الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجزيرة مباشر إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتهدت فى البحث عن تغطية للأحداث الجارية منذ أسبوع فى إسرائيل لكنى فشلت، فجلست ممسكًا بالريموت أتجول بين نشرات الأخبار فى المحطات العربية والعالمية ربما أجد خبرًا واحدًا لكنى أيضًا فشلت، لم يعد أمامى سوى السوشيال ميديا وعلى منصاتها وجدت فيديوهات متناثرة لمواجهات يهود الفلاشا فى إسرائيل مع قوات الشرطة بعد مقتل يهودى من أصول إثيوبية على يد شرطى فى غير مواعيد عمله، وبعد ساعات لحقت منصات التواصل الاجتماعى بالمحطات الإذاعية والتليفزيونية فى تجاهل الأحداث المشتعلة فى الداخل الإسرائيلي، حتى الفيديوهات التى كانت متاحة لم يعد لها وجود، وكأن تعليمات صدرت لفيسبوك وتويتر بتجاهل كل ما يحدث، ومسح ما تم تداوله من فيديوهات وصور فى اليوم الأول من اندلاع الأحداث فى تل أبيب.
كل هذا وارد، فلم يغب عن ذهنى طوال السنوات الثمانى الأخيرة ضلوع إسرائيل فى استخدام منصات التواصل الاجتماعى وبعض المحطات الإذاعية والتليفزيونية فى تأجيج الفتن ونشر الشائعات فى المنطقة العربية، لكن ما أذهلنى هو موقف قناة الجزيرة من الأحداث وهى القناة العربية الوحيدة التى تتعاطى مع الداخل الإسرائيلى من خلال مكتبها الذى تزامن تأسيسه مع تأسيس القناة، وكان للجزيرة السبق فى استضافة إسرائيليين ليكونوا الطرف الثانى فى مناقشة أى مشكلة تتعلق بالقضية الفلسطينية. ذهبت إلى الجزيزة ربما أجد ولو خبرا فى نشراتها الكثيرة، أو إشارة فى شريط أخبارها يشير إلى الأحداث فى فلسطين حيث زادت المواجهات بين يهود الفلاشا وعناصر الجيش والشرطة، وعمليات حرق السيارات واستهداف المتظاهرين قد زادت حدتها، لكن يبدو أن ما حدث مع منصات التواصل الاجتماعى حدث مع الجزيرة، فلا حس ولا خبر.
الغريب أن وجدت ضيوفا إسرائيليين على شاشة الجزيرة، يتحدثون عن مؤتمر الدوحة، وينتقدون التعنت الفلسطيني، وتطرقوا إلى الديمقراطية التى ينعم بها الإسرائيليون، والمذيع لم يجرؤ على الإشارة إلى عمليات قمع يهود الفلاشا، والعنصرية التى يعانون منها.
السؤال الذى أواجهه هو.. لماذا تنتقد تجاهل الجزيرة للأحداث فى إسرائيل وتغض الطرف عن باقى القنوات العربية، وفى المقدمة منها القنوات المصرية؟ وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لا توجد قناة واحدة مصرية أو عربية سبق لها استضافة عناصر إسرائيلية، بالتأكيد هذا لا يعفيها من تهمة تجاهل الحدث، لكن الجزيرة تتعامل مع إسرائيل بشكل مختلف، فتحت شعار (الرأى والرأى الآخر) أججت الجزيرة الخلافات العربية العربية، وجعلت العناصر الإرهابية طرفًا فى نقاشات كثيرة، بل وتبنت آراء هذه العناصر واحتوتها، وتحت نفس الشعار رتع المحللون الإسرائيليون على شاشة القناة يدافعون عن القرارات الإسرائيلية، ويدينون الفلسطينيين، لكن شعار الجزيرة توارى أمام أحداث الفلاشا فى تل أبيب.
الجزيرة مباشر مصر.. أسستها قطر فى القاهرة مع اندلاع أحداث يناير ٢٠١١، وفعلتها فى ليبيا واليمن وسوريا، ودأبت على فبركة الفيديوهات والأخبار ونشرت الشائعات فى كل هذه الدول، وادعت حيادية غير موجودة، وتلقفت تقارير المنظمات الحقوقية التى تمولها قطر والتى تحمل إدانات لمصر وبعض الدول العربية، لكن أمام ما يجرى فى إسرائيل.. التزمت الجزيرة الصمت، ولم نر بثًا مباشرًا من إسرائيل، ولا غير مباشر، ولا حيادية، ولا حتى خبرًا مجردًا لا يحمل رأيًا ولا يحمل رأيا آخر، فأمام كل ما هو عربي.. تصول الجزيرة وتجول، وتفبرك وتزيف، وأمام إسرائيل.. يأتى الصمت، ليلخص وحدة الهدف بين النظام القطرى وسلطة الاحتلال.