الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مُنقذ ثورة يوليو "يوسف صديق".. العملاق الأسمر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظل حق العقيد يوسف صديق، أحد أهم أعضاء قيادة ثورة 23 يوليو، مهدرًا لأعوام بسبب خلافه مع أعضائها، حتى فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع ومنحه قلادة النيل عام 2018، خلال الاحتفال بالعيد 66 لثورة الـ 23 من يوليو، فقد أهمله التاريخ ولم يذكر اسمه، ولم يعطه حقه، رغم دوره المهم فى تلك الليلة المجيدة والخالدة، فهو صاحب فكرة التحرك ساعة مبكرًا عن ساعة الصفر التى حددتها مجلس قيادة الثورة، وهو التوقيت الذى أسهم فى إنجاح حركة الضباط الأحرار، واستطاعوا أن يسيطروا على الوضع ويفرضوا شروطهم.
وفى إطار احتفائها بالذكرى السابعة والخمسين من ثورة الـ 23 من يوليو، تلقى «البوابة» الضوء على أحد زعمائها «يوسف صديق» ودوره الريادى فى الثورة، وبالتزامن من ذلك أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب كتابا بعنوان «يوسف صديق» ودوره فى ثورة 23 يوليو 1952 للكاتبة منى مالك، والذى يكشف النقاب بالدراسة أحد رموز الحركة الوطنية العقيد يوسف صديق، والذى يعتبره الكثير من الباحثين بمثابة أيقونة ثورة 23 يوليو، حيث أسهم مع رفاقه فى تغيير مجرى التاريخ.
يوسف صديق شاعرًا
كتب رثاءً فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رغم الخلاف السياسى
كانت شخصية يوسف صديق شخصية ثرية، حيث كان شاعرًا وكاتبًا وزوجًا عادلًا وأبًا حنونا وصديقًا مخلصا، وكانت حياته مليئة بالأحداث والمواقف المرحة، رغم مرضه وصعوبة التأقلم معه إلا أنه لم يجعل المرض يسيطر عليه.
وحاول يوسف صديق جاهدًا أن يقول رأيه تارة فى شعره وتارة أخرى فى خطبه ومحاضراته، أو من خلال دفاعه عمن لهم الحق وتم ظلمهم، ناهيك بأنه لم يكن متفرغًا لكتابه الشعر بل كان يكتبه هاويًا، ويعبر من خلاله عما يجيش بصدره من مشاعر بين الحين والآخر، إلا أن كثيرًا من شعره قد فُقد فى أواخر الخمسينيات حيث تم تدوين أشعاره فى دفتر.
وقد عرض إبراهيم عبدالحميد صاحب دار الفكر للنشر بأن يأخذ هذا الدفتر ويقوم بطباعته فوافق، إلا أن قوات الأمن بعدها قامت باقتحام الدار وصادرت الدفتر واعتقلت صاحب الدار وبعد عدة أشهر تم الإفراج عنه. ورغم ما عاناه يوسف صديق إلا أنه كتب رثاءً فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقد كان وقتها فى موسكو يستكمل علاجه وأصر على العودة إلى القاهرة، وحزن حزنًا شديدًا فقد كان يحب عبدالناصر حبًا كبيرا على المستوى الشخصى بغض النظر عن اختلاف آرائهم السياسية، وظلت فى مخيلته سنوات الكفاح ورفقة السلاح وقال:
«أبا الثوار هل سامحت دمعي.. يفيض وصوت نعيك ملء سمعي.
وكنا قد تعاهدنا قديمًا.. على ترك الدموع لذات روع.
وإن الخطب يحسم بالتصدي.. لهول الخطب فى سيف ودرع.
