رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ادعموا رئيسكم وأكرموا ضيوفكم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفوز ببطولة الأمم الأفريقية أمنية كل مصرى، لكن الأهم من الفوز هو استثمار الحدث، خاصة بعد أن عادت مصر إلى حضن القارة السمراء بعد إهمال استمر عقودا، لقد أدرك الرئيس السيسى منذ البداية أهمية أفريقيا فجعلها قبلته، وصل ما انقطع، ووطد ما اتصل، كانت زياراته لدولها هى الأكثر، واستقباله لزعمائها هو الأهم.
عام ٢٠١٩ هو عام أفريقيا، هذا ما أقرته مصر عندما أدركت أهميتها فى عالم لا يعترف إلا بالقوة، ولا يخشى إلا التكتلات، لذلك لم تخل مناسبة مصرية من التواجد الأفريقى، ولا تمر مناسبة أفريقية إلا بتواجد مصرى، فى السنوات الخمس الأخيرة انصهرت مصر مع شقيقاتها الأفريقيات، فكانت النتيجة عشرات الاتفاقيات التى أعادت اللُحمة لأبناء التاريخ الواحد والجغرافيا الواحدة، وكانت الاقتراحات التى تترجمها الجدية فيما بعد إلى مبادرات.
عادت مصر، بعد مقاطعة الاتحاد الأفريقى لها، رئيسة له، وصارت أسوان عاصمة للقارة، وها هو القدر يأبى إلا أن يتوج حالة الوصل هذه باستضافة مصر لبطولة الأمم الأفريقية بعد سحبها من الكاميرون التى لم تكن جاهزة لاستضافتها.
تعالوا كمصريين نبحث عن دور نوطد به العلاقات، ونفتح ما أغلقته الخلافات السياسية من قنوات، ونتوج ما بذله الرئيس من مجهودات، ولا أفضل من بطولة الأمم الأفريقية فرصة نلعب من خلالها هذا الدور.
لقد امتلأت مدرجات الملاعب المصرية بالأشقاء الأفارقة، جاءوا لتشجيع منتخباتهم، تعالوا نصافحهم، نحسن ضيافتهم، نستضيفهم فى منازلنا، نسير معهم فى شوارعنا، وبين آثارنا، وعلى شواطئ النيل شريان حياتهم وحياتنا.
لا بد أن يشعر الأشقاء الأفارقة أن مصر أصبحت مختلفة، وأن التعامل معهم لم يعد يفرضه سوى المصير الواحد، وأن ما مضى من تعالٍ وكبر لم يعد له مكانًا فى مصر الجديدة.
تعالوا نشجع كل المنتخبات، نضمر تحيزنا ونصفق للعبة الحلوة من لاعبينا أو لاعبيهم.
تعالوا نفتح معهم صفحات صداقة، نتبادل الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف لنتواصل ونتزاور ونتقارب.
كنت أتمنى أن تتكاتف الأحزاب من أجل هذه المناسبة، تطلق مبادرة لاستضافة مجموعات من الشباب الأفريقى الذى جاء خلف منتخباته، ينظمون لهم جولات سياحية، ويتحدثون معهم عن المتغيرات السياسية التى شهدتها مصر مؤخرا.
كنت أتمنى أن يكون لوزارة السياحة دورًا ولو تناست تذكرها لجنة السياحة بالبرلمان.
كنت أتمنى أن يكون للجامعات دورا، ولوزارة الشباب دورا أكبر فى هذه المناسبة التى تستحق منا استثمارا مختلفا يدعم جهود القيادة السياسية طوال السنوات الخمس الماضية، ويزيل شوائب سياسية عكرت صفو العلاقات.
ها هى أفريقيا الغنية بمواردها العفية بما فى باطن أرضها الواعد اقتصادها قد جاءتنا.. فتعالوا نحتضنها، ونجعل من جماهيرها سفراء لنا.
تعالوا نلحق بالصين وأمريكا وإسرائيل واليابان، فهذه الدول سبقتنا إلى أبناء جلدتنا، تقيم المشروعات وتعقد الصفقات وتمتص ما فى باطن أرض أفريقيا من خيرات.
تعالوا نستثمر فى طاقات الشباب، لنكمل ما بدأته منتديات شرم الشيخ للشباب التى أتت بشباب أفريقيا ليتحاور مع نظيره المصرى، يحلمون سويا ويقترحون ويتناقشون فى قضايا مشتركة.
الشباب الذى جاء خلف منتخباته قادر على اختصار المسافات، وبإمكانه زرع مصر فى قلب أفريقيا، هم مستعدون ومرحبون ومنتظرون، فقط.. علينا أن نبادر.