كم رددنا كثيرًا عن عقم
الصناعة فى مصر لسنوات عدة في السابق وازداد عقم القطاع بعد الاضطرابات السياسية التى شهدتها
مصر منذ يناير 2011 فأغلق الكثير من المصانع وتشرد الآلاف من العاملين وتعثر المستثمرون.
رددنا كثيرًا أن حل مشكلة البطالة التى تشهدها مصر هو تأسيس مصانع تلبى احتياجات
المجتمع والدولة وتوفر فرص عمل للشباب، فالثروة الحقيقية لمصر هى مواردها البشرية.
أما الآن ومنذ تولى
الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم فنرى اهتماما بالغا الشدة فى توجه الدولة لأهم
دعائم الاقتصاد القومى «الصناعة» التى تدعم شبكة الأمان الاقتصادى والاجتماعى
وترفع معدلات التشغيل وتوفر فرص عمل. فما نراه يتحقق اليوم هو إعجاز صناعى بأيدٍ
مصرية وتحدٍ للزمن، فقد بدأ النهوض بقطاع الصناعة ببرنامج الإصلاح التشريعى
والتشريعات الخاصة بالصناعة كما تم طرح 22.3 مليون متر مربع أراضى صناعية فى كل من
(المنيا - قويسنا - بدر - السادات- العاشر من رمضان - بورسعيد ) وتم إطلاق مبادرة
«مصنعك جاهز للترخيص» ورأينا افتتاحا للمرحلة الأولى لمدينه الأثاث فى دمياط
وافتتاح مجمع الأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة ومجمع مصانع بنىسويف وقريبًا
افتتاح مدينة الرخام بأحدث التقنيات، والكثير والكثير من الإنجازات والتوجيهات
للنهوض بقطاع الصناعة فى مصر العمود الفقرى للأمن القومي.
لم يتوقف النهوض بالقطاع
عند تدشين مدن ومصانع جديدة فقط بل بتطوير الهيئات الصناعية التى تعد الظهير
الصناعى للدولة فنجد الهيئة العربية للتصنيع عملاقة الصناعة فى مصر رفعت شعار
«الابتكار قوة» تلك الهيئة التى تأسست عام 1975 بمشاركة مجموعة من الدول العربية
كمؤسسة صناعية لتكون العمود الفقرى لحماية الأمن القومى العربي.
ومن الإنتاج الصناعى
العسكرى إلى الصناعات المدنية والآن إلى العالمية... لا أبالغ فى قولى إنها هيئة
عالمية بحق. فإذا تابعت عمل تلك الهيئة فى الفترة الأخيرة ستندهش من حجم التعاون
الدولى بينها وبين دول العالم «روسيا - الصين – اليابان - قبرص - الدول الأفريقية
- ألمانيا - إسبانيا وغيرها الكثير من دول العالم» وهى تشرف على تسعة مصانع تنتج
سلعا مدنية وعسكرية، قامت الهيئة بالمشاركة فى معرض إيديكس بإنتاج يعتبر إضافة
قوية لسلاح المدفعية «قاذف صاروخى لإطلاق صواريخ المدفعية من عيار 122 ملم والذى
يمكن نقله جوًا وإسقاطه بالمظلات مما يوفر له تنفيذ مهام تكتيكية صعبة «وقريبًا
سيكون لدينا سيارات وسيارات كهربائية مصرية الصنع وليست مجمعة فى مصر.
ولا يتوقف العمل فى الهيئة على التصنيع فقط بل إنها تعمل على تطوير التعليم الفنى لتبدأ فى العمل هذا العام أول مدرسة فنية للهيئة للتعليم بعد المرحلة الإعدادية لتحويل التعليم الفنى لقاطرة تنمية كما أنها تقوم باستمرار على تدريب وتأهيل المهندسين والعمال لديها بأحدث طرق التدريب كما أنها ركيزة أساسية لأغلب المشاريع القومية الضخمة التى تقوم بها الدولة مثل توريد 7 قطارات مكيفة للمرحلة الرابعة للخط الثالث لمترو الأنفاق تم تصنيعها بالكامل داخل مصنع سيماف التابع للهيئة، وكذلك تصنيع عربات القطار السريع، بفخر شديد استطاعت أن تحصل على شهادة دولية لتصنيع أنظمه الطيران والفضاء والأنظمة الدفاعية وهى الجهة الوحيدة التى حصلت على تلك الشهادة، لم أحصر إنجازات الهيئة فى الفترة الأخيرة لأنها كثيرة جدا، لكن إذا رغبت عزيزي القارئ لمعرفة سر هذا التطور البالغ فى تلك الهيئة العملاقة فابحث عن توجيهات وسياسات الرئيس وعن اختياره الدقيق لمنفذ تلك المهمة الوطنية، فلدينا قيادات تعمل على بناء هذا الوطن بإخلاص وانضباط عظيم وبوطنية شديدة، وسيكتب اسمها فى تاريخ مصر من ذهب.
