الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

القصة الكاملة لظهور ثعبان "الطريشة" بالتجمع الخامس

الطريشة
الطريشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال الأسبوع الماضي انتشرت حالة من الرعب والقلق بين سكان التجمع الخامس، عقب ظهور الأفعى المقرنة ثعبان "الطريشة"، ما جعل الأمر حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأثار الخوف والفزع بين الناس، خاصة عقب شائعات تقول ان ظهوره ارتبط بالجهود الرامية للقضاء على الكلاب الضالة وتداول مواطنون صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي لثعبان "الطريشة" في منطقة التجمع الخامس، وأرجع بعضهم سبب ظهورها إلى قتل الكلاب الضالة والقطط التي كانت تتغذى عليها، ما أدى إلى انتشارها.
وحذر الدكتور عمر تمام، خبير الحياة البرية، وعميد معهد الدراسات البيئية في جامعة السادات، من التعامل مع ثعبان "الطريشة" السام، مشددًا على ضرورة الابتعاد عنه مترًا على الأقل وطلب النجدة حال رؤيته علي الفور. 
وأشار " تمام "، إلى أن السبب في ظهوره يرجع لانتشار القوارض وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف والتوسع في الصحراء، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق بقتل الكلاب الضالة.
ووصف خبير الحياة البرية ثعبان "الطريشة" بانه يشبه لون التراب الأصفر، وجسمه قصير، ولا يتعدى طوله 20 سنتيمترًا ويغطي جسمه بالأشواك".
واكد إن ثعبان "الطريشة" منتشر في كل ربوع مصر؛ خصوصًا المحافظات ذات الظهير الصحراوي، مشيرًا إلى أنها من عائلة الحية السامة التي تعتمد على مهاجمة ضحيتها من خلال عض أقرب جزء منها، مستخدمة أنيابها المتحركة التي تميزها عن عائلة "الكوبرا".
ولفت " تمام "، الى أن الثعبان منتشر بداية من الوجه البحري والساحل الشمالي حتى حلايب وشلاتين؛ لكنه يميل إلى التواجد في الظهير الصحراوي، وظهر في الأونة الأخيرة بمدينة السادات والمعادي والتجمع الخامس بمحافظة القاهرة.
وأردف أن خطورة "الطريشة" تتمثل في أن سمها يحتوي على مادة حارقة تشبه "مياه نار" تقتل الأنسجة الملامسة لمكان العضة، وينتشر خلال ساعتين في الجسم كله من مكان العضة، ما يتطلب قطع الجزء المصاب للحفاظ على حياة الضحية من الوفاة.
وقال "شبلي"، وهو أحد المهتمين بالحياة البرية ويقطن بالتجمع، في مداخلة هاتفية مع تامر بشير، عبر برنامج تربو، أمس الأربعاء، على نجوم إف إم: البوستات المنتشرة مفبركة ومن بدأها له غرض غير صحيح مفيش حاجة ظهرت في التجمع بهذا الشكل المخيف الذي يردده البعض، مفيش أي حاجة حصلت من موضوع تسميم الكلاب وبالتالي البوست غرضه عمل بلبلة بين الجمهور، وثعبان الطريشة لا يتسلق على السيارات كما هو مكتوب في البوست على فيسبوك.
وأضاف: الطريشة كائن لا يطيق البشر أو الازعاج الحركي ومجرد ما حصل انتشار عمراني في التجمع هربت لحدود بعيدة عن المدن، ولما حصلت السيول من سنتين في التجمع البعض أيضا أشاع ظهور الثعابين وهذا أيضا لم يكن صحيحا.
