الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كنوز باقية| السيد راضي.. صانع النجوم

السيد راضي
السيد راضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
تمتلك مصر من المبدعين والمثقفين وصناع السينما قوة ناعمة غير موجودة بأى مكان فى العالم، بينهم الفنان والمخرج القدير السيد راضي، الذى لم يقتصر نشاطه على الإخراج فقط، بل امتد إلى التمثيل والتأليف إلى جانب الإنتاج، أطلق عليه «صانع النجوم» و«مخرج الشارع المصري»، حيث تعتمد أعماله على الدراما الدقيقة والعميقة، وقدم أدوارا بارعة تفوق أبعد الحدود.
كان المسرح عشقه الأول والأخير، وظل فى خدمته طوال مسيرة عطائه، ويعد أحد أهم المخرجين المصريين الذين ساهموا فى رفع شأن المسرح المصرى خلال فترة الستينيات وحتى وفاته، كانت زوجته شريكته فى اختيار النصوص المعروضة عليه لتنفيذها، وكان يعرض عليها نصوصه وأدواره المقدمة له، وكانت صاحبة القرار فى اختيار النص أو رفضه، وكان صاحب النقد الجرىء؛ حيث طالب الرئيس حسنى مبارك فى افتتاح معرض الكتاب عام ١٩٩٤، بخطة خمسية، متسائلا: «متى يتم القضاء على الفقر، والبطالة، والأمية» حسب قول زوجته، التى شددت على حفظ مقتنياته من قبل وزارة الثقافة للمحافظة عليها خلال مشواره الفني، تتمثل فى شهادات تقدير ودروع، وعدد من نظاراته الطبية، وبطاقته الشخص وجواز السفر، ومجموعة من الكارنيهات ورخصة القيادة، إضافة إلى مجموعة من الطاقيات، وغيرها لتصبح ذكرى للعبقرى الجميل.
كان هاويا لرياضة «الماراثون»، والرسم، وشارك فى مسابقة المسرح المدرسى وهو طالب بمدرسة الثانوية بطنطا، وحصل على ميدالية الزعيم جمال عبدالناصر الذهبية فى التمثيل على مستوى الجمهورية، كانت أول ميدالية يحصل عليها فى حياته، وهى تحمل صورة الزعيم جمال عبدالناصر، وظل محتفظا بها حتى وفاته، كما شارك أيضا فى تمثيل مسرحية «أحمس الأول»، «الجنيه المصري» فى المسرح المدرسي، تخرج فى معهد الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عام ١٩٦٠، وكان من أوائل دفعته.
تعلم التمثيل على يد جورج أبيض، وزكى طليمات، وسعيد خطاب، ونبيل الألفي، وفتوح نشاطي، وغيرهم، وعمل ممثلا مع مجموعة من كبار المخرجين من بينهم محمود ذو الفقار، حسن الإمام، حسام الدين مصطفى، محمد راضى، وغيرهم، عمل بمسرح التليفزيون، وانضم إلى فرقة المسرح القومى، ثم بعد ذلك الكوميدي، قدم خلالهما مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «المفتش العام»، «جلفدان هانم»، «سفاح رغم أنفه»، «البرنسيسة»، «ممنوع الضحك»، «زواج مستر سلامة»، «دلع الهوانم»، «الصعايدة وصلوا»، «مهرجان الحرامية»، «سوق الحلاوة»، «الدكتور زعتر»، «خد الفلوس واجري»، وغيرها.
ومن الأفلام التى شارك بها «العبيط»، «أبناء الصمت»، «وراء الشمس»، «الإنس والجن»، «أمهات فى المنفى»، «اغتيال»، «مجرم مع مرتبة الشرف».. وغيرها، أما المسلسلات فقدم مجموعة متنوعة منها «رأفت الهجان»، «السيرة الهلالية»، «الظاهر بيبرس»، «لا أحد ينام فى الإسكندرية»، «سلطان الغرام» وغيرها، إلى جانب أعماله المتعددة بالإذاعة المصرية.
كانت شخصية «الأسطى شيحة» فى فيلم «اغتيال» للمخرج نادر جلال، من الأدوار المقربة إلى قلبه، خاصة أنه العمل الأول، الذى تتمتع بنوع من الهدوء على عكس الأدوار الأخرى التى تعتمد على الشخصية المركبة والمعقدة، وهو عاشق مثل هذه الشخصيات، ودور شيحة بها جزء إنسانى يميل إلى الأدوار الصادقة النابعة من قلب الإنسان، لأنه يؤمن بقضية المرأة الذى دافع عنها داخل العمل لأنها تدافع عن الحق.
شغل السيد راضي، العديد من المناصب الإدارية من بينها رئيس اتحاد النقابات الفنية فى مصر لأكثر من دورة، ومؤسس مسرح الطفل عام ١٩٨٣، وحصل على أعلى درجة فنية بلقب فنان قدير بقرار من رئيس الوزراء عام ١٩٨٥، وخبيرا مسرحيا فى المسرح الليبى عام ١٩٧١ لمدة عامين، رئيس لجان الإنتاج المشترك بالبيت الفنى للمسرح وعضو المجلس التنفيذى للاتحاد الدولى للنقابات الدولية بواشنطن عام ١٩٩٥، ومديرا للمسرح الكوميدى عام ١٩٨٠، ووكيل وزارة الثقافة والآداب عام ١٩٩٦، وعضو المجلس الأعلى للثقافة عام ١٩٩٢، ومديرا للمسرح القومي.
يظل هذا الفنان بما قدمه من أعمال مسرحية وسينمائية وتليفزيونية علامة بارزة من علامات فن التمثيل والإخراج فى تاريخ المسرح المصرى والعربي، جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها من قبل وزارة الثقافة فى إعادة افتتاح المسرح العائم بعد تجديده، كأحد أهم رؤساء المسرح الكوميدى عبر تاريخه، وتسلمت أسرته هذا التكريم.
تعلم التمثيل على يد جورج أبيض، وزكى طليمات، وسعيد خطاب، ونبيل الألفي، وفتوح نشاطي، وغيرهم، وعمل ممثلا مع مجموعة من كبار المخرجين من بينهم محمود ذو الفقار، حسن الإمام، حسام الدين مصطفى