الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"ضحايا لقمة العيش".. حمدي وعبدالرحمن قتلهما بلطجي منطقة "السلام".. والدة أحد الضحايا: الجاني أطلق النار عليهما من سلاح آلي.. وعائلته تروج الشائعات لتخفيف الحكم عليه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقع الراكضون خلف العمل أحيانًا ضحايا للقمة عيشهم، هذا ما حدث بالفعل فى منطقة السلام بالقاهرة، مع الشاب «عبد الرحمن» وصديقه «حمدي»، اللذين دفعا حياتهما ثمنا للشهامة وتحمل المسئولية لمساعدة أهلهما ضد ظروف الحياة الصعبة، جمع بينهما القدر ولم يفرقهما أحد حتى الموت، حيث عثر على جثتيهما مقتولين داخل مركبة «توك توك»، على يد أحد الأشخاص فى منطقة جبلية، يتخذها بعض تجار الكيف وكرا لتوزيع المخدرات على عملائهما.
«البوابة»، انتقلت لمنطقة اسبيكو بالسلام، لكشف ملابسات الحادث 
داخل شقة بسيطة تدل على ضيق حال قاطنيها، فى عقار مكون من ٥ طوابق جلست والدة الشاب المتوفى «حمدى»، صاحب الـ١٨ عامًا، تجفف دموعها حزنا على فقدان نجلها الأكبر، لتروى تفاصيل الواقعة قائلة: ابنى فى حاله وملوش فى المشاجرات ولا عمره مشى فى طريق الشيطان، مشيرة إلى أن الضحية صغير السن لكنه تحمل المسئولية واقتحم عالم المهن الصعبة من أجل مساعدة أسرته فى مصاريف المنزل، فبعد حصوله على الشهادة الإعدادية تعلم قيادة مركبة «التوك توك»، وطلب من والده أن يخرج للعمل على «التوك توك»، الخاص به إلا أنه رفض خوفا عليه من اللصوص وحوادث الطرق، ومع إصرار المجنى عليه وافق والده، ومرت الأيام واستطاع الصغير الاعتماد على نفسه وأثبت لأسرته أنه يستحق تلك الثقة التى منحها له الأب.
وأضافت: «قبل الحادث بنحو ٥ أيام طلب زوجى من «حمدي»، أن يترك العمل على «التوك توك»، وأن ينزل للعمل معه داخل الورشة، كما أنه كان مقررا له أن يلتحق بمدرسة سياحة وفنادق لإكمال مسيرة التعليم، إلا أن القدر كان يخبئ له رأيا آخر ليكتب نهاية مأساوية لشاب قضى طفولته بحثا عن الرزق وكسب قوت حلال.
وتابعت: «ليلة الجريمة كانت الأمور تسير طبيعة، حتى تلاحظ لى غياب «حمدي»، لفترة طويلة وعندها قررت البحث عنه وأخبرنا والده وتوسعت عملية البحث، حتى أخبرنا أحد الجيران أن هناك شابين عثر عليهما مقتولين فى منطقة جبلية مقطوعة تفصل بين «السلام والخانكة»، وبعدما وصلنا وجدنا انتشارا أمنيا مكثفا لرجال المباحث، وبعد دخول زوجى وجد نجلى قتيلا بجوار صديقه داخل «التوك التوك»، وبعد مرور ٤ أيام ألقت الشرطة القبض على المتهم، ويدعى «حماد»، ١٧ عاما، من عرب الخانكة ومشهور عنه ممارسة البلطجة والاتجار فى المواد المخدرة منذ قديم الزمان، كحال باقى أسرته المعروف عنها تجارة الصنف.
وأشارت إلى أن الجانى تربص لهما حال قيام الضحايا بتوصيل زبون وأثناء المرور من تلك المنطقة المقطوعة اعتقد أنهما تابعان لرجال الشرطة فأطلق عليهما وابلا من الأعيرة النارية مستخدما بندقية آلية مما أسفر عن مصرعهما فى الحال مستطردة: «عبدالرحمن طلب من حمدى أن يجلس بجواره أثناء توصيل الزبائن بالتوك توك، وهو ما كان يحدث دائما بينهما، وأن كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، من أقاويل حول الواقعة ليس له أساس من الصحة وأن أسرة الجانى تريد تشويه سمعة نجلى وصديقه ضحايا لقمة العيش، كما أنها تطالب بالقصاص العادل وهو الإعدام شنقا للقاتل حتى يرتاح قلبها».
وعلى بعد أمتار قليلة من منزل الشاب حمدى توجهت حيث تقطن أسرة عبدالرحمن الضحية الثانية فى الواقعة، تقول والدته: «عبدالرحمن وحيد على ٣ بنات وشال عنى حمل البيت بعد وفاة والده، وكان عمره وقتها لم يتعد ٧ سنوات، حيث إن معاش زوجى لم يتعد ١٦٠ جنيهًا حينها، وطلبت منه أن يبحث عن فرصة عمل بجوار الدراسة، وهو ما حدث بالفعل حتى وصل إلى الصف الثالث الإعدادى وحصل على الشهادة وقرر أن يترك التعليم نهائيا، مستطردة: «جهز أخته معايا وكان قلبه طيب على الجميع».
وأضافت: «نجلى كان يعمل مع شقيقى كفرد أمن فى أحد المصانع، ومنذ ما يقرب من عام ترك العمل، وعندها لم يجد أمامه سوى العمل كسائق على توك توك، ومرت الأيام ولم تحدث أى مشكلات جراء التحاقه بتلك المهنة، وتقدم لفتاة وتمت خطبتهما على خير.
وتابعت: «يوم الحادث وأثناء تناول نجلى وجبة طعام هنا فى المنزل طلبت منه أن يذهب لشراء بعض متطلبات عيد الأضحى من سوق العبور فقال لي: «اتصلى بيا الساعة ١٢ هجيلك ونروح مع بعض»، وبعدها خرج وانقطعت أخباره حتى وصل لى الخبر المشئوم، مشيرة إلى أن هناك أشخاصًا تابعين لعائلة القاتل، يروجون شائعات حول الواقعة لتخفيف العقوبة عن الجانى مستطردة: «إعدام القاتل مش كفاية ولن يطفى نارى على فراق نور عيني».