الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

«يقتل القتيل ويلبس هدومه».. نهاية مأساوية لابن الفيوم

على يد زوجته وعشيقها ..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقل الجثث إلى المشرحة، وظيفة اعتادوا عليها منذ سنوات، مناظر بشعة يرونها دون أن تحرك ساكنًا بداخلهم، وفى تلك الجريمة بات الأمر مختلفًا، جثة سامح 31 سنة، تخرج من الطابق الثالث على نقالة الإسعاف، الدموع تذرف من عيون الجميع من هول المشهد، أحشاء العامل خارج الجسد والدماء تتساقط من "كيس" وضعوها بداخله، واصطف الأهالى يعزفون مقطوعات الحزن والألم على ذلك الشاب الطيب المكافح حسن الخلق.
سامح ابن الفيوم، هو عامل دليفري فى إحدى الصيدليات، ترك بلدته وجاء بزوجته للهرم منذ 4 سنوات من أجل العمل وكسب الرزق، استأجر شقة لتكون عش الزوجية بشارع الزيتون، حياتهم كانت هادئة دون مشكلات، وفى ليلة كانت نهاية لمسلسل الخيانة، الزوجة تستنجد وتصرخ، والضحية ملقى على الأرض والدماء تنزف من جسده، تجمع الأهالى والجيران حوله محاولين فهم حقيقة ما يحدث، حقيقة كشفها القدر، السيدة قمر تخون زوجها بعد 4 سنوات زواج وتتفق مع عشيقها على التخلص منه.
انتقلت "البوابة نيوز" إلى مسرح الجريمة لكشف كواليس وتفاصيل تلك الجريمة البشعة التى هزت منطقة الهرم بالجيزة على لسان الجيران والأهالى وشهود العيان.
الساعة تقترب من الواحدة صباحًا، المنطقة هادئة، لا صوت بها، الأهالى فى منازلهم استعدادًا لتناول وجبة السحور، يدخل الشارع شاب غريب، يقف أسفل العقار، نجلة عمه المتزوجة تنظر اليه من شرفة شقتها، تلقى له المفتاح من الأعلى، ليفتح الباب ويدخل صاعدًا اليها، وبعدها بساعات قليلة صوت غريب غير معتاد يأتى من الشقة، يظن الأهالى أنها مشادة كلامية بين السيدة قمر وزوجها.
فى الحقيقة لم تكن مشاداة كلامية، كما أعتقد الجيران، كانت جريمة قتل مخطط لها بكل تفاصيلها، فالشاب الذى صعد العقار هو العشيق، والسيدة التى ألقت له المفتاح هى زوجة الضحية، أشترك الأثنين فى قتل سامح، 31 عامًا، عامل دليفري، عدة طعنات بسكين فى البطن والصدر أنهت حياته، وضربات متكررة فى منطقة الرأس وتركوه غارقا في بركة من الدماء.
نفذا جريمتهما، ملابس القاتل تشبه ملابس الجزارين غارقة في الدماء، خلعها وارتدى ملابس الضحية حتى لا ينكشف أمره، يتجه نحو "المنور"، محاولًا الاختباء بعيدًا عن الأنظار، يهبط عبر المواسير الى الطابق الأرضي.
الزوجة تحاول إبعاد اصابع الاتهام وآثار الشكوك عنها، تصرخ "الحقونى، زوجى مات"، عشرات الأهالى يسرعون نحو الشقة، واذ بهم يتفاجئون بجثة سامح وبها عدة طعنات فى أماكن متفرقة من الجسد، العشيق يخرج من شباك المنور بالطابق الأرضي محاولًا الهروب خارج العقار، يستوقفه الأهالى، ويسلموه لرجال المباحث.
4 سنوات قضاها الضحية مع زوجته بالمنطقة منذ زواجهما، يخرج لعمله فى السادسة صباحًا ليعود فى الثامنة مساءًا، أحبه الجميع فى المنطقة لحسن معاملته وطيب أخلاقه، وبرغم أنه لم يرزق بالأطفال الا انه كان صابرًا ينتظر كرم ربه، زوجته تعمل فى إحدى محلات الحلويات بجوار العقار الذى تقطن به، ولكنها تركت العمل الشهر الماضي.
الأهالى أكدوا أنها لم يلاحظوا عليها شيئًا يدعو للشك، اما عن العشيق فكان يأتى لزيارتهم فى وقت تواجد سامح وزوجته، ليتفاجأوا به يوم الجريمة مختبًا داخل العقار.
المتهمة تطلب الطلاق من الضحية ولكنه يرفض، يبدو أن حبه لها قد منعه من تنفيذ هدفها، ففكرت في التخلص منه.. مات سامح دون أن يعلم لماذا قتلته زوجته وابن عمها.
الزوجة أمام نيابة الهرم قالت "طلبت الطلاق من زوجى أكثر من مرة لكنه كان يرفض، مؤكدة أنها بريئة من قتله، قائلة: "مليش دعوة هو اللى قتله انا مقتلتوش، إشارة إلى عشيقها "المتهم الثانى"، وأمرت النيابة، بحبسها وعشيقها ٤ أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهما بقتل زوج الأولى، كما أمرت بسرعة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، وانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه لكشف ملابسات الوفاة والتصريح بالدفن عقب انتهاء الصفة التشريحية.
ورد بلاغ الى قسم شرطة الهرم، يفيد العثور على جثة عامل داخل شقته بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت قوة برئاسة الرائد إسلام السيد معاون مباحث قسم شرطة الهرم وبالفحص تبين أن الجثة لعامل 28 سنة، وبه آثار طعنات بسلاح أبيض، وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجني عليه 20 سنة، بالاستعانة بآخر 22 سنة، وبإعداد الأكمنة تم ضبط المتهمين.