رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"التجمع".. 43 سنة نضالًا.. والمسيرة لا تزال مستمرة

رئيس حزب التجمع،
رئيس حزب التجمع، سيد عبدالعال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رئيس الحزب: نسعى لنقل القيادة لجيل جديد من أبنائنا
معركة المعاشات تجربة ملهمة للحصول على الحقوق بالنضال السلمى
عارضنا الصعود الإخوانى منذ اللحظة الأولى لخطورة الجماعة على وحدة المصريين
نعارض أو نؤيد حيثما كانت مصلحة مصر والمصريين


سارت كلمة رئيس حزب التجمع، سيد عبدالعال، والذى فاز برئاسة «الحزب» بالتزكية خلال المؤتمر العام الثامن الذى انعقد يوم الخميس، فى نفس اتجاه مبادئ هذا التنظيم السياسى العريق، صاحب التاريخ النضالى الطويل، فالقراءة المتأنية لهذا الخطاب الذى اعتبره المراقبون خارطة طريق مستقبلية، ورؤية تاريخية بشكل مفصل تكشف عن توجهات يجب التركيز عليها وإبرازها.
كلمة «عبدالعال» تليق بحزب استطاع خلال أكثر من أربعين عاما من النضال الوطنى، أن يقدم لشعب مصر دليلا قويا على عمق تبنيه لقضايا مجتمعه.
ولعل السطور التى ختم بها رئيس الحزب كلمته وقوله: «عاش حزب التجمع.. عاش حزب التجمع.. عاش حزب خالد محيى الدين»، كانت درسا للجيل الجديد بالفخر والاعتزاز بالقيادات التاريخية والسير على نهجهم وأفكارهم التى نشأت من أجلها فكرة تأسيس الحزب منذ إشراقة ثورة ١٩٥٢.
شباب الحزب
حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى أثبت بمؤتمره هذا قدرة تنظيمية ورؤية سياسية بوصلتها الوطن وتعتمد على الرغبة نحو تجديد الدماء وتسليم الراية لجيل من الشباب الواعى والمثقف وصاحب النقد البناء والمعارضة الحقيقية، إنها فعلا مدرسة خالد محيى الدين ورفعت السعيد وحسين عبدالرازق وإسماعيل صبرى عبدالله، والدكتور جودة عبدالخالق وغيرهم، تتقدم وتجدد شبابها وتثبت أنها بيت رائد من بيوت الوطنية المصرية، وهذا ما عبر عنه رئيس الحزب فى كلمته.
وعبر «عبدالعال» عن موقف الحزب من الشباب فى كلمته قائلًا: «نسعى إلى التمهيد لنقل قيادة الحزب لجيل جديد من أبناء الحزب هو فى أغلبه لم يحظ بالنضال تحت قيادة قادتنا من الراحلين وعلينا بذل الجهد للتعريف بهم ونضالهم وتضحياتهم فى سبيل الوطن وحزبنا هذا».
المعاشات
رغم بعض الظروف المحيطة إلا أن «الحزب» لم يبتعد عن الشارع لحظة واحدة، ولا يمكن هنا أن نضرب مثالا واقعيا وحقيقيا أهم من «اتحاد المعاشات» والدور الذى لعبته قيادات الحزب حتى حصلوا على حقوقهم وانتزعوها نزعا.
وأضاف: «أتوجه بالتحية لاتحاد أصحاب المعاشات والمناضل والمعلم الجسور البدرى فرغلى، وزملائه فى الاتحاد، وذلك على تجربتهم الملهمة فى النضال السلمى لنيل الحقوق، هذه التجربة التى علمت الملايين طريق النضال الديمقراطى عبر التنظيم المبدع للجماهير».
مواقف تاريخية
خارطة طريق الحزب التى رسمها «عبدالعال» فى كلمته الافتتاحية كان لا يمكن وبأى حال من الأحوال أن تنسى الموقف التاريخى الذى كان وما زال من جماعة الإخوان الإرهابية والموقف الثابت منها على مدار التاريخ وما تحتويه مكتبة «التجمع» من مؤلفات ودراسات عن خطورة هذه «الجماعة».
