الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ست المُلك وعظيمات مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تساقطت قطرات الندى المعطرة بنسيم الرضا فوق الشباك الزجاجى المكسور، وتسربت بين فتحاته الشفافة لتسقط على جبين امرأة وكأنها قبلة نورانيّة تحتسى وجهها الطيب.. استيقظت ست الكل ونفضت عن ملامحها غبار الأيام وابتسمت وذهبت لتتوضأ، وختمت صلاتها بالحمد لله. 
امرأة من نساء مصر اللاتى حملن على أكتافهن مخاض ثورات مصر المحروسة منذ تذوق الجنين المصرى الأول حلاوة الحروف الثلاثة (م ص ر) وهو فى رحم أمه، هذه الرحم الذى حملت فى جيناته بكارة الرجولة وحب الوطن. 
استيقظت مصر المحروسة فى يوم من الأيام ونادى المنادى فى الشوارع أن الحاكم بأمر الله نجح فى انتخابات الرئاسة وأصبح حاكما على مصر المحروسة وفزعت الحرافيش من صراخه الدائم فى مكبرات الصوت وتأكيده المستمر أنه أول من استخدم الطوب الموسكى فى زراعة حدائق مصر المحروسة وأول مصرى يخرج بعد صلاة الفجر على قناة CNN. 
ولم تفلح صيحات الحاكم بأمر الله المستمرة فى تحصين نفسه من غضب الحرافيش الذين شاهدوه كل يوم مهرولا نحو مغارة الجماعة الموجودة فى جبل المقطم لمشاهدة النجوم الزاهرة فى سماء القاهرة، واستمر الحاكم بأمر الله فى حملات تشويه الجميع ولم يقف التشويه عند حد الخصوم بل امتدّ التشويه إلى أن طال أخته ست المُلك مما أدى إلى رفع سقف غضب نساء مصر المحروسة من هذا الرجل الذى لا يرى فى المرأة سوى رحيق أنثى العنكبوت.. هذا الحاكم الذى ترك كل مشكلات مصر المحروسة وذهب هو وعشيرته لإباحة جهاد النكاح وزواج القاصرات وكأنه اعتقد هو وإخوان الشياطين أن مصر المحروسة سهلة الاغتصاب مما أدى إلى ثورة نساء المحروسة ضد هذا الحاكم، فخرجت النساء فى الشوارع عام 1021 ميلادية فى مظاهرات جابت قاهرة المعز كما وصفها الجبرتى (بثورة النساء) وجن جنون الحاكم بأمر الله وأمر ميليشيات جماعته بالتصدى لهذه الثورة ولكن لم تنجح سيوف جماعته الإرهابية فى إخماد هذه المظاهرات التى تزعمتها أخته ست المُلك وهجمت نساء مصر المحروسة على قصر الحاكم وقتلوه ولم يعرف التاريخ أو جماعات حقوق الإنسان إلى يومنا هذا أين ذهبت جثة الحاكم بأمر الله ولم تصل لجنة تقصى الحقائق إلى معرفة كيفية إخفاء نساء مصر جثة الحاكم.
وفى عام 1282 ميلادية ثارت نساء مصر المحروسة أيضا على والى مصر الظالم علاءالدين بن كلبك الذى أراد أن يحصن نفسه بإعلان دستورى قلاوونى يمنحه الحصانة ويحميه هو وجمعياته الأهلية من غضب الحرافيش مما جعل حرافيش مصر المحروسة تنتشر فى شوارع وعطوف المحروسة رافعة شعارات يسقط حكم المرشد وجابت نساء مصر المحروسة شوارع القاهرة طولا وعرضا فى حالة تمرد نسائى ضد غطرسة هذا الوالى الذى لا يعرف عن الرجولة سوى التجسس على مصر لصالح إخوان قطر وأردوغان وهرب والى مصر علاءالدين بن كلبك واختبأ فى حرملك السلطان قلاوون ولكن نساء مصر المحروسة أصرت على استلام ابن كلبك ومحاكمته ونزولا لرغبة نساء مصر تم تسليم ابن كلبك لنساء مصر المحروسة ونزل ابن كلبك مرتديا ثيابه الرسمية ونظر لجموع المصريين وابتسم ابتسامة صفراء وبدأ يهندم ثيابه المستوردة من بلاد الفرنجة ويربط أزرار بدلته المعطرة بعطور مشايخ قطر ولكن نساء مصر لم تهتم بهذه السخافات الطفولية وأصرت نساء مصر المحروسة على القبض على هذا الوالى ووضعه فى السجن كما أصرت نساء مصر المحروسة أن يرتدى ابن كلبك الثياب البيضاء الخاصة بنزلاء خانقاه العباسية وأثناء عودة نساء مصر إلى بيوتهن لطم أحد مجانين الجماعة الإرهابية وجه امرأة من نساء المحروسة عند مغارة المقطم. 
ومثلما فعلت الفتاة المصرية ابنة شيخ الأزهر فى عهد الخليفة المستنصر حينما استقطعت من قوتها رغيف خبز لترسله إلى المستنصر فى زمن المجاعة أسرعت هذه المرأة المصرية إلى بيتها البسيط وتذكرت قطرات الندى التى عانقت وجهها فى الصباح واقتربت من صورة معلقة على الجدار صورة ابنها الشهيد الذى استشهد فى سيناء دفاعا عن أرض مصر المحروسة وقبلتها وكتبت فوقها: «تحيا مصر» لتؤكد أن عظيمات مصر أمهات الدنيا وهذا ما همست به أم المصريين إيزيس لحابى العظيم عندما أخبرته أن حواء مصرية.