الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موسم الفتاوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى رمضان من كل عام، نجد حالة من الجدل، بسبب فتاوى شاذة تدعو للكراهية والتكفير تارة، أو تقييد الحريات تارة أخرى، مثل ذلك الذى يطالب بوجود تشريع لمعاقبة المجاهرين بالإفطار فى نهار رمضان، فقد قال الداعية عبدالله رشدي، إن المجاهرة بالإفطار أثناء شهر رمضان الكريم تستوجب العقاب، خاصة أن الإفطار يعد معصية من الأساس، والمجاهرة به تعد معصية أكبر، وأن العقاب يتم تطبيقه وفقا للحاكم والقانون المنظم، والذى يجب وجوده لتطبيق العقاب، ولا يتم بشكل شخصى على الإطلاق.
أنا كمسلمة أريد أن أعرف من عبدالله رشدى، هل أمر الله بعقوبة لمن يفطر رمضان فى كتابه الكريم؟؟ الذى أعرفه أن الله لم يحدد عقوبة للمفطر، فقال سبحانه وتعالى: {وعلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} بمعنى من كان بصحة جيدة وليس على سفر، ولكنه لا يستطيع الصيام فيفطر، ولكن يطعم مسكين، ثم قال الله عز وجل، وأن تصوموا خير لكم، ولم يحدد عقوبة للمفطر أبدا، فمن أين جاء عبدالله رشدى بوضع عقوبة لمفطر رمضان؟!! وذلك الآخر الذى حرم استخدام الشطاف وقال إنه يفسد الصيام، إنها فوضى الفتاوى يا سادة، كل من هب ودب يفتي، أين دار الإفتاء من هؤلاء وأمثالهم، بل أين الأزهر الشريف؟ لماذا يتركون هؤلاء الدعاة يفتون فى الفضائيات والجرائد من تلقاء أنفسهم، دون الإذن من دار الإفتاء.
هؤلاء الشيوخ بعيدون كل البعد عن وسطية وسماحة الإسلام، ويأتون بفتوى ما أنزل الله بها من سلطان، فإن كان شخص مريض بالسكر مثلا واضطر أن يشرب فى الشارع، فهل نسجنه عقابا له لأنه جرح مشاعر الصائمين؟ ما هذا الهراء؟ إذًا أيها الشيخ لا تمشى على قدميك فى الشارع حتى لا تؤذى مشاعر المشلول، ولا تتحدث أمام الأبكم حتى لا تؤذى مشاعره، أى منطق هذا وأى حرية هذه، تذكر يا أخى قول الله عز وجل {لا إكراه فى الدين}، كل إنسان حر فيما يعبد أو يعتقد، وكل إنسان حر فى عبادته، لأن الذى سيحاسبنا هو الله، وليس فضيلة الشيخ الذى يجرحه ويؤذيه إفطار شخص ما أمامه وهو صائم، والشيخ أنس السلطان الذى دمر المنطق والعقل، ويرى أن الإنسان يشرب من فتحة الشرج، وأن الشطاف يبطل صومه، هؤلاء الدعاة يسيئون للإسلام والأزهر الشريف، بهذه الفتاوى الشاذة عن العقل والمنطق، ولا بد من وقفة أمام هؤلاء وأمثالهم، من فضيلة شيخ الأزهر بشخصه، كفانا هراء وعبث بدين الله، وبحريات الناس، تحت مسمى فتوى من شيخ ما.