«عبدالعال» رصد فى كلمته استكمال هذا التوجه داعيا الجميع للفخر والاعتزاز بما قدمه «الحزب» خلال السنوات السابقة من عمر المؤتمر العام السابع والذى بدأ فى مارس ٢٠١٣، وقال: «إنها سنوات من النضال شهدت سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بثورة شعبنا فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، تلك الجماعة التى اتخذت من الشعب المصرى عدوًا لها لعدم قناعته بمشروع دولتهم الاستبدادية، وكان حزبنا ولا يزال من أشد المعارضين لوجود هذه الجماعة ولكل من تحالف معها، سواء كان ذلك قبل ثورة ٢٥ يناير أو بعدها، وموقفنا هذا نابع من قناعة كاملة بأنهم يشكلون خطرًا على وحدة الشعب وسلامة أراضيه».
واستطرد: «كان موقفنا المبكر والثابت من هذه الجماعة محل نقد من بعض الأحزاب والشخصيات التى تحالفت مع جماعة الإخوان مبكرًا فى انتخابات الإعادة بين مرشح الإخوان للرئاسة ومنافسه آخر رئيس وزراء فى حكم مبارك، واستمر البعض منهم مدافعًا عنها حتى هذه اللحظة باسم الدفاع عن الحريات والديمقراطية، ولم يستسلم حزبنا لحسابات اللحظة الزمنية والتى كانت تشير إلى اختلال موازين القوى بين الجماعة الإرهابية وباقى القوى السياسية والشعبية، ورفضنا الاستسلام لهذا التحليل، إيمانًا منا بقدرة شعبنا على تجاوز كل الحسابات والتصدى لهذه العصابة الحاكمة، وكذلك ثقتنا فى جيش مصر العظيم بأنه لن يكون أبدًا أداة فى يد تلك العصابة ضد الشعب، واتجهت قيادة حزبنا لموقف أكثر تشددًا وصلابة يعمل على تحويل موازين القوى لصالح التمهيد لفعل ثورى شعبى كنا نتوقعه، وانطلقنا نحو المبادرات العملية الميدانية التى تعطى للشعارات قوة الدفع المطلوبة لتتحول لأهداف ملموسة وبرزت قيادات حزبنا وبعد ٦٠ يوما فقط من حكم محمد مرسى فى كل ميادين مصر، وخاصة مظاهرات ٢٤ أغسطس ٢٠١٢ رافعين شعار يسقط حكم المرشد».
وأضاف: «ومن جانب آخر رفض نواب الحزب بالبرلمان الدخول فى لجنة المائة التى شكلت لصياغة دستور الإخوان ودخلت معهم أحزاب أخرى وشخصيات انسحبوا فيما بعد تحت ضغط شعبى وفشل فى التفاوض مع الإخوان».
وتابع: اسمحوا لى بالتوجه لهؤلاء النواب بالتحية وبالاسم (البدرى فرغلى، هلال الدندراوى، عاطف المغاورى).
كما استجابت قيادة الحزب بتقديم كل الدعم والتأييد لشباب حركة تمرد مع أول اتصال منهم بقيادة التجمع.
وتحدث رئيس الحزب عن جبهة الإنقاذ وقال: «أعلن حزبنا بوضوح أننا لن نشارك بانتخابات فى ظل حكم الإخوان وحزبنا لا يرى سوى الشعب والتحضير ليوم ٣٠ يونيو فى ثورة على حكم الإخوان، بينما كان معظم أطراف جبهة الإنقاذ يتسابقون على التفاهمات الانتخابية مع الإخوان والسلفيين ويحضرون لانتخابات برلمان أكتوبر ٢٠١٣ التى لم تأت إطلاقا وسقط الإخوان قبلها فى ٣٠ يونيو».
ثقافة الاختلاف
رئيس الحزب قال: «إن الاختلاف حول موقف الحزب لا يشكل إزعاجا لنا، فهذا الاختلاف تجاه بعض مواقف الحزب كان وسيظل حاضرًا فى كل نقاش بين مناضلى الحزب، بل إن هذا الاختلاف يشكل اعتزازا وتقديرًا للزملاء أكثر مما يشكل خللًا فى الأداء الحزبى نظرًا لما يعكسه من روح الممارسة الديمقراطية داخل حزبنا العظيم وعند كل نقاش حزبى لا بد من إنتاج موقف معلن يعبر عن الحزب فى مجمله أو أغلبيته».
