الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يونيو.. حتى لا ننسى (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلما أتى يونيو برياحه الساكنة الساخنة وبشمسه الحارقة أتذكر ما كانت عليه مصر لمدة سنة كاملة، بدأت فى 30 يونيو 2012 عقب الإعلان عن فوز محمد مرسى برئاسة مصر وانتهاء بخروج ما يزيد عن الثلاثين مليونًا من أبناء شعب مصر وهم يهتفون برحيله وإقصاء جماعته التى أرادت هدم أركان الدولة المصرية منذ وصول مندوبها إلى سدة الحكم.. وما بين لحظة الوصول ولحظة السقوط سنة كبيسة مليئة بالأحداث والدماء والانهيار والضياع.. سنة بؤس وشقاء ودوامات كانت تقودنا حتمًا إلى قاع مظلم مجهول ولولا وقوف جيش مصر الوفى إلى جانب هذا الشعب العظيم لكانت مصر اليوم تعانى حربًا أهلية بمعنى الكلمة وتعالوا حتى لا ننسى نتذكر سويًا فى نقاط مختصرة مجمل الأحداث التى مرت بها مصر منذ اليوم الذى انتهت فيه انتخابات الإعادة على منصب الرئيس فى 2012 والتى جرت بين الفريق أحمد شفيق ومحمد مرسى حيث سارع أنصار الثانى وأعلنوا فوزه عبر مؤتمر صحفى عقد فجر اليوم التالى للانتخابات ولم تكن عملية الفرز قد انتهت فى كامل الدوائر ولم تكن اللجنة العليا للانتخابات قد أعلنت شيئًا من النتيجة ولكن مرسى وجماعته أعلنوا فوزهم وفى اليوم التالى أقام الإخوان احتفالات مهيبة فى سائر ميادين مصر وصرح خيرت الشاطر بأن الجماعة على ثقة تامة بصحة النتائج التى أعلنتها وأن أى تلاعب أو تغيير فيها سيؤدى إلى حرق مصر، وكلما اقترب موعد الإعلان الرسمى للنتيجة كانت أصوات التهديد والوعيد تعلو، وكان الخوف والهلع يزداد فى نفوس عامة الشعب، ذلك لأن تيارات الإسلام السياسى قد أظهرت قدرة فائقة على الحشد منذ يناير 2011، ولا يمكن لأحد أن يتناسى جمعة قندهار وهتاف «إسلامية إسلامية رغم أنف الليبرالية» والتى أظهرت قوة التنظيم وقدرته على الحشد الجماهيرى وبدا ذلك واضحًا أكثر حين فاز هذا التيار بغالبية مقاعد مجلس الشعب ووصل الدكتور سعد الكتاتنى إلى منصب رئيس المجلس، وكنا نظن أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد، لاسيما أن المرشد العام للإخوان قد وعد بأنهم لن يدفعوا بمرشح فى انتخابات الرئاسة ولكننا فوجئنا باسم خيرت الشاطر، وفى اللحظة الأخيرة تقدموا باسم محمد مرسى الذى كان مجهولًا عند العامة، وذلك بعدما بلغهم أن اللجنة قد تستبعد الشاطر من الانتخابات لصدور أحكام قضائية ضده، فدفعوا بمرسى كمرشح احتياطى لا يحتاج لشرط الحصول على التوكيلات باعتباره رئيس حزب الحرية والعدالة، ومرت الأيام وأعلنت اللجنة العليا عن فوز مرسى بنسبة تقارب من 51%، وفى ذلك اليوم كان الآلاف من أنصار مرسى قد تجمعوا فى ميدان التحرير لسماع النتيجة وبمجرد إعلانها أقيمت الاحتفالات فى ربوع مصر وذهب اللواء نجيب عبدالسلام قائد الحرس الجمهورى السابق إلى منزل مرسى بالتجمع الخامس وكما يقول فى حديثه المنشور بجريدة اليوم السابع فى 29 أغسطس 2014 «صعدت إلى الدور الثانى حيث كان يسكن وهناك قابلت أحمد عبدالعاطى الذى أصبح مديرًا لمكتب الرئيس، بعد ذلك وأسعد شيخة الذى أصبح نائبًا لرئيس الديوان وعصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية، بعد ذلك وخالد القزاز سكرتير الرئيس فيما بعد وشعرت منذ البداية أن تلك المجموعة هى التى تدير وهى التى ترسم الخطط وانتظرت فى الصالون وبعد قليل خرج محمد مرسى من غرفته وجاء إلى الصالون وصافحنى وجلسنا سويًا ومما قاله مرسى لقائد الحرس بأنه ينوى أن يحلف اليمين فى ميدان التحرير فقال له «هذا أمر يتعارض مع الإعلان الدستورى الذى يوجب على الرئيس أداء القسم أمام المحكمة الدستورية فى غياب مجلس الشعب، ولكن مرسي لا يريد الذهاب إلي المحكمة الدستورية التي حلت مجلس الشعب وهاجمها الإخوان بضراوة وفى هذا التوقيت اتصل الرئيس الأمريكى أوباما بمرسى على تليفونه الثريا خلال وجود قائد الحرس معه، ولم يستطع مرسى صبرًا حتى موعد القسم، فذهب فى اليوم التالى إلى قصر الاتحادية ودخل إلى مكتب الرئيس وراح يستطلعه بنفسه ودخل إلى الحمام وقاعة المؤتمرات ثم جلس على كرسى المكتب الذى كان يجلس عليه مبارك وكان فى حالة من الذهول وكأنه لا يصدق أنه قد أصبح رئيسًا للجمهورية وأخذ يسأل عن مخصصات رئيس الجمهورية وعن المزايا التى يحصل عليها وعن موظفي الرئاسة وعندما حل موعد القسم بالمحكمة الدستورية، أشعل مرسى فتيل أزمة جديدة حين طلب أن يكون القسم سريًا وألا يعرض على شاشة التليفزيون أو يتم تصويره وهنا رفضت الدكتورة تهانى الجبالى هذا الأمر وعارضته بقوة وهدد بعض أعضاء الجمعية العامة للمحكمة بالإنسحاب من الجلسة إذا حدث ذلك، فاضطر مرسى للموافقة ولكن انقطع التيار الكهربائى فجأة أثناء أداء اليمين وهذا ما كان يريده مرسى ولكن المولد الكهربائى أعاد التيار مرة أخرى فى سرعة البرق فتحققت رغبة المحكمة، وبعد ذلك ذهب مرسى إلى جامعة القاهرة للاحتفال به فى وجود كبار رجال الدولة ورموزها، ووجه خطابه الأول للشعب المصرى بعد تنصيبه رئيسا لمصر وغادر مرسى جامعة القاهرة إلى مقر القيادة المركزية العسكرية. وللحديث بقية.