وكان ليوسف صديق قصيده عبر فيها عن مرارات المأساة التى شعر بها حينما تم إبلاغه بأنه قد رسب فى السنة النهائية بالكلية الحربية وكتب وقتها قصيده قائلًا:
«ختام تخدع يا زمان وأُخدع.. وأرى سرابًا فى القفار واتبع
عودتنى صبر الرسول على الأذى.. علمتنى أن الحياة توجع
أبني.. فتهدم يا زمان معاقلي.. وأجدد البنيان ثم تضعضع
لا أنت تخضع يا زمان لهمتي.. أبدًا.. ولا أنا للنوائب أخضع.
انضم العقيد يوسف منصور صديق إلى تنظيم الضباط الأحرار فى أوائل عام ١٩٥٢، وأوكل إليه دورًا ثانويا فى ليلة الثورة، حتى شاءت الأقدار أن يتحول هذا الدور إلى دور رئيسى استطاع أن يكون سببًا فى نجاح الثورة وتحقيق أهدافها، ففى ليلة الثورة، وصل الخبر إلى الملك فاروق، والذى أعطى أوامر بالقبض على أعضاء التنظيم واعتقالهم، وكانت سرعة البديهة وفطنة «يوسف صديق» بالتحرك مبكرًا عن ساعة الصفر بساعة كاملة، واتجه نحو مبنى قيادة الجيش بشجاعة وفدائية لا نستطيع وصفها، رغم مرضه الشديد وألقى القبض على رئيس هيئة أركان حرب الجيش وقيادته، وهو الشيء الذى جعل أعضاء التنظيم يسرعون إلى ضمه لمجلس قيادة الثورة.
ورغم هذا الدور الكبير الذى نتطرق إلى تفاصيله فى السطور القادمة، فلم يتم ذكره سوى ببعض المقالات القليلة، فذكره الكاتب محمد حسنين هيكل فى مقالة نشرت بمجلة آخر ساعة بعنوان: «من هم ضباط محمد نجيب»، والكاتبة سهير الإسكندرانى فى مقالة بعنوان «أكثر من اعتذار للبطل يوسف صديق»، والتى نشرت بجريدة الوفد، وأخيرا الكاتب الصحفى محمود حامد كان قد فرد له مقالًا بعنوان «أوراق يوسف صديق.. المظلوم حيًّا وميتًا» والتى نشرت بجريدة الأهالى عام ١٩٩٩.
العملاق الأسمر
وذكره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى الاحتفال بعشر سنوات على الثورة، وبالتحديد فى عام ١٩٦٢ حيث قال: «إن يوسف صديق لعب دورًا أساسيًا فى إنجاح ثورة يوليو»، وقال عنه الكاتب الصحفى محمود حامد فى مقالته «أوراق يوسف صديق.. المظلوم حيًّا وميتًا»: «إن قصته تستحق أن تُروى وأن تعرفها الأجيال الجديدة؛ لتعرف من خلالها قصة واحد من فرسان مصر العظام، فهو فارس وشاعر مؤثر تجرد من الخوف والطمع، فلم يستطع أحد أن يرهبه أو يشترى ضميره»، ووصفه محمد حسنين هيكل بالعملاق الأسمر، عملاق طويل عريض، لفحته الشمس فى معسكرات الجيش، فجعلته أشبه ما يكون بتمثال من البرونز لفارس مُحارب مدرع من القرون الوسطى، دبت فيه الحياة بمعجزة فخرج إلى عالم المغامرات.
