الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكروان الإلهي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد فى الوجه البحرى وانطلقت موهبته فى طهطا بلد رفاعة الطهطاوى وعرف أسرار الإيقاع بالمنهج الصحيح واكتشف موهبته المحافظ الأسطورى للغربية وقتها وجيه أباظة مع رجالاتها، فى مقدمتهم القطب أحمد القصبي.. ووقف المذيع يعلن فى الغربية هذه الموهبة بكل مفرداتها.
الكروان الرباني.. سيد النقشبندي.. الصوت الأخاذ القوى والمميز الذى يهز المشاعر والوجدان.. ملمح من ملامح شهر رمضان المعظم.. وعندما يأتى رمضان يصافح صوته أذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار بأحلى الابتهالات التى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو مشاعر المسلمين وتجعلهم يرددون بخشوع (يارب).
وهو أبرز من ابتهل ورتل وأنشد التواشيح الدينية فى القرن العشرين وهو كما قالوا عنه.. لحن ملائكى لم يكتمل.. ذو قدرة فائقة فى الابتهالات والمدائح؛ حتى أصبح صاحب مدرسة فلقب بالصوت الخاشع وقيثارة السماء وإمام المداحين.
كان والده الشيخ محمد النقشبندى شيخ الطريقة النقشبندية، وهى طريقة صوفية تلتزم بالذكر الصامت بالقلب دون اللسان، وكان عالمًا جليلًا، وكان سيد النقشبندى يحفظ مئات الأبيات الشعرية للإمام البوصيرى وأحمد شوقى، وقد بدأ حياته بتلحين القصائد بنفسه ودرس المقامات الشرقية، وكان يرى أن الأدعية الدينية لا تقل أثرًا عن المحاضرات الدينية.
قضى فترة طويلة فى طهطا حتى بلغ ٢٥ عامًا ورأى منامًا، أن السماء تدعوه للسفر لطنطا، حيث المدد فى رحاب السيد أحمد البدوى، فشد رحاله وبدأت شهرته من خلال إحيائه لليلة الختامية لمولد الإمام الحسين.
فى عام ١٩٦٧م عرض الإذاعى مصطفى صادق على بابا شارو اقتراحًا بأن تقدم الإذاعة دعاء يوميًا فى رمضان، يكون بصوت جميل عقب آذان المغرب، يقدمه سيد النقشبندى وأصبح بعدها ملمحًا من ملامح شهر رمضان مرتبط بصوت الشيخ محمد رفعت.
قد أثرى مكتبات الإذاعة بعدد ضخم من الابتهالات والموشحات الدينية وكان قارئًا للقرآن الكريم بطريقة مختلفة ينقل المستمع بحلاوة صوته وأجود الألفاظ إلى السموات العلى.
حصل الشيخ سيد النقشبندى على العديد من الأوسمة والنياشين من مختلف الدول التى زارها وكان تكريمه دوليًا وقد كرمه الرئيس السادات ومنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى عام ١٩٧٩م وكرمه الرئيس حسنى مبارك ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ١٩٨٩م.
فى يوم ١٤ فبراير ١٩٧٦م حضر لمبنى الإذاعة وقام بتسجيل أحد أدعيته ببرنامج (دعاء) الشهير ثم انصرف، وتعرض لأزمة قلبية لم يفلح الطبيب فى إنقاذ حياته، وفى نفس اللحظة التى كانت الإذاعة تذيع الدعاء الشهير له (سبحانك ربى سبحانك.. سبحانك ماأعظم شأنك) كانت روحه تصعد لبارئها وهكذا يظل النقشبندى واحدًا من الأعلام ممن حفظوا القرآن وترنموا بالتواشيح الدينية فهو موهبة استطاعت أن تعبر عما يدور فى وجدانها بالإحساس الإلهى وبكل لهجات العالم.