داخل غرفة صغيرة لا تشم رائحة الشمس طوال اليوم بالكاد يضعون بها سريرًا متهالكًا بعد أن جار عليه الزمن، فحوله إلى قطعة خشبية لا تصلح للاستخدام الآدمي، يأويهم من لسعات الشتاء يتراصون فوقه وبجانبه، الزوج مريض يتألم ولا يتكلم فتحمل عنه زوجته همه وهم أسرتهم بالعمل في تنظيف البيوت.
تقول أزهار على، من سكان منطقة أرض اللواء بالجيزة، نفسي في شقة أنا وجوزي وعيالي عشان عيالي سنهم كبر وما ينفعش نقعد كلنا في أوضه، وإحنا ناس بسيطة وعايشين يوم بيوم ولا نملك من الدنيا كلها سوى هذه الغرفة الضيقة.
وتضيف: جوزي كان شغال كهربائي وجاتله شظية في عينه اليمنى عملتله غرغرينا وعمل عملية فيها وبسبب الإهمال عينه باظت خالص، والعين التانية ضعفت وما بيشتغلش لأنه مش بيشوف بيهم».
وتواصل أنا بشتغل في تنظيف البيوت كل يوم عشان أولادي في المدارس محتاجين مصاريف كل يوم ده غير مصاريف البيت وعلاج جوزي المريض.
وتختتم كلامها: «نفسي في شقة حتى لو أوضتين نعيش فيها زي الناس».