نشأته
ولد يوسف صديق فى يوم الثالث من يناير عام ١٩١٠، فى قرية «زاوية المصلوب» بمحافظة بنى سويف، ووالده هو اليوزباشى منصور يوسف حسن الأزهرى، وجده الأكبر هو الشيح حسن الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، وكان قاضيًّا فى عهد الخديو محمد توفيق، فنشأ صديق فى جو ملىء من بالمثقفين والشعراء والعلماء والخطباء، وبعد أن أتم دراسته الثانوية أراد الالتحاق بالكلية الحربة، ورغم أن هذا القرار قد قوبل بالرفض إلا أنه أصر على قراره الذى كان نابعًا من قناعته بأن القوة هى الحل لإجلاء المستعمر، وبالفعل سلك يوسف الحياة العسكرية، فتخرج منها برتبة ملازم ثان، وتم تعيينه بالسلوم عام ١٩٣٣، وفى عام ١٩٣٩ عُيّن كأستاذ لمادة التاريخ العسكري، وتتلمذ على يديه الكثير من الضباط منهم وحيد رمضان، والصاغ حسن أحمد دسوقي، وكان تلاميذه ينتظرون المحاضرة بشغف كبير لتمتعه بأسلوب شيق وممتع، ويجعل من يستمع إليه وكأنه يعيش الحدث التاريخى من حسن لباقته وطريقه سرده للأحداث.
وفى عام ١٩٤٠ عُين أستاذًا بالكلية الحربية وبعدها بعامين التحق بكلية أركان حرب، وشارك يوسف فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨ واستطاعت كتيبته فى التوغل إلى الأراضى الفلسطينية، واحتلت نقطة مراقبة على خط الدفاع بين المجدل، وإسدود، وكانت كتيبته بين ثلاث مستعمرات يهودية، وهو الموقع الذى تسبب فى خسائر كبيرة لليهود، حيث أنشأ ما سمى فيما بعد بـ «نقطة الملاحظة» O.P، وكان ما قام به صديق محل إشادة من القيادة العامة لحرب فلسطين، وقاموا بإرسال بعض الضباط إليه ليتدربوا على هذا الأسلوب التكتيكى الناجح.
مثقف واع
وكان يوسف صديق مثقفًا وواعيًّا يعرف ماذا يريد، مؤمنًا ولديه منطق ليُخضع كل ما يمر به للنقد والتحليل فلم تتأثر عقيدته بأى من الأيدولوجيات الكثيرة التى كانت تحيطه رغم انضمامه لمنظمة «الحركة المصرية للتحرر الوطنى» «حدتو»، والتى تركها عندما وجدهم انقسموا على أنفسهم ووجد أن هناك تناقضا حول مفهوم التحرر الوطنى الذى تبنته، كما أنه لا يتفق مع تبنيها لهدف الوحدة العربية، فى ظل وجود الاحتلال الصهيونى بقلب الوطن العربي، وهو ما جعله يُعيد النظر مرة أخرى وأدرك أن هذا الاتجاه لا يتناسب مع ثورته الداخلية، وهو الشيء الذى جعله يوافق على الانضمام للضباط الأحرار فيما بعد.
الضباط الأحرار
وبالفعل عرض «وحيد رمضان» على يوسف صديق الانضمام إلى الضباط الأحرار فى عام ١٩٥١، وكان لم يكن يعلم بوجود التنظيم نظرًا لتواجده فى السودان ومنقباد، وبالفعل التحق بهم فى أكتوبر من نفس العام، ووجد «صديق» ضالته فى انضمامه لتنظيم الضباط الأحرار لاسيما بعد الوضع المتردى التى حالت إليه البلاد من تدهور فى ظل وجود المستعمر، فوجد فيه الأمل والفرصة التى كان يبحث عنها، لتفجير طاقته الثورية والوطنية.
الليلة الأخيرة قبل ثورة يوليو
قدم يوسف صديق فى يوم ثورة ٢٣ يوليو دورًا كبيرًا فى إنجاح الثورة، وهو الدور الذى وثقه معظم الضباط الأحرار عبر رواياتهم وشهاداتهم التاريخية، ومنها رواية الصاغ جمال حماد، واليوزباشى محسن عبدالخالق، والبكباشى جمال عبدالناصر، ورواية الصاغ حسن الدسوقي، والصاغ صلاح السيد، والصاغ صلاح محمد نصر.
