ومن خلال نصبة الشاى زوجت بناتى وبصرف على تعليم ابني، والدنيا اسودت فى وشى بعد طلاق بناتى التى كانت بمثابة جمرة نار توقد فى قلبى منذ تلك اللحظة، وكان سبب طلاقهم معايرة أهل زوجها لها والسخرية من عملي».
وأشار الحاج سعد، إلى أن سعر كوباية الشاى ٣ جنيهات والقهوة بـ ٥ جنيهات، وأن دخله لا يتجاوز مائة جنيه يوميا يصرف بها على أسرة مكونة من خمسة أفراد، مطالبا المسئولين وأصحاب القلوب الرحيمة بتوفير دخل ثابت يساعد مع دخله ويكفى احتياجات أسرته من أجل توفير حياة كريمة لأبنائه.
