حاول الكاتب سمير الفيل في مجموعته القصصية الجديدة "حذاء بنفسجي بشرائط ذهبية"، تأمل العلاقات الإنسانية في عالم يموج بالقسوة وسوء الحظ.
وما تكشفه قصص تلك المجموعة الصادرة حديثا عن دار غراب للنشر والتوزيع، بغلاف للفنان عمرو الحو، هو أن الحياة تحمل غرائب لا حصر لها، وحكمتها التنوع ، لذا فنحن أمام أحداث واقعية تحمل قدرا من تعاسة الناس مع لمسات قليلة من الفرح. المجموعة تحتوي على مشاهد مغرقة في شعبيتها، وقماشتها السردية على بساطتها تتسع لمقولات جرى اختبارها في الواقع المعيش حيث اللهاث على لقمة العيش، ورغم التدافع بالمناكب للحصول على المتطلبات الضرورية لاستمرار الحياة، فإن هؤلاء الأبطال بالمعنى المجازي للكلمة، يبحثون عن الحب بطريقتهم.
وصف أحد النقاد سمير الفيل بأنه كاتب الحارة الشعبية ومؤرخ الفقراء، لكن الصفة الأكثر تعبيرا عنه أن لديه قدرة فائقة على إحداث الدهشة وكسر التوقع في أعماله، لأنها تحمل حكايات مرجعها الذاكرة، وربما بعض شذرات من السيرة الذاتية التي تتضافر معا في شكل حكائي بديع، يمتزج فيه الذاتي مع العام.
وتعتمد معظم قصص المجموعة على طابع اللقطة، و تحويلها من حادث عابر إلى قضية أو معنى فلسفي، فسمير الفيل يجيد نسج خيوطه وما ينداح من وعيه، و ما استبطن في أفكاره.