وفى ليلة ٢٠ من يوليو.. وقبل اندلاع الثورة بثلاثة أيام قام البكباشى جمال عبدالناصر والصاغ عبدالحكيم عامر بزيارة البكباشى يوسف صديق فى منزله، ووجداه غارقًا فى دمه، إذ عاوده نزيف الرئة مرة أخرى، وكانت تلك الزيارة ليخبراه بالموعد النهائى للحركة، لكن عندما وجداه على تلك الحالة، وأرادا أن يعفياه من الدور المقرر له القيام به ويوكلا أحد الضباط الصغار من قوته للقيام به، وكان الدور بسيطًا ولا يلزم رتبة كبيرة للقيام به، ألا وهو تأمين مبنى رئاسة الجيش عقب احتلالها، لكن يوسف رفض، لأنه هو ذلك اليوم الذى طالما حلم به طوال حياته العسكرية، وأخبرهما أن خبرته مع مرضه تُمكنه من القيام بواجبه دون أن يضطر لدخول المستشفى.
وانتهى اجتماع لجنة قيادة الثورة الأخيرة فى الساعة الثالثة والنصف يوم ظهر الثلاثاء ٢٢ يوليو، وتقرر عدم الاتصال بين الضباط تليفونيًّا، حتى بدء ساعة الصفر، وحدث أن تسرب موعد الحركة وتحرك الجيش، وذلك قبل اللحظات الأخيرة قبل الانطلاق، فقد علم الملك بأمر الحركة، حيث تم تسريب إلى القصر بوجود تحركات للجيش فى ليلة ٢٢ من يوليو ووصل الخبر إلى القصر فى تمام الساعة التاسعة مساءً، وقام الملك بإصدار تعليماته إلى الفريق حسين فريد باتخاذ الإجراءات اللازمة، فقام بعقد اجتماع فى الساعة العاشرة مساءً بمبنى القيادة العامة بكوبرى القبة.
وفى تلك الأثناء كان البكباشى يوسف صديق كان قد وصل فى التاسعة مساءً إلى مقر الهايكستب، وعندما سئل عن سبب حضوره قال إن البلد فى حالة طوارئ، وكانت فرقة يوسف صديق هى القوة الوحيدة التى بدأت بالتحرك مبكرًا عن باقى الوحدات، وقبل وصول اللواء عبدالرحمن مكي، إلى بوابة معسكر الهايكستب، وقام يوسف صديق باعتراض سيارة اللواء وقام باعتقاله، ولم يكن يعلم وقتها بأن أمر الحركة قد انكشف للملك وقد أصدر أوامره بوأدها والقضاء عليها، ما أعطى للضباط الأحرار الفرصة للدخول إلى المعسكرات والسيطرة على وحداتها وأصبحوا قوة لا يمكن الغلب عليها، وذلك بسبب تأخير الفريق حسين فريد فى إصدار تعليمات الملك مبكرًا.
كلمة السر
وقبلها قد تم إبلاغه بساعة الصفر وهى الثانية عشرة من منتصف ليلة ٢٢ يوليو، وليست الساعة الواحدة من ٢٣ يوليو وأن كلمة السر هى «نصر»، كما تؤكد رواية اليوزباشى عبدالمجيد شديد وكان واحدًا ممن اشتركوا فى أحداث ليلة ٢٣ يوليو، فى مقدمه الكتيبة الأولى مدافع ماكينة، حيث قال فى شهادته: «الحقيقة إن يوسف صديق كان يعانى نزيفًا حادًا ظهر يوم ٢٢ يوليو، وذهبت معه إلى صيدلية فى ميدان سفير، ووقتها أخذ حقنة، فتحسنت حالته، وتمكن من القيام بدوره التاريخى فى الثورة».
وقام بإعداد خطة وقسم فرقته إلى ثلاثة فصائل، الفصيلة الأولى تقوم بالالتفاف حول مبنى القيادة من الخلف وتقفل الطريق عند باب السوارى لمنع تدخل أى قوات، والقبض على أى ضابط من غير الأحرار، أما الفصيلة الثالثة فكانت وظيفها قطع الطريق أمام الكوبرى وتقوم بمنع أى قوات آتية من اتجاه مصر الجديدة أو كوبرى القبة، والقبض على أى رتبة من غير الضباط الأحرار.
