ابن قرية ''تطاي''خرج ولم يعد.. "محمد" في عداد المفقودين منذ عام ونصف.. الأب: ''مرت علينا 4 أعياد ولا نعلم عنه شيئا وكلنا بنموت''.. الأم: ''رجعولي ابني.. نفسي أخده في حضني وأطبطب عليه''
صدمة كبيرة أصابت أسرة الشاب محمد نبيل عامر، 16 عامًا، بعد اختفائه في ظروف غامضة، بعد خروجه من العمل بإحدى الشركات بالتجمع الخامس منذ عام ونصف تقريبا، وبحثت عنه الأسرة في المستشفيات وداخل أقسام الشرطة دون جدوى.
وتسود حالة من الغضب داخل قرية ''تطاى'' التى ينتمى إليها محمد، والتابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، الأمر الذى دعا شباب القرية إلى تدشين هاشتاج #محمد_نبيل_فين؟؟؟، #رجعوا_محمد_لأهله_رجعوهم_للحياة
وقال والد الشاب ''نبيل عامر'' لـ ''البوابة نيوز'': ''رابع عيد يعدي علينا منحسش بطعمه، ومعدش في أى حاجة في الدنيا ليها لازمة، أرجوكم ساعدوني''، حالتنا بقت صعبة، والضنا غالي، مش عارفين ابننا فين عايش ولا ميت؟ كل يوم بيعدي علينا بنموت وهو غايب عنا''.
ويسرد الأب المكلوم معاناته قائلًا: ''محمد ابني محبوب من كل أهالي القرية، مؤكدًا أنه كان مثالًا للابن البار بأهله، وأنه بعد تركه للمدرسة، طلب مساعدتي في العمل؛ حيث إنني على المعاش، وأعمل مشرف أمن بإحدى الشركات الخاصة بمنطقة التجمع الأول بالقاهرة، وبعد فترة من عمل ابني معي شعرت ببعض الآلام الصحية، وبعدها لم أجد مفرًا من الجلوس بالمنزل والحصول على إجازة مرضية لمدة 3 شهور، موضحًا أن نجله كان يقضي الإجازات الرسمية بمسقط رأسه بشكل طبيعي.
ويتابع الأب بصوت تختلط نبراته بالحزن: تعرف نجلي على شاب من مركز جهينة الغربية بمحافظة سوهاج، يدعى حسن سعد الدين أحمد محمد، حضر إلى التجمع للعمل كعامل نظافة، تحديدًا يوم 5 مايو 2018، موضحًا أنه بعدها بـ 3 أيام تقريبًا عرض هذا الشاب الصعيدي على نجلي تناول العشاء سويًا وكان هذا يوم الثلاثاء 8 مايو 2018 في تمام الساعة الخامسة مساءً، لافتًا إلى أن زملاءهم في العمل شاهدوهما يسيران على الأقدام في مشهد غريب وغير مألوف نظرًا لبعد المسافة، وبعدها عرضوا عليهما ركوب المواصلات وهو ما تحقق بالفعل.
يشرد الأب قليلًا ويتابع حديثه مؤكدًا أن الشاب الصعيدي ''حسن'' عاد في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً بدون نجله محمد نبيل، ونام حتى الصباح، وبعدها جمع كل متعلقاته، وأخبر زملاءه أنه سيغادر العمل لأنه لا يشعر بارتياح وسيبحث عن فرصة عمل أخرى، لافتًا إلى تعجب الجميع من موقفه لأنه كان يلح من أجل العمل وبعدها بثلاثة أيام فقط يصمم على ترك العمل بدون سبب واضح.
ويؤكد الأب الحزين أن زملاء نجله سألوا حسن عن عدم عودة محمد وأكد وقتها أنه تركه يتناول وجبة العشاء ورجع بمفرده، ولا يعلم شيئا عنه.
وقال: فقدت الاتصال تماما بنجلي بسبب غلق تليفونه المحمول، وبعدها تم إبلاغ مركز شرطة التجمع الذي رفض عمل محضر، معللا: "أنه يتم عمل محضر بعد الاختفاء بـ 48 ساعة، وبعدها اتصل بزوجته التي قامت بدورها بعمل محضر بقسم شرطة السنطة، وأرسلوا بدورهم صورة من المحضر لمحافظة سوهاج التابع لها حسن عامل النظافة، وبالفعل تم إلقاء القبض عليه في أحد الكمائن وتم إخلاء سبيله بعدها بساعات.
وناشد الأب وزارة الداخلية بالبحث عن نجله المفقود حتى تعود البسمة من جديد داخل الأسرة المكلومة، مؤكدًا تقديره وشكره لأبناء قريته لتطوعهم بتدشين هاشتاج لابنه.
وتقول الأم: "أرجوكم رجعولي محمد ابني.. نفسي أخده في حضني وأطبطب عليه، ياريت اللي يعرف حاجة عنه يطمن قلبي''.
وتؤكد الأم بصوت حزين أنها أصبحت زاهدة في الحياة بعد فقدان ابنها، مضيفة أن الأيام تمر عليها كالدهر، وأنها تتضرع إلى الله عز وجل في كل صلاة حتى يعود نجلها إلى أحضانها من جديد.
وثمنت الأم دور كل شباب قرية تطاى في اهتمامهم الواضح بها بعد فقدان محمد، مؤكدة أن كل كلمات الشكر لا تكفيهم.
وأكدت أن محمد كان محبوبا من الجميع صغيرا وكبيرا، وكان مطيعًا وبارا بها وبوالده، وكان حسن الخلق، ومتحملًا للمسئولية منذ صغره.
من جهته قال شهود عيان منهم محمد شبل ، إن جميع سكان القرية على قلب رجل واحد، مؤكدا أنهم سلكوا كل الطرق
للبحث عن محمد منذ اختفاؤه دون جدوى، لافتا إلى أنهم لم ولن يفقدوا الأمل حتى يعود
إلى أحضان أسرته.
وأوضحت وسام أبو
النعاس، محاسبة إن سكان القرية لم يشعروا بالفرح منذ اختفاء محمد
نبيل، مؤكدة أنهم دشنوا هاشتاج له، على مواقع التواصل الاجتماعي، كوسيلة للبحث عنه
على نطاق واسع.
وأكد أحمد عيسى، أن الهاشتاج الخاص باختفاء محمد نبيل انتشر بشكل كبير وملحوظ، موضحا
أن اختفاءه تم بشكل غامض، وأن شباب القرية لن يتوانوا في البحث عنه، وهذا أقل ما يمكن
تقديمه له ولأسرته.
ووافقه الرأى المهندس
أحمد عابد، الذي أكد تواصله مع بعض الجهات للبحث عن لغز اختفاءه، مشيرا إلى أن الفترة
المقبلة ستشهد بعض التصعيدات.
واختتم أحمد شوقي
عامر، محامي، أنه قام بالاطلاع على المحضر الخاص باختفاءه، وتواصل مع بعض قيادات وزارة
الداخلية، لتسهيل مهمة البحث عنه، مؤكدا أنه كان شابا مكافحا وبارا بأهله، ومحبوبا
من الجميع.