وأردف: الكلاب الضالة عليها لغط كبير جدا، يجب أن نفرق بين نوع الكلب وحالته، وإنه ضال أي ليس له صاحب فهو يعمل مشكلة في المدن فلو أخذته عندي يعيش معي هو مشكلة، ولكن آخرين يعملوا هجمات على البشر، ومفيش علاقة بين الكلاب الضالة والثعابين التي تعيش في البرية، والكلاب اللي في الشارع تتغذى على الزبالة وليس غيرها ولذلك هي منتشرة في الشوارع لأننا ليس لدينا إدارة جيدة في إدارة المخلفات العضوية، لازم نتعلم ندير مخلفاتنا ونتخلص منها وفيه دور على الحكومة والمسؤولين وبهذا الأعداد البلدي لن تزيد في الشارع سنعود بشكل متلائم وكانوا سابقا غير منتشرين بهذا الشكل، والكلب لو شاهد ثعبان سيقوم بالغريزة بافتراسه ولو الثعبان سام فالكلب سيموت بالطبع ولكن إن كلاب الشارع هما اللي بيحمونا من الطريشة هو كلام غريب.
كان المهندس عادل النجار، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، قد أكد في تصريحات صحفية إن ظهور الثعابين والقوارض فى الصحراء أمر طبيعى، خاصة فى المناطق التى يتواجد بها مراحل بناء، وهو ما أكده عدد من المهندسين وشركات المقاولات التى تعمل فى المشروعات داخل مدينة القاهرة الجديدة.
وبدورها، أكدت وزارة البيئة، أن انتشار الثعابين فى بعض القرى والمحافظات، ليس سببه قتل الكلاب الضالة؛ إنما الزحف العمرانى الذى انتشر خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الغيطان بها ثعابين لكننا لا نراها، لوجود نسبة رطوبة مرتفعة فى التربة، وبالتالى تظل مختفية بها على مسافات عميقة، قائلة: إن الكلاب الضالة لها شقين، الأول ضار عند دخولها للمحميات الطبيعية مثلا، نظرا لقتلها بعض السلاحف والحيوانات، أما الشق الثانى وهو يؤكد ضرورة وجود الكلاب لإحداث توازن بيئى، مشيرة إلى أنها تدرس حاليا أبحاثًا وتجارب استخدمتها دول أخرى للتخلص من الكلاب الضالة دون الإضرار بالتنوع البيولوجي.
وأوضحت مصادر بوزارة البيئة، أن ظهور تلك الزواحف، أصبح أمرا معتادا فى مثل هذا التوقيت، من كل عام، باختلاف مناطق ظهورها، حيث شهدتها العام الماضى محافظة البحيرة، والعام الحالى ظهرت بالتجمع الخامس، لافته إلى أن الإنسان هو من يتجه للمناطق التى تعيش بها تلك الكائنات، وسلوكه حول أى تجمع سكنى مثل تجمعات مقالب القمامة، والتى بالطبع تُصبح مأوى للكثير من الحشرات والقوارض كالفئران، وتُصبح جاذبة للكائنات التى تفترسها، والتى من بينها الثعابين.
وأضافت: من المفترض أن هناك كائنات تفترس الثعابين مثل النمس والثعالب، والعرس التى أحيانا تتغذى على الأحجام الصغيرة منها، ونتيجة لأنها جميعا كائنات يخاف منها البشر، يتم قتلها، مما يساعد فى انتشار تلك الكائنات لغياب مفترساتها، خاصة أنها لا تظهر إلا فى موسم التزاوج والصيف، فكلما ارتفعت درجات الحرارة، كلما أصبح هناك فرص أكبر لظهور تلك الكائنات للبحث عن التغذية، ولزيادة أعدادها.
ونفت وجود علاقة بين قتل الكلاب الضالة، وانتشار ثعبان الطريشة، إلا فى حال كانت حملات الحد من أعداد تلك الكلاب تتم باستخدام مواد سامة مثل "الاستركنين"، فذلك يعنى إمكانية القضاء على حيوانات أخرى مثل الثعالب، وبالتالى فأن الإنسان وتدخله بالبيئة، أحدث خللا بيئيا، أدى إلى قتل مفترسات الثعابين، وبالتالى أصبح سببا رئيسيا فى ذلك.