وأضاف: ما يهمنى هو ما ينتهجه بعض من يدعون ارتباطهم بتقاليد الحزب وقيمه التنظيمية، وقد اختاروا نهج الخروج على الحزب باختراق قواعد التنظيم الحزبى وآليات اتخاذ القرار بالهيئات القيادية، فإننى أختلف مع هؤلاء ليس بسبب مواقفهم داخل الهيئات، بل لطبيعة أسلوبهم فى ممارسة سياسية تتلاقى أو على الأقل تفتح الطريق أمام خصوم الحزب للهجوم عليه.
برنامج عاجل
ويعود رئيس الحزب ليكشف عن تلك الثروة القومية والمتمثلة فى عقول أعضاء هذا التنظيم السياسى العريق وتمسكهم على مدار التاريخ بالثوابت الوطنية، معلنا عن المهمة المطروحة علينا وقال: «فى المرحلة الراهنة تتلخص تلك المهمة فى هدف محاصرة وعزل قوى الثورة المضادة عن طريق سياسات ديمقراطية هجومية، وحتى نكون أكثر وضوحًا فى ذلك نتقدم لشعبنا ومن خلال مؤتمركم هذا ببرنامج سياسى يعبر عن هذا الهدف وطبيعة المرحلة الانتقالية التى يعيشها الوطن وخصائصها وتناقضاتها السياسية والاجتماعية»، مضيفا: «إنه برنامج عاجل سياسى – اجتماعى – ديمقراطى، يستهدف انتزاع أقصى حد من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية عبر نضال ديمقراطى سلمى يعتمد على الجماهير الشعبية المنظمة فى نقاباتها واتحاداتها ومراكز وجودها الطبيعية بالأحياء والقرى والمصانع والجامعات».
تحديات
لم ولن يكون الطريق مفروشا بالورود فى الاستمرار بالنضال من أجل تحقيق أهداف الحزب بل هناك تحديات رصدها رئيس الحزب وقال: إن التحديات التى رصدها برنامجنا الانتقالى تتطلب تجاوز الكثير من العوائق وأهمها:
١- تشتت وانقسام قوى اليسار، مع عجز عن تفسير مقنع لحالة الضعف وعدم القدرة على العمل المشترك فى مواجهة التوحش الرأسمالى ومخطط إضعاف الدولة.
٢- غياب الجهد السياسى والتنظيمى فى تنظيم الجماهير حول مطالبها على نسق تجربة اتحاد المعاشات والتى قادها المناضل العملاق البدرى فرغلى لتفتح الأمل أمام كل الشعب لإمكانية النضال السلمى المتصاعد وبكل أشكاله وأساليبه.
٣- تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسى الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحلة الانتقالية.
٤- الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، باعتبارها من أهم نتائج ثورة شعبنا فى ٣٠ يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك الدولة.
وتابع: «نحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل، نساند أو نعارض السلطة وفقًا لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا المحددة»، وحددها «عبدالعال» فى: دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف، وتطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كل قطاعاتها الإنتاجية، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية، وكذلك التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية.
مهام مستقبلية
وفى النهاية حدد «عبدالعال» المهام المستقبلية المتمثلة فى: الحفاظ على هذا الحزب العظيم وعلى تراثه الفكرى والسياسى والتنظيمى للأجيال القادمة، والبدء فى عملية إعادة بناء جوهرها ببناء الحزب اليسارى الحامل للمشروع الوطنى الديمقراطى وتأكيد دور الحزب فى طليعة المشاركين بالتصدى لقضايا الوطن والطبقات الاجتماعية التى تأسس دفاعًا عن مصالحها الاقتصادية والسياسية.
عهد ووعد
وأنهى رئيس «الحزب» كلمته قائلا: «نتعهد أمامكم بأننا سنترك لأبنائنا ما سيفخرون به أيضا.. نقوم بما يمليه علينا ضميرنا الوطنى وشرفنا السياسى، نعارض ونؤيد.. حيثما كانت مصلحة مصر والمصريين».