الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الجوائز العربية الكبرى وأثرها".. أمسية بـ"الأعلى للثقافة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استضاف المجلس الأعلى للثقافة بأمانة وحضور الدكتور هشام عزمي، أمسية ثقافية ضمن سلسلة أمسيات الصالون الثقافي العربي الذى تقيمه سفارة جمهورية العراق بالقاهرة، وجاءت الأمسية تحت عنوان: "الجوائز العربية الكبرى وأثرها في نهضة الثقافة".

أدار النقاش الدكتور قيس العزاوي، السفير العراقي والأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، وشارك فيها كل من: الدكتور صلاح فضل، والدكتور جابر عصفور، بجانب حضور كوكبة من المثقفين والفنانين والدبلوماسيين والسياسيين، من بينهم: الدكتور محمد عفيفى، الدكتور محمد الخولى، الدكتور أنور مغيث، الدكتورة هالة فؤاد، الفنان محمود حميدة، الدكتور أحمد نايف الدليمى، سفير جمهورية العراق بالقاهرة، الدكتور أحمد التازى، سفير المملكة المغربية بالقاهرة، المفكر السياسى جورج إسحق.

بداية تحدث الدكتور صلاح فضل، متناولًا عددًا من العناصر التى يتم تقييم الجوائز الثقافية على إثرها، وتتمثل هذه العناصر فى ماهية الجهة المانحة للجائزة، وحجم ما تتمتع به من مصداقية جمعية، وبعد ذلك يأتى ثانى معايير تقييم الجوائز الثقافية وأهمها، وهو باختصار ألا تعتمد شروط منحها على التمييز بين البشر بصوره المختلفة، سواء كان من حيث الجنس أو العرق أو الدين أو الجنس وما إلى ذلك، وشدد فضل على ضرورة أن يحل التميز بدلًا من التمييز؛ بمعنى أن يكون الاحتكام لتميز المرشح للجائزة فى مجاله دون أى تمييز مرفوض، وفى مختتم كلمته قدم الناقد الأدبى دعوته إلى الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، لإنشاء أكاديمية تختص بشؤون الجوائز العربية كافة؛ حيث إننا نجد العديد من الجوائز العربية الرفيعة التى ينقصها وجود كيان أكاديمي مثل جائزة الملك فيصل، وهنا استشهد بأكاديمية "نوبل"، التى لها الفضل الأول فى اكتسابها المقام الأول بين جوائز العالم أجمع، كما قدم دعوته إلى سفراء الدول العربية الشقيقة مقترحًا تقديم الأوسمة لرموز الفكر والعلم، الذين يحصدون جوائز رفيعة مثل جوائز الدولة التقديرية والنيل، كنوع من العرفان بما قدمه هؤلاء لأوطانهم والعالم العربى والإنسانية بشكل عام، وأنهى كلمته بتوجيه التحية للدكتور جابر عصفور والدكتور مفيد شهاب والدكتور أحمد نوار، على حصدهم جوائز النيل فى مجالاتهم مؤخرًا، وأوضح أن ثلاثتهم مارسوا السلطة، دون أن يفقدوا قدرتهم على تقديم مشاريعهم المتميزة فى مجالاتهم.

ثم جاءت كلمة الدكتور جابر عصفور، الذي أوضح أنه لا يرى قيمة كبيرة فى الجوائز الثقافية، ثم تساءل إن كان كل الذين يستحقون حصد الجوائز قد نالوها، بالطبع لا؛ فإننا كثيرًا ما نجد أن من لا يستحق قد حصل على ما لا يستحق، وذلك لا نلاحظه فقط محليًا بل عربيًا بشكل عام، وأشار إلى أن رؤيته هذه تتأكد حينما نجد قامات أدبية كبرى لم تحصد الجوائز، وخير دليل على ذلك هو عميد الأدب العربى طه حسين الذى لم يحصد الجوائز إلا أنه استحقها بكل تأكيد، لكنه فطن إلى ما هو أسمى من الحصول على الجوائز وهو العمل بكل إخلاص وتفانى، وهو أيضًا ما انتهجه الأديب العالمى نجيب محفوظ، الذى لم ظل يعمل وينتج أدبه دون السعى للجوائز؛ فسعت هى له من الباب الكبير، وتابع عصفور حديثه حول أهم سلبيات الجوائز، مؤكدًا أنه لا شك أن التربيطات والمجاملات يكون لهما دورًا كبيرًا فى حصد أغلب الجوائز، ثم تساءل إلى متى سيستمر تحكم هذه العناصر البغيضة مثل المجاملات والتربيطات المتغلغلة بالجوائز العربية بشكل عام؟ لذا فإنه فى كل الأحوال يبقى العاقل هو من يحتذى بالكاتب الكبير نجيب محفوظ الذى عكف على مشروعه الأدبي إلى أن جاءته أرفع الجوائز "نوبل" طائعة.

عقب ذلك ذهبت الكلمة للدكتور مفيد شهاب، الذى أكد عمق امتنانه لمشاركته فى هذه الأمسية التى يحتضنها المجلس الأعلى للثقافة، وأشار إلى أن سعادته بحصوله على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية مؤخرًا، وينبع امتنانه الكبير بهذه الجائزة خصيصًا كونه يعتبرها جاءت ليشهد له هذا الصرح الثقافي الكبير بتميز ما قدمته خلال مسيرته الطويلة من مؤلفات قانونية كثيرة، وأشار إلى أهمية تخصيص جائزة منفردة لفرع القانون بشكل منفصل عن فرع العلوم الاجتماعية؛ لأن هذا الأمر يظلم العديد من المتميزين فى العلوم الاجتماعية بتعدد مجالاتها ويظلم القانونيين كذلك؛ خاصة أن القوانين قد تعدد وتفرعت بشكل كبير فى العقود الأخيرة عن ما كان عليه الحال حين أُنشأت جوائز الدولة، واختتم حديثه متمنيًا أن لا تُعلى الجوائز من الفردية فى مجتمعاتنا، وتساءل لماذا لا نجد جوائز جماعية كبرى بذات المستوى، تُمنح مثلًا لأفضل فصل أو مدرسة أو كلية أو جامعة إلخ.

وختامًا تحدث الدكتور أحمد نوار؛ حيث بدأ كلمته، مؤكدًا سعادته الغامرة لوجوده ومشاركته بهذه الأمسية العربية، وأوضح أن الجوائز الثقافية بصفة عامة تعد كشفًا عن القيمة المتميزة للأعمال والمشاريع الأدبية أو الفنية؛ لذلك نطالب جامعة الدول العربية أن ترعى المشاريع الثقافية المتميزة هذه، لكى نجد إصداراتها التي ينبغي أن تكون على مستوى الحدث؛ فلا بدّ من تُكثف جهود جامعة الدول العربية فى هذا الإطار بهدف إحداث عمل جماعى، بواسطة إصدار مؤلفات والمنتجات الفنية للفائزين بالجوائز العربية الكبرى؛ بحيث أن يتم ترجمة هذا الإصدار سنويًا ونشره فى العالم أجمع.