وأرجع الدكتور مجدى علام، الخبير البيئى خلال تصريحات صحفية، انتشار ثعبان "الطريشة" بالتجمع الخامس، إلى ارتقاع درجات الحرارة بطريقة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن درجة الحرارة هى الأعلى منذ عام 1880 مما تسبب في سخونة الرمال، والتى تتخذ منها الثعابين أعشاش لها، وبدأت فى الهروب إلى أقرب منطقة رطبة، كالحدائق فى المناطق السكنية مثلا، ولفت إلى أن استخدام الشيح لا يُبعد الثعابين كما يروج البعض، موضحا أنه يُفضل التواصل مباشرة مع مديرية الصحة، التى يظهر فى محيطها تلك الزواحف، حيث توجد إدارة متخصصة للمكافحة، وحذا من التعامل مباشرة معها لتلافى هجومها.
وقال حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن تقطيع الثوم والبصل ووضعه على أسوار المنزل وكذلك رش النفتالين يبعد الزواحف عن التسلل داخل المنازل.
واكد نقيب الفلاحين خلال تصريحات صحفية، أن الطريشة ثعبان سام وقاتل، وعادة لا يهاجم الإنسان بل يفر عند الإحساس بوجوده ولا يلدغ إلا إذا أحس بالخطر، مشيرا إلى ضرورة توفير الأمصال المضادة للدغات الثعابين وكذلك المبيدات القاتلة للثعابين، خاصة في الأماكن القريبة من الصحاري ونشر التوعية.
ونوة بأنه من الأفضل تربية القطط في المنازل القريبة من الصحراء كعدو طبيعي للزواحف، والحرص الشديد من المشي في الأماكن الرملية نظرا لأن الطريشة لونها مطابق للرمال مما يصعب رؤيتها.
وتابع نقيب الفلاحين: "لا داعي للخوف والرعب من ظهور الطريشة في التجمع الخامس، ورغم خطورة الثعابين، خاصة الأفعى المقرنة "الطريشة" في التجمعات السكانية الجديدة والسادس من أكتوبر والتجمع الخامس، إلا أنها حالات نادرة فـ "الطريشة" تتواجد بالصحاري ولا تعيش غالبا في المناطق المأهولة بالسكان".
واكد انه يمكنها قتل الإنسان فى دقائق معدودة"، موضحا أن من أهم مواصفات ثعبان الطريشة أن لونه لون الأرض فلا يمكن لأحد أن يراه أو يشعر به إلا عند اللدغ، وهذا النوع من الأفاعي لا يهاجم الإنسان إلا إذا قام بمهاجمته.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن الأفاعي لا ترغب فى المعيشة وسط العمران، ولا بين البشر، ونادرًا ما توجد فى المناطق الجديدة لذا لا داعى للخوف والقلق إلا عند ظهورها بكمية كبيرة.
وكشف عن أهم الحلول للوقاية من التعرض لهجوم الطريشة، من أهمها تقطيع الثوم والبصل والنفتالين وتركه بالخارج نظرًا لرائحته النفاذة لتجنب دخول الأفاعى، كذلك يمكن تربية القطط والكلاب في المنازل يبعد الزواحف عن المنازل.
وحذر من الاقتراب من ثعابين الطريشة، حيثُ إن لدغتها ليس لها علاج سوى بتر الجزء الملدوغ، كما أنه عندما يلدغ يموت الإنسان خلال دقائق معدودة، نافيًا جدوى علاج الجزء الملدوغ من خلال الماء والملح أو الصابون أو حتى مصل السموم.
وأكد نقيب الفلاحين أن البدو يحملون السكاكين الكبيرة وعند التعرض للدغ يمكنهم كي الجزء الملدوغ من خلالها حتى لا يتعرض للبتر.
في سياق متصل كشف فريد واصل، نقيب المنتجين الزراعيين، أهم أسباب ظهور "الطريشة" فى مناطق مثل التجمع الخامس و6 أكتوبر؛ مؤكدا أن ارتفاع درجات الحرارة من أهم أسباب ظهورها، إذ تبحث الزواحف على مناطق أقل فى درجات الحرارة.
وناشد نقيب المنتجين الزراعيين، الطب البيطرى وجهاز الطب الوقائي التحرك لإنقاذ أهالى التجمع من هذا الثعبان المفترس لنشر الطمأنينة بين الأهالى، كما طالب باستخدام المصائد المتخصصة فى صيدها علميًا لما لها من تعاملات علمية معينة.
