الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الموت واحد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتعدد الأسماء والموت واحد، سيدنا عزرائيل هل من وقفة قليلا باسم الرب، ألا ترى أنك تأخذ أرواح أجمل ما فى الوطن، صحيح الموت علينا حق، لكن ياواش ياواش، لو كانت روحى بديلا كنت أقدمها لكنى أعرف أنك منفذ أوامر، هكذا خطفت جدتى وأبى وعمتى وأمى وخالتى، وشاهندة ورفعت وخالد وحسين وأبوالعز، وأصحابى أجملهم إبراهيم السايح وعبدالكريم قاسم، أعرف أنك منفذ أوامر الرب، لكن الرب دائما رحيم، هل من توقف، لا أظن، الموت علينا حق، لكن طلب من ميت بحكم الولادة، ارحمنى، خدنى، بديلا عن كل هذا الحزن.
لن أحكى مرة أخرى عن الراحلين، لكنى أتشفع بسيدنا النبى، رجاء إلى رب العالمين، الرحمة، خدنى إلى عالمك، عسى أن أرى كل أحبابى، مش فارقة معايا نص ساعة أو نص قرن، الفارق إنى أقعد فى الهندى مع السايح من صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، الفارق إنى أقوم من النوم مش لاقى جدتى
تقول قوم يا وله جيب الفول لأعمامك، الفارق إنى أبويا أهم ما كان فى حياته إنه يعلم ولاده
ويدلع بنته الجميلة اللى عمرها ما كانت عورة، الفارق إن جدتى قالت كلمة عيب لكنها كانت حافزا واسمحوا لى أقولها «لو نجحت تف على قبرى »،، يوم ما رجعت معايا درجة الدكتوراه، روحت أكلمها على قبرها، أنا نجحت بفضلك.
قعدت نص الليل حتى أيقظنى حارس التُرب، قوم يا بنى روح بيتك،، لم أعرف بيتا بعد رحيلها، كانت قمة فى سلاطة اللسان ولكنها كانت معاها قلب يسع كل البشر.
أنا لا أكتب عن الراحلين وقد كانت جدتى أجملهم ولكنى أتوجه برجاء إلى كل الكُتّاب والأصدقاء أن يكتبوا
عن الراحلين من أبناء اليسار المصرى، اكتبوا اجعلوا ذكراهم حية، اذكروا بعضا من أسمائهم لكن ذكرياتهم معكم تستحق الذكرى. هيا نحيى ذكرى بعض منهم: الشاويش عطية، تحية كاريوكا، الأستاذ صاح حافظ، الأستاذ صلاح عيسى، الأستاذ فيليب جلاب.. ومن منكم لم يتعلم منهم اذكروا موتاكم ممن علموكم. 
وأهم من يذكركم بعد رحيل الجميلة من مسلمة بطاقة إلى محسنة توفيق إليك فى رحلتك ألف تحية وفى القلب ألف تحية لمن عرف الحياة وصدرها إلى كل الأحياء، إلى روح كارل ماركس هل من تحية فى ذكرى ميلاده، ميلاد أجمل مفكر عاش من أجل الإنسانية التى يدوسونها بالنعال، صنع منهجا يستحق الوقوف تحية كل عام دون أن يرغى ويقول كلاما كبيرا مما نسمعه. رحل فى صمت بعدما كتب أجمل وأصدق كتاب، إنه ماركس الذى قضى ربع قرن يقرأ ويكتب أهم كتاب فى تاريخ الإنسانية ومات مثل الأشجار واقفا.
هل من تحية.
فى عام 1848، شهدت أوروبا ثورة عندما قامت الطبقة العاملة فى فرنسا بالسيطرة على السلطة من الملك لويس.
وقامت الحكومة الثورية باستدعاء ماركس للبقاء فى فرنسا بعدما طردته حكومات فرنسية سابقة. وعندما أفلتت شعلة الحكومة الثورية الفرنسية فى عام 1849، انتقل ماركس للعيش فى لندن وقام بكتابة الكثير من المؤلفات التى تعنى بالسياسة والاقتصاد. كما عمل كمراسل أوروبى لصحيفة «نيويورك تربيون» من موقعه فى أوروبا وخلال هذه الفترة كان قد قام بعدد من الأعمال وصنفت على أنها كلاسيكيات النظرية الشيوعية.
وتضمن هذا كتابه الأروع (رأس المال) فى أجزائه الثلاثة والذى نشره إنجلز عام 1885 بعد وفاة ماركس حيث كان عبارة عن مخطوطات وكراسات من الملاحظات وتضمنت تحليلا للنظام الرأسمالى والذى يبين فيه كيف أن التطور واستغلال العمال يتم بكل بساطة عن طرق أخذ القيمة المضافة القيمة
المضافة هى القيمة التى تنتج عن طريق العمل على الشيء- من القطن فى الحقل إلى قماش فاخر.. من دولار إلى 100 دولار وهى لا تشتمل على أجور التكلفة أو الصيانة.. أى ليس لها علاقة بأجر الصيانة أو كلفة العمل وهى ليست الربح... فى ذلك الوقت لم تكن هناك تكنولوجيا...حاليا القيمة المضافة تنتجها الآلات الحديثة ويأخذها أصحاب وسائل الإنتاج.. ماركس ألف تحية.