الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإمارات والسعودية علاقة متأصّلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر العلاقات السعودية- الإماراتية التاريخية المتجذرة، علاقات ذات توجهات حكيمة ومعتدلة، وذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة، وخاصة بشأن المستجدات من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار المنطقة ومواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب، مع العمل بدأب على تعزيز وتعميق التعاون المشترك، وذلك فى ظل التنسيق والتعاون والتشاور المستمر بين البلدين.
وتجسد قوة ومتانة العلاقات السعودية - الإماراتية التطابق فى الرؤى والأهداف، والتناغم الواضح بين البلدين والشعبين. وهو ما يتجلى على ثلاثة مستويات، الاقتصادي- السياسي- الاجتماعي، ويعزز هذا التقارب إنشاء «مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي»، الذي أعلن عنه فى جدة منذ ثلاثة أعوام، والذى لم يأت من فراغ، بل أتى بناء على أسس وروابط مشتركة بين البلدين وشعبيهما.
وقطعت العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة شوطًا كبيرًا فى إرساء دعائم التعاون الاستراتيجى فى مختلف المجالات والميادين، بفضل الرؤى المتطابقة لمعالجة العديد من القضايا، التى تواجه المنطقة إقليميًا ودوليًا، فضلًا عن دورهما النشط على مستوى منظومة دول مجلس التعاون الخليجى فى تعزيز الوحدة الخليجية، ومواجهة التحديات التى تتعرض لها هذه الوحدة واستمرار تقوية روابطها.
التفاؤل الذى يلمسه الكثيرون نتيجة هذه العلاقة، وهذا التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين هو فرصة لتقديم أنموذج متقدم فى المنطقة لصيغة جديدة للعلاقات السياسية والاستراتيجية، كما أن فكرة مجلس التنسيق تجسد الروابط المشتركة بين البلدين والحرص على تقويتها وتعزيزها، خصوصًا أن البلدين يترجمان المشروع الاستراتيجى المكمل للعمل العربى المشترك، فى ظل التحول النوعى للحفاظ على الاستقرار ومواجهة التحديات فى المنطقة، وذلك فى إطار تحالف قوى متماسك، بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين، ويدعم مسيرة العمل الخليجى المشترك.
لقد التحم الشعبان السعودي- الإماراتى واختلطت دماء أبنائهم الزكية على أرض اليمن فى معركة «الدفاع عن الشرعية» من أجل استعادة الحق لأصحابه، وحماية الأمن القومى العربى من المعتدين الانقلابيين، وحليفتهم إيران التى طالما سعت لزعزعة أمن واستقرار منطقة الخليج والعالم العربي. لقد أسهمت المملكة والإمارات فى قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكانت مواقفهما دائمًا متطابقة تجاه القضايا العربية المشتركة، كالقضية الفلسطينية، والوضع فى مصر الشقيقة الكبرى للعرب بعد ثورتها المجيدة فى الثلاثين من يونيو، إذ كان الحضور والتعاون المشترك بين السعودية والإمارات والجهود الحثيثة التى بذلتها القيادات فى البلدين فى دعم مصر الشقيقة مثالًا أكثر وضوحًا فى قطع الطريق على كل من كان يحاول عدم الاعتراف بثورتها العظيمة ليجر مصر إلى الفوضى والاقتتال.
وامتدت هذه العلاقة بين الإمارات والسعودية فى بعدها الحاضر والمستقبلي، لتأخذ بعدًا أكثر قوة ومتانة بعد تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم فى المملكة وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث انتقلت العلاقة بين البلدين إلى مرحلة متطورة، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى أكثر من مناسبة التقى فيها خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية.
التعاون والتنسيق المشترك السعودي- الإماراتى هو ما يعوّل عليه اليوم فى لعب دور أساسى فى منطقتنا العربية، لانتشال الواقع العربى من الفوضى والدمار.
وتستند هذه العلاقات القوية والاستراتيجية بين الإمارات والمملكة إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، وتصب فى دعم المصالح المشتركة وتعزيزها، وتمثل ركنًا أساسيًا من أركان الأمن القومى العربي، ومنظومة الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستوى الإقليمى أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة فى مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات وثقافة الأديان المختلفة.
* نقلًا عن «البيان» الإماراتية.