وقال نقيب المنتجين الزراعيين، إن تعرض الإنسان للدغ من قبل هذا النوع من الثعابين لا علاج له، موضحًا أن ثعبان الطريشة ليس نوعا جديدا وإنما موجود فى الصحراء منذ سنوات، ولكن نادرًا ما كانت تظهر فى المناطق العمرانية.
وتنتشر الطريشة بصحاري مصر، ورغم حجمها الصغير بالنسبة لبقية الأفاعي إلا أنها تعد من أخطر الأنواع في سمها، حيث إن سم أفعى الطريشة يستطع قتل الإنسان في دقائق معدودة.
وتسمى الحية المقرنة أيضًا لوجود قرنين أعلى رأسها، وهي تزحف منثنية أي تزحف بانحناء لذلك تسمى عندنا "أُم جنيب"، قصيرة الطول عريضة الجسم والرأس، قصيرة الذيل، دقيقة الرقبة، وعلى جانبي الرأس العريض توجد غدد السم التي ساهمت في زيادة حجم الرأس. 
وتتمتع بجلد أصفر اللون ليمكنها من التأقلم مع طبيعة البيئة الصحراوية التي تعيش فيها، ويتراوح طولها بين "30 - 85" سم. 
وإذا حوصرت الأفعى التفت حول نفسها وحكت حراشفها ببعض لتصدر صوتًا يسمى الكشيش، لتفزع من يقترب منها
وعلقت الفنانة شيرين رضا خلال تدوينة لها عبر حسابها على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وقالت: "القطط والكلاب هما اللي كانوا بيحمونا، ربنا خلقهم يكلوا الحشرات ويقتلو الزواحف، وهو ده التوازن اللي كان باعد عننا الثعابين السامة والعقارب.. ارجوكم متقتلوش خلق الله لأن له حكمة في ذلك".
ويقول أستاذ السموم والأورام الدكتور أحمد شكري، إن هذه الثعابين، رغم قصرها وصغر حجمها، قوية جدا، ويمكن لسمها أن يقتل الإنسان في دقائق، كما أن لعضتها تأثيرًا أكبر مما تخلفه 6 آلاف عضة كلب، وهي قادرة على التكيف والتخفي في الرمال بفضل لونها الأصفر.
ويوضح شكري أن الكلاب الضالة، وإن لم تكن عدوًا طبيعيًا لأفاعي "الطريشة" إلا أنها "تشكل مصدر خوف يمنع هذه الزواحف من الاقتراب من المنازل، فالأفاعي بطبيعتها تهرب من أي خطر ولا تهاجم إلا إذا شعرت بتهديد" وأشار إلى أن من أسباب ظهور هذه الثعابين درجات الحرارة المرتفعة.
ونصح بعدم التعامل المباشر مع تلك الحيوانات السامة، وإبلاغ الجهات المختصة، موضحًا أن الإنسان الذي يتعرض للدغة الأفعى يتغير لون جسمه إلى الأسود ويظهر تورم شديد على الجزء الملدوغ قبل أن يلقى حتفه، إذا لم يتم إنقاذه خلال الدقائق الأولى.
وطالب بضرورة المحافظة على نظافة المنزل، وعدم ترك القمامة لأيام أو بقايا القش أو الخشب، والعشب المقطوع، لأنها مأوى الأفاعي المفضل.
وعلقت الفنانة سماح أنور على ظهور أفعى "الطريشة"، بالتجمع الخامس، وشاركت جمهورها بمقطع فيديو لمداخلة أستاذ بمركز البحوث الزراعية، مع الإعلامي عمرو أديب، وتعليقه على ظهور "الطريشة"، وذلك عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقالت: "ربنا مخلقش حاجة مالهاش لازمة.. مبروك عليكوا تعابين الطريشة (وغيره بقى) يا بتوع موتوا الكلاب والقطط اللي في الشوارع.. وحياة ربي فرحانة فيكم جدا".