الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

واحة الخميس.. أخلاقيات المسلم (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عصرنا الحالى نجد من يتفاخر بالغضب ويعلنها صراحة للجميع متباهيًا بأنه عصبى المزاج وسريع الغضب، وهو لا يتوقف عند هذا الحد بل يذم الحليم وينعته بالبرود، ويكتب ذلك على صفحته بمواقع الهرى الاجتماعى، وواقع الأمر أن الإسلام قد نهى عن الغضب، فحين طلب أحد الصحابة من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يوصيه بشىء قال له «لا تغضب» وأخذ يكررها، وفى حديث آخر «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب»، ومهما بلغ الأذى الذى قد يتعرض له المرء فإنه لن يصل أبدًا إلى ما حدث للنبى، صلى الله عليه وسلم، فقد ضربه قومه وأدموه، وأخرجوه من بلده وحاربوه واستولوا على بيته وبيوت وممتلكات من تبعوه ومع ذلك كان لا يكف عن قول: «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون» وحين جاء إليه ملك الجبال، وقال له: «يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثنى ربى إليك لتأمرنى بأمـرك فما شئـت، إن شئـت أطبقت عليهم الأخشبيـن - والأخشب هو الجبـل الغليظ - والكلام عن جبلين يحيطان مكـة، فكان رد النبى صلى الله عليه وسلم «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا» وعندما فتح الله عليه مكة،ظن أهلها أن سيأمر بقتلهم والانتقام منهم ولكنهم فوجئوا به يقول «لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لأخوته «لا تثريب - أى لا لوم ولا عتاب - عليكم اذهبوا فأنتم الطلقاء».. والغضب من الشيطان وعلاجه يكمن فى الاستعاذة منه، قال تعالى «وأما ما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله أنه سميع عليم»، وكذلك بالوضوء فقد قال النبى، صلى الله عليه وسلم، «إذا غضب أحدكم فليتوضأ»، وقد ثبت علميًا أن الغضب يؤدى إلى ارتباك كامل فى وظائف أجهزة الجسم نتيجة التغير المفاجىء للدورة الدموية، وبالتالى فهو السبب الرئيسى فى معظم الأمراض الجسمانية، والغضوب لا يكون رحيمًا، وهى صفة يجب أن يتحلى بها المسلم، فالرحمة لا تنزع إلا من شقى كما قال النبى، صلى الله عليه وسلم، والذى قال أيضًا: «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء»، وهل هناك رحمة أبلغ مما فعله النبى مع الأعرابى الذى تبول فى المسجد، حيث نهض الصحابة لمنعه وضربه فقال لهم» لا تزرموه - أى لا تقطعوا عليه بوله أو دعوه» فلما انتهى أخذه باللين والنصح وقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشىء من هذا، إنما هى لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن»، وأمر رجلًا فجاء بدلو من الماء وصبه على البول، هكذا كان الرسول رفيقًا رحيمًا.. وللحديث بقية..