السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الخبير السياسي الليبي محمد زبيدة: قطر وتركيا دعمتا الميليشيات في طرابلس لابتزاز القاهرة.. الجماعات المسلحة تحتمي بالمدنيين لصد زحف الجيش نحو طرابلس

الخبير السياسى الليبى
الخبير السياسى الليبى محمد زبيدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل استعدادات الجيش الوطني الليبي لحسم معركة «طوفان الكرامة»، والسيطرة على «طرابلس» وانتزاعها من هيمنة الميليشيات الإرهابية، تُثار تساؤلات بشأن تأثير الدعم العربي والتوافق الروسي الأمريكي حول المعركة التي يقودها الجيش لمواجهة الإرهاب في الإسراع لحسم هذه المعركة.
الخبير السياسي الليبي، الدكتور محمد زبيدة، أستاذ القانون الدولي كشف في حوار خاص أبرز أسباب تأخر حسم المعركة، والحيل التي تلجأ إليها الميليشيات لعرقلة تقدم الجيش الوطني، وأبرز الجهات الداعمة والممولة للجماعات الإرهابية، وأسباب الدعم التونسي لحكومة الوفاق، كما تحدث عن الكثير من الملفات.. فإلى نص الحوار:



■ ما أبرز الأسباب من وجهة نظرك وراء تأخر حسم معركة «طوفان الكرامة»؟
- احتماء الميليشيات الإرهابية بالمدنيين هو أبرز أسباب تأخر حسم المعركة وصعوبتها أيضًا؛ لأن اعتماد الميليشيات على هذه الاستراتيجية يعيق تحرك الجيش، وإذا ما استخدم الجيش القوة لاقتحام الأحياء السكنية فإن ذلك يسهل مأمورية الدول الداعمة للميليشيات وأجهزتها الإعلامية المتأهبة لاستغلال ذلك؛ بهدف تأليب الرأي العام، سواء المحلي أو الدولي، واتهام الجيش بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.
■ إذن.. كيف ترى تحولات المشهد الليبي حال السيطرة على طرابلس؟
- حال سيطرة قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس، فإن هذه الخطوة ستؤدي لتغيرات جذرية وتطورات كبيرة تتعلق بتقليم أظافر الميليشيات، وإنهاء وجودها، وتحرير المناطق التي تسيطر عليها، وذلك في ما يتعلق بالمشهد العسكري، أما في ما يتعلق بالمشهد السياسي فإن هذه الخطوة ستسهم -بشكل كبير- في إنهاء حالة الانقسام والاستقطاب، وسيكون هناك حوار مجتمعي ومصارحة تسبق المصالحة.
■ وما تقييمك لانعكاسات الدعم الروسي الأمريكي على تقدم الجيش؟
- لاشك أن الدعم الروسي الأمريكي لتحركات قوات الجيش الوطني في المحافل الدولية -خاصةً في مجال الأمن- ساعد الجيش في تحقيق مزيد من الانتصارات، وهذا التوافق الروسي الأمريكي لأول مرة في قضية تتعلق بالشرق الأوسط قطع الطريق على تركيا وإيطاليا وقطر والأطراف كافة الداعمة للميليشيات الموجودة في طرابلس.
■ بمناسبة وجودك في موسكو حاليًّا.. كيف رصدت ردود الأفعال الشعبية والرسمية على ما يجري في ليبيا؟
- هنا في موسكو لمست الكثير من ردود الأفعال الإيجابية على المستويين؛ الرسمي والشعبي تجاه الأحداث في ليبيا، وكلها تدعم طوفان الكرامة، وحق الشعب الليبي في محاربة الإرهاب، كما أن الأطراف الروسية كافة تُحَمّل حلف الناتو مسؤولية كل ما جرى في ليبيا، والجرائم التي ارتكبتها الميليشيات.


■ في ظل استمرار الإمدادات التي تصل الإرهابيين.. ما أبرز الجهات التي تقف خلف ذلك؟ وما سبل مواجهتها؟
- الإمدادات التي لاتزال تصل الميليشيات الإرهابية لا تحتاج إلى اجتهاد لمعرفة من يقف وراءها، والجميع يعلم أن قطر وتركيا داعمان رئيسيَّان للميليشيات في ليبيا، وهذا الدعم والإمدادات مستمرة منذ عام ٢٠١١ حتى الآن، فالميليشيات الموجودة على الأرض مجرد مخالب قط، أو دمى شيطانية تحركها أصابع وخيوط هذه الدول؛ لتحقيق مآربها بعيدة المدى، ودعنا هنا نتحدث بصراحة، فليس سرًّا أن قطر وتركيا تدعمان تلك الميليشيات لتهديد الأمن القومي المصري، وابتزاز القاهرة سياسيًّا، والأداة الجاهزة لتحقيق ذلك هي جماعة الاخوان.
■ على ذكر الإخوان.. ما أبرز خسائر الجماعة حال السيطرة على طرابلس؟
- خسائر الإخوان ستكون فادحةً حال سيطر الجيش الوطني على طرابلس، خاصةً في ما يتعلق بالدعم الذي تتلقاه الجماعة كـ«ثمن» للدور الذي تلعبه في ليبيا، فالجماعة سعت إلى تحويل ليبيا إلى خزينة لتمويل هذه الجماعات، وساحة تدريب للإرهابيين ومنطقة عبور للميليشيات؛ لتهديد الأمن القومي المصري ودول الجوار الليبي، خاصةً أن الحدود الليبية مترامية الأطراف، فانهيار الجماعة في ليبيا يعني انهيار المشروع بأكمله، سواء في المغرب العربي أو في القارة الأفريقية.
■ في ظل الدعم العربي لـ«طوفان الكرامة».. كيف تفسر الدعم التونسي لحكومة الوفاق؟ وما دور حركة النهضة في ذلك؟
- الدعم التونسي لحكومة الوفاق يأتي من طبيعة الحكم في تونس، خاصةً أن طبيعة هذا الحكم هي طبيعة ائتلافية ما بين «نداء تونس» و«حركة النهضة» الأكثر نفوذًا في دواليب السلطة التونسية حاليًّا، خاصةً أن رئيس الوزراء هو أحد أعضاء جماعة النهضة، علاوةً على أن تونس قريبة جدًّا من المناطق الليبية التي تسيطر عليها الجماعات الإسلاموية، فوقوف تونس إلى جانب الجيش الليبي يعني أنها ستصبح في مرمى نيران الجماعات الإسلاموية، خاصةً أن الحالة الأمنية في تونس لم تصل للاستقرار بعد، كما أن جبل الشعان تسيطر عليه الجماعات التكفيرية، إضافةً إلى الجنوب التونسي القريب من المناطق الليبية «القبلية» على الحدود المشتركة، وهو ما يُمكن الإرهابيين من التنقل على الرغم من وجود الحاجز المائي والسد الترابي الذي أقامته الحكومة التونسية لمنع تسلل الإرهابيين إليها، فخوف الحكومة التونسية على الأمن في تونس، إضافة إلى مصالح حركة النهضة تفسر المواقف التونسية الأخيرة.