الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

الخطيب يرفع شعار "أي مدرب وخلاص" !

محمود الخطيب رئيس
محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"المحتاس" كلمة عرفناها من اللغة العامية، وترمز إلى الشخص الذي لا يستطيع اتخاذ أي قرار حاسم في الأوقات الحالكة شديدة الظلمة، وكما يقولون في تراثنا الشعبي العظيم، "يغرق في شبر ميه"، وعندما يضيق به الحال ويجد نفسه بين المطرقة والسندان فيلجأ إلى "الترقيع" واتخاذ أي قرار لسد الخان.
المحتاس هو ذلك المجلس الذي يعقد اجتماعاته داخل قاعة صالح سليم، بمقر النادي الأهلي بالجزيرة، وبرئاسة محمود الخطيب، والذي ظهر مهلهلًا منذ توليه المسئولية، في نوفمبر 2017، حيث لم يقدم أي جديد يعود بالإيجاب على النادي الأهلي. 
الخطيب ومجلسه فشلوا في إدارة ملف الكرة بالنادي الأهلي، بعدما تراجعت نتائج الفريق بالنادي خلال المرحلة الماضية، بسبب عدم قدرة المجلس الحالي، على التعاقد مع مدير فني يمتلك القدرات التي تتناسب مع نادي بحجم الأهلي، ولا عقليات وطموحات جماهيره التي تحتل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
استلم الخطيب النادي الأهلي وهو على القمة في كل شيء، ووصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا بعد أرقام قياسية، ما أفسدها هو خسارة نهائي دوري الأبطال أمام الوداد بهدف في المغرب.
بعد 628 يوما قضاها حسام البدري داخل النادي الأهلي، حصد خلالها الدوري بأرقام قياسية غير مسبوقة، دخلت الخلافات الشخصية في الطريق بين البدري ومجلس الأهلي، ولا يخفى على أحد العلاقات المتوترة من الأساس بين الخطيب ومدب الأهلي المحلي، وذلك لم يكن وليد الصدفة أو محض الساعة، بل كان منذ عام 2013، عندما رحل البدري عن تدريب بطريقة لم ترض مجلس الأهلي برئاسة حسن حمدي وكذلك نائبه بيبو. 
رحل البدري عن تدريب الأهلي في 15 مايو عام 2018، وتولي المدرب العام أحمد أيوب المهمة بشكل مؤقت، وفاز على المصري بهدفين دون رد في مباراة الجولة الثامنة والعشرين من مسابقة الدوري الممتاز، وبعد خمسة أيام رحل أيوب، المحسوب على البدري، وظن المجلس أن الأمور كما كانت في الماضي، أي مدرب سوف يقود الفريق لمنصة البطولات، وبالفعل تم إسناد المهمة إلى الفرنسي باتريس كارتيرون، الذي تولى المهمة في 12 يونيو 2018، وعلى مدار 164 يوما قضاها كارتيرون داخل جدران قلعة الجزيرة، خاض 18 مباراة، فاز في 11 وتعادل في 3، وخسر 4 مباريات، وسجل لاعبو الأهلي 32 هدفا، واستقبلت الشباك 18 هدفا، وهو ما لم يرضي طموحات جمهور القلعة الحمراء، الذي هاجم كارتيرون بكل ضراوة، لا سيما بعد خسارة نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، بثلاثية تاريخية أمام الترجي التونسي في قلب رادس، وبعدها خسر أمام بيراميدز بهدفين مقابل هدف، ليرحل كارتيرون في يوم 23 نوفمبر 2018. 
لجأ الأهلي إلى المحلل، أو الرجل الذي يلجأ إليه بيبو وأعوانه بشكل دائم ومستمر، في أوقات الظلام، وتم إسناد المهمة إلى محمد يوسف بشكل مؤقت، وإن كان القرار هو استمرار يوسف في حالة نجاحه في المهمة، ولكن في 24 يوما، لعب الأهلي مع يوسف 8 مباريات، خسر في الأولى أمام المقاولون العرب بهدف، ثم حقق خمسة انتصارات متتالية أمام بتروجت والجونة والجيس وجيما أبا جيفار والنجوم، بنتائج 1/0 و2/1 و2/0 و2/0 و2/0 على الترتيب، ثم الخسارة أمام جيفا أبا جيفار بهدف دون رد، وبعدها التعادل مع الداخلية بهدفين في الدوري. 
في 17 ديسمبر 2018، قرر المجلس الأحمر إسناد المهمة إلى مدير فني أجنبي، وهو الأورجوياني مارتن لاسارتي، الذي استمر مع النادي 244 يوما، وافتتح مشواره مع الفريق الأحمر بالخسارة أمام بيراميدز بهدفين دون رد، وطوال مشواره مع نادي القرن لعب 32 مباراة بين الدوري والكأس ودوري أبطال إفريقيا، فاز في 23، وخسر 6، وتعادل ثلاثة، وسجل لاعبوه 54 هدفا، واستقبلت الشباك 20 هدفا.
أزمة جمهور النادي الأهلي مع لاسارتي بدأت يوم 6 أبريل 2019، عندما خسر الأهلي ذهاب نصف نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا أمام صن داونز بخمسة أهداف دون رد، في مباراة غير مسبوقة وحملت أرقاما سلبية تاريخية بالجملة في تاريخ نادي القرن، ورغم مطالبة الجميع للأسطورة بيبو ضرورة تغيير الجهاز الفني، إلا أنه اتبع سياسة العناد، على أن يفعل كما فعل حسن شحاته ويقول أنا صح صح، ولكن ساءت الأمور والأوضاع، ورغم الفوز بالدوري إلا أن الجميع اعترف أن السبب هو مشاكل وأزمات وضعف المنافسين، وليس في قوة الأهلي، وانكشف لاسارتي في لقاء بيراميدز في كأس مصر، وفشل للمرة الثالثة في الفوز على بيراميدز وخسر بهدف إيريك تراوري ليرحل غير مأسوف عليه.
بيراميدز هو الفريق المصري الوحيد الذي هزم الأهلي مع لاسارتي، بينما جاءت كل الخسائر في إفريقيا، وهي الهدف الأسمى للمجلس وللجماهير، ولكن رئيس النادي لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب لإعادة الفريق إلى منصة التتويج مرة أخرى والعودة للمشاركة في كأس العالم للأندية، وبعد ضغوط الجماهير بشكل أكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي اتخذ المجلس قراره بإقالة لاسارتي، وإسناد المهمة إلى يوسف من جديد، رغم معرفة كل كبير وصغير داخل النادي أو خارجه، العلاقة السيئة التي وصل إليها اللاعبين مع الجهازين الفني والإداري داخل النادي، وأنه لا بد من رحيل كل الجهازين وعدم الإبقاء على أي منهم، ولكن يوسف هو رجل الخطيب الأول في قطاع الكرة، ودعمه بشكل كبير في الانتخابات، فاستمر يوسف مديرا فنيا لحين التعاقد مع مدير فني جديد.
الكرة الآن في ملعب مجلس الخطيب، عليه اتخاذ القرار الصائب بالتعاقد مع مدير فني كفء يعيد للنادي الأهلي كبريائه على الصعيدين المحلي والإفريقي، بعد أن أعاد البدري للفريق الأحمر كبريائه محليا بالفوز بالثنائية الدوري والكأس بكل سهولة، وخسر بطولة إفريقيا بظلم تحكيمي فادح وبهدف وحيد أمام الوداد في المغرب، قبل أن يأتي مدربا الخطيب ويخسران بطولة إفريقيا بثلاثية أمام الترجي في تونس، وخماسية أمام صن داونز.