الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت 84.. أبو الغيط وحمارته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أبو الغيط» سبق كل برامج اليوتيوب الساخرة، بل إنه حتى سبق جحا فى مواقف الكوميدية غير المتعمدة، وبات له من المواقف ما تنوء الحمير عن حمله، حتى أن سيرته باتت تُروى لأطفال القرية كما لو كان أبو زيد الهلالى أو الزناتى خليفة، قبل مدفع الإفطار وحتى ينسى الأطفال الجوع والعطش جلس الجد على «الدكة الخشبية» يحكى لهم إحدى نوادر «أبو الغيط»، الذى كان اعتاد الذهاب إلى السوق بحمارته يوميا، يربطها من قدمها ثم يدخل السوق لشراء ما يلزمه ويعود يفك الحمارة ويأخذها ويسير، يأكل الخضار حتى إذا ما عاد إلى الدار لا يبق معه إلا القليل، فتنشب مشاجرة بينه وبين زوجته يوميا ولا يكف عن فعلته هذه، غير أنه فى يوم من الأيام عاد ولم يجد حمارته فى مكانها، فظن أنها سبقته إلا الدار فترجل يأكل كعادته الخضار، لكنه حينما وصل إلى داره لم يجد حمارته، وقبل أن تبدأ زوجته وصلتها اليومية.. قال لها فى غضب: «ما شوفتيش الحمارة يا ولية؟ أنا رجعت مكان ما ربطتها فى السوق مالقتهاش.. قلت يمكن استعوقيتنى ورجعت الدار»، أعطت له زوجته ما به النصيب من الشتائم والسباب، وأن عودة الحمارة لديها أفضل من عودة الحمار زوجها الذى يأكل ولا يفعل شيئا، استشاط أبو الغيط غضبا وعقد النية أن يُبرح الحمارة ضربا حينما يجدها انتقاما من فعلتها التى جعلت لسان زوجته يصطاده وشبهته بالحمار، ظل أبو الغيط يومين يبحث عن الحمارة فى كل مكان، لكنه لم يعثر لها على أثر، أصابه الهم والغم وجلس أمام داره ينعى حظه، وبعد أن كان غاضبا بات يقول لأقرانه: «بس ترجع وأنا هسامحها على اللى عملته»، وبينما هو على هذه الحال، إذ به يجد رجلا يمر عليه راكبا حمارته، دخل أبو الغيط الدار مسرعا وأحضر بندقيته وجرى مسرعا يستوقف الرجل: «إنت اتخبطت فى عقلك.. تتجرأ وتسرق حمارة أبو الغيط»، ووضع البندقية فى صدر الرجل، الذى قال له فى دهاء: «يا عم أبو الغيط خير تعمل شر تلقى، أنا سمعت إن حمارتك ضايعة وإنت حزنان دورت عليها فى كل مكان لغاية مالقيتها عند واحد صاحبي، وبالمحايلة جيبتها أسلمهالك»، وهنا رفع أبو الغيط بندقيته من على صدر الرجل وقال له: «ابعد إنت»، ثم وجه بندقيته نحو الحمارة، وقال فى غضب: «أنا بقالى يومين بدور عليكي، مش حمارة أبو الغيط اللى تبات برة البيت عند ناس معفنة، وبووووم طخ الحمارة عيارين»، فخرجت زوجته تصيح: «عملت إيه يا معفور»، التفت إليها بكبرياء: «غسلت عارى بيدى يا ولية علشان ما تقوليش عليا حمار».