أجرى فريق من المركز القومي للبحوث، مكونا من الدكتورة إيمان نصر حسني، ود. ياسر عشري خضرواي، ود. عمر عبدالسلام، ود. حسين جبريل صاوي، دراسة تأثير مستخلص نبات الحشيش (القنب) على مرض الاكتئاب المستحدث في حيوانات التجارب.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن نبات الحشيش يفاقم حالة الاكتئاب، وبدا ذلك جليًا من خلال الانخفاض الشديد في النشاط الحركي في حيوانات التجارب.
ويؤدي تعاطي مستخلص نبات القنب إلى زيادة الشوارد الحرة والتي تؤدى بدورها إلى زيادة الجهد التأكسدي في الأنسجة العصبية، ومن المعروف أن هذه الشوارد الحرة لها تأثير مدمر على الخلايا العصبية.
وأثبتت هذه الدراسة أن مستخلص نبات القنب لم يحدث أي تحسن في انخفاض مستوى السيروتونين وهو أحد أهم الموصلات العصبية المستهدفة في علاج الاكتئاب.
كما أظهرت هذه الدراسة أن تناول مخدر الحشيش في حيوانات التجارب المستحدث بها مرض الاكتئاب أدى إلى زيادة نشاط إنزيم الأسيتيل كولين استيريز في منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، وهذا الإنزيم يكّسر الأسيتيل كولين وهو موصل عصبي، ولذلك فإن زيادة نشاطه عن الحد الطبيعي قد يكون له تأثير سلبي على الذاكرة وبعض الوظائف الادراكية الأخرى، وهذه النتائج قد تفسر زيادة حالات الأنتحار فى الأشخاص الذين يعانون من مرض الاكتئاب ويلجأون إلى تعاطى مخدر الحشيش ظنا منهم أنه يقلل من حدة الشعور بهذا المرض لما له من تأثير جيد على الحالة المزاجية.
ويعتبر نبات القنب والمعروف بالحشيش من أكثر أنواع المخدرات التى يتم تناولها بين قطاع عريض من الأفراد وخاصة الأفراد الذين يعانون من بعض الضغوط النفسية. وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى تناول هذا المخدر لما له من تأثير مريح للأعصاب والأحساس المزاجي الجيد. ولكن ما يغفله الكثيرون ممن يتعاطون مخدر الحشيش أن هذا المخدر له تأثير مدمر للأنسجة العصبية وخاصة بين الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية مثل مرض الاكتئاب.
