السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

د. خالد بدوي يكتب: خطايا اتحاد الكرة تعصف بأحلام المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تنته البطولة؛ نعم هذا ما قد دشّنته الجماهير المصرية العريقة الذواقة لكرة القدم في بطولة الأمم الأفريقية ٢٠١٩ بعد خيبة أمل كبيرة في منتخب مصر، فانتهاء البطولة بخروج المنتخب المصري من دور الـ ١٦ لم يكن بمثابة المفاجأة على الإطلاق؛ بل كان الاحتمال الأقوي والأكبر في ظِل ظروف كثيرة وغامضة تلاقت جميعها لتنال من فرحة المصريين وعشقهم لكرة القدم. 
كما لم يكن أيضاً احتمال نجاح اتحاد كرة القدم موضع تأكيد ، بل كان الفشل نتيجة حتمية لما نسميه بالفساد والسرقة؛ فساد أفسد على الفقراء رؤية أبناء منتخبهم الوطني يسعد أرواحهم المُنهكة ويداوي جروح أيديهم بعد كَد يوم عمل أو نهار في حقل أو مصنع.
اتحاد كرة قدم يمارس أعضاؤه الفساد بمنهجية متميزة تعتمد على الشللية والمحسوبية؛ وتتظاهر بالشرف وتغتال أموال المصريين في جيوبهم؛ ويتحصلون على عمولات وسمسرة بحَرام المال وانهزام الضمير. 
ولا شك أن قُلت إن أعضاؤه لا يصلحون حتى لتمثيل كرة القدم المصرية حتى على المستوى المحلي؛ فجميعهم يعتمدون على شهرتهم الزائفة من قنوات رجالات الأعمال أو من انتماءاتهم لأندية كبرى في مصر دونما وعي أو تأهيل أو دراية بأسس وأصول إدارة المؤسسات الرياضية.
وحينما اتحدث عن الوعي والدراية ساتحدث عن إرادة سياسية تمثلت في أن يكون وزير الشباب والرياضة أحد أساتذة التربية الرياضية في مصر في تخصص إدارة وتسويق المؤسسات والمنشآت الرياضية؛ ولم تعتمد على اختيار لاعب كرة قدم حاصل على دبلوم أو معهد فني ليكون عضواً باتحاد كرة القدم المصري. 
والجدير بالذكر أن هناك الكثير من أساتذة التربية الرياضية في جامعات مصر نادوا مراراً وتكراراً بفساد الاتحاد منذ زمن بعيد؛ وفي مقدمتهم دكتور محمود متولي الذي لطالما نادي في قنوات التلفاز وندد بفساد أعضاء اتخاد الكرة؛ وقدم العديد من الرؤي والاستراتيجيات لتطوير منظومة كرة القدم المصرية بشكل علمي ومؤسسي يعتمد على التحليل العلمي السليم مُبتعداً عن الهوى ومتجرداً من المصالح الشخصية.
وكان أول من نادي بضرورة تبني مشروع إعداد البطل الأوليمبي والبطل العالمي؛ من خلال مجموعة من الإجراءات والأبعاد المحددة بعمليات الانتقاء وتدريب الناشئين. 
والسؤال هنا: إلى مَتى سيظل اتحاد كرة القدم المصري كالسابِح في بحر الفساد والمحسوبية؛ تارة بعمولات لملابس المنتخبات وتارة بعمولات من مدربين ولاعبين وتارة أخرى بقضايا أخلاقية وتسجيلات صوتية مُهينة. 
إن ما نحتاج إليه الآن هو إعادة تقييم لما حدث في خلال العشر سنوات المنقضية؛ وتحديد أولويات ترميم ما تبقي من الإرث الصالح؛ ثم وضع استراتيجية جديدة لإصلاح وتطوير منظومة كرة القدم المصرية من خلال اتحاد كرة قدم وطني شريف.