أما الفصيلة الثانية، فكانت وظيفتها بأن تقوم بمهاجمة القيادة تحت قيادته، وجعل الفصيلتين الأولى والثالثة تحت قيادة اليوزباشى عبدالمجيد شديد، وعندما وصل يوسف صديق إلى مكتب القائد وجدوا الباب موصدًا وبدء إطلاق النار، وبعدما دخلوا وجدوا أربعة مناديل بيضاء تطل من وراء مظلة «برفان» وخرج الضباط وكان على رأسهم الفريق حسين فريد، والذى كان ثابتًا، وقال عنه يوسف صديق: «إنه كان من أشجع الضباط الذين قابلهم فى ليلة الثورة».

بداية السقوط
وبعد ذلك جلس يوسف صديق على مقعد رئيس أركان حرب الجيش، وهو الأمر الذى أعطى دفعه قوية للثورة، إذ إن جلوسه هذا يعبر عن سقوط أخطر مركز للسلطة بين أيدى الضباط الأحرار، وبدأ فى إعطاء الأوامر فلم يعد فى القاهرة مركز آخر لإعطاء أوامر مضادة للثورة، وبهذا حقق صديق عملًا تاريخيًّا مهمًا، أسهم بشكل كبير ومباشر فى إنجاح ثورة ٢٣ يوليو، فقد كانت شجاعته الحاسمة عاملًا من عوامل نجاح الثورة بالرغم من الآلام التى كان يشعر بها فى صدره.
ورغم توافق معظم شهادات الضباط الأحرار حول دور يوسف صديق فى الثورة بما فيهم جمال عبدالناصر إلا أن رواية الرئيس السادات هى الأغرب على الإطلاق والأبعد تماما عن الحقيقة، حيث إنه ذكر دور عبدالحكيم عامر فى اقتحام مبنى قيادة الجيش، تحت عنوان البطل الصامت فى مذكراته التى نشرها بكتابه قصة الثورة كاملة، وما ذكره لا يحتاج إلى عناء كبير لإثبات مدى بعده عن الحقيقة، إذ يكفى إغفاله لاسم يوسف صديق وطمس معالم دوره طمسًا تامًا رغم ما يعلمه الجميع من أنه هو قائد عملية الاقتحام، وبطلها دون منازع، وأنه جاء على رأس القوة من تلقاء نفسه وقبل موعد الحركة بساعة.
استقالة
وبذلك دخل يوسف صديق التاريخ بعد أن لعب دورًا مهمًا بما قام به فى ليلة ٢٣ من يوليو، لتبدأ مصر مرحلة سياسية جديدة، بعد انضمامه لمجلس قياده الثورة، حتى قام بتقديم استقالته اعتراضا على سياسة مجلس قيادة الثوة، ورأى وقتها المجلس أن يكون أمر الاستقالة سرًا، واقترحوا عليه بأن يذهب إلى أسوان، وبعد أن أصر على موقفه بإعلان استقالته قاموا بإرساله إلى سويسرا، بدعوى العلاج، وعندما طالب بالعودة إلى مصر لم يجيبوا عليه، فطلب أن تكون إقامته بأى بلد عربى فسافر إلى لبنان وتم إرسال زوجته، إلا أنه قرر العودة إلى مصر دون علم قيادة الثورة، وعاد ليقيم فى قريته، وهناك تم تحديد إقامته، وسرعان ما تم اعتقاله فى أبريل عام ١٩٥٤، عقب تصريحاته للخروج مما عُرف تاريخيًا بأزمة مارس، والذى طالب فيها قيادة الثورة بضرورة عودة الجيش إلى ثكناته للقيام بدوره.