الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليبيا بداية العد التنازلي لحكومة الميليشيات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باتت أيام حكومة فايز السراج الإخوانية فى مدينة طرابلس معدودة، أمام ما يحققه الجيش الوطنى الليبى من انتصارات عسكرية وسياسية منذ بدء عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة من سطوة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.
وقد يفقد فائز السراج بصفته رئيس المجلس الرئاسى أى دور فى مستقبل العملية السياسية بليبيا، ويصبح خارج المعادلة تماما، بسبب ما ارتكبه من خطايا سياسية وجرائم فى حق شعبه؛ فى القلب منها قبوله لعب دور الدمية، التى تمثل واجهة تحالف أكبر وأخطر تنظيمين إرهابيين وهما الإخوان والقاعدة.
منتصف الأسبوع الماضى سافر السراج إلى أربعة عواصم أوروبية باحثًا عن دعم سياسى وإدانة مباشرة لتحركات الجيش الوطنى الليبي، وساعيًا لانتزاع موقف لا يعترف بالمشير خليفه حفتر كطرف رئيسى فى المعادلة الليبية ويعتبره مجرم حرب وزعيم ميليشيا مسلحة.
وعلى عكس مساعيه، كانت أول خيبات أمل السراج عند حلفائه الإيطاليين المتهمين بالتنسيق والتعاون العسكرى مع الميليشيات والجماعات الإرهابية التابعة لحكومة السراج؛ فقد فاجأه رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى ببيان صحفى تمنى عبره لقاء المشير حفتر، وقال ما نصه «أتمنى لقاء المشير خليفة حفتر وأنا واثق من أنى سوف ألتقيه قريبًا».
خيبة الأمل الثانية جاءت من بريطانيا التى حاولت أربع مرات متتالية استصدار قرار من مجلس الأمن يدين عملية تحرير طرابلس ويطالب حفتر بالرجوع من حيث أتى؛ حيث لم يستبعد وزير خارجيتها جريمى هانت فى تصريح لصحيفة الجارديان أن يكون المشير حفتر جزءا من العملية السياسية فى ليبيا.
فى برلين اكتفت المستشارة أنجيلا ميركل بمطالبة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، أما فرنسا التى طالب السراج رئيسها إيمانويل ماكرون باتخاذ موقف صريح ومباشر ضد ما أسماه العدوان على طرابلس، فاحتفظت بموقفها الرسمى بدعم حكومة الوفاق، كونها المعترف بها دوليًا من قبل الأمم المتحدة، وحتى الآن لا وجود لقرار أممى جديد عكس ذلك؛ لكن وزير خارجيتها جان إيف لو دريان، لم يخف مخاوف بلاده من اصطفاف عناصر الجماعات الإرهابية إلى جانب حكومة الوفاق.
جولة السراج جاءت تحت وطأة الهزائم المتتالية التى تتعرض لها الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التى تقاتل ضد الجيش الوطنى الليبي، لكنها لم تؤت ثمارها المرجوة.
بل إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اتفقوا فى بيان مشترك بشأن ليبيا، الإثنين الماضى على المطالبة بفك الارتباط مع الجماعات والعناصر الإرهابية فى إشارة صريحة إلى حكومة الوفاق الوطنى برئاسة السراج؛ ورغم ادعاءات الأخير فى مقاله المنشور بصحيفة وول ستريت جورنال بأن المشير حفتر جاء لإقامة دكتاتورية عسكرية، إلا أن حقيقة رضوخ السراج لإرادة قادة الجماعات الإرهابية باتت تلاحقه كوصمة عار أكدها تلقيه الـ ٢٠ ألف صاروخ إيرانى مؤخرًا إضافة إلى الأسلحة والعناصر والأموال التى تأتيه تباعا من تركيا وقطر.