الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أنمار الدروبي: إيران لا تعرف سوى استعراض العضلات والشعارات الجوفاء.. الخبير السياسى العراقي: عقوبة «حظر النفط» تؤثر على بغداد حال استمرار التبعية

المحلل السياسي العراقي
المحلل السياسي العراقي الدكتور أنمار الدروبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصفير الصادرات النفطية الإيرانية، بظلاله على العراق الذي يعد المتنفس الأقرب لإيران في ظل هذه العقوبات، خاصة في ظل النفوذ الإيراني بالعراق عبر الكيانات السياسية الموالية لها، والميليشيات الممولة إيرانيًّا والتي تتبعها مذهبيًّا وتسعى لتنفيذ أجندة ولاية الفقيه.
المحلل السياسي العراقي الدكتور أنمار الدروبي، كشف في حوار خاص لـ"البوابة نيوز" عن تداعيات هذا القرار على العراق، ومحاولات إيران استخدام ميليشياتها لمواجهة قرار واشنطن، ومستقبل العلاقات العراقية العربية بشكل عام والعلاقات العراقية - السعودية بشكل خاص، في ظل الخطوات التي اتخذتها المملكة مؤخرًا تجاه الشعب العراقي، فإلى نص الحوار:
■ بداية.. كيف ترى تأثير هذا القرار على إيران؟
لاشك أن قرار الرئيس الأمريكي بعدم تجديد الإعفاءات للدول التي تم استثناؤها من العقوبات المفروضة على إيران، وتصفير الصادرات النفطية الإيرانية، مأزق جديد لإيران في ظل اقتصادها المنهار بالأساس، خاصة أن النفط يمثل موردًا أساسيًّا للدخل الإيراني المأزوم منذ فرض العقوبات الاقتصادية واندلاع الاحتجاجات الشعبية على مدار شهور طويلة، كما أن القرار يكشف الجدية الأمريكية في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقويض المشروع الإيراني.
■ هل يعني ذلك تأثر العراق أيضًا بهذا القرار في ظل علاقاته الحالية مع إيران؟
بطبيعة الحال، سيتأثر العراق بهذا القرار، خاصة أنه منذ «ابتلاع» إيران للعراق بعد عام ٢٠٠٣، وبغداد مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بطهران في العديد من المجالات، خاصة ملف الوقود والطاقة، ويعتمد العراق بشكل كبير على إيران في استيراد النفط والغاز والكهرباء، لذلك فإن هذا القرار يؤثر على العراق حال استمرار التبعية لإيران، لكنه في حال تحرر القرار السياسي العراقي من الهيمنة الإيرانية، فإن العراق قادر على إيجاد بدائل والخروج من هذه الدائرة الإيرانية.
■ بعض الكيانات العراقية الموالية لإيران أعلنت رفضها لقرار ترامب.. كيف تفسر ذلك؟
إيران بطبيعة الحال تلجأ لذيولها في المنطقة، ومنها الميليشيات الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان والمرتزقة الحوثيون، لكن لن يستطيع أي من هؤلاء القيام بأي عمل ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في المنطقة، لكن من الممكن أن نسمع تصريحًا من هنا وهناك لبعض من قادة الميليشيات الشيعية وتحديدًا في العراق، خاصة أن إيران لا تعرف سوى استعراض العضلات والشعارات الفضفاضة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهي مجرد جعجعة إعلامية لاتقدم ولاتؤخر، مع العلم أن إيران لديها اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لاسيما وأن طهران تتفاوض من تحت الطاولة، وبشكل سري، حتى مع دول الاتحاد الأوروبي لإيصال رسائل حسنة النية إلى الولايات المتحدة.
■ وما أبرز الكيانات التي قد تلجأ إيران لتحريكها في العراق؟
هناك الكثير من الميليشيات والكيانات الموالية لإيران والتي تستطيع تحريكها في أى وقت وعلى رأسها "عصائب أهل الحق – حزب الله العراقي – منظمة بدر - النجباء"، وهؤلاء من المؤكد أنهم سيتحركون لرفض قرار واشنطن، إضافة إلى الكتل السياسية مثل كتلتي «البناء - والإصلاح»، وهذه الميليشيات والكيانات ستمارس الضغط على الحكومة العراقية ورئيسها عادل عبدالمهدي للتضامن مع إيران في مواجهة قرار واشنطن.
■ ولكن.. ماذا تملك هذه الكيانات من أدوات لمواجهة هذه الضغوط؟
هناك العديد من الأوراق التي قد تستخدمها هذه الكيانات لممارسة الضغوط، ومنها تجديد المطالبة بإخراج وطرد القوات الأمريكية من العراق، إضافة إلى الحملات المأجورة في بعض الفضائيات العراقية، التي هي أصلا بتمويل إيراني، لكن كل هذا عبارة عن بروباحندا لا أكثر، وبطبيعة الحال فإن إيران عندما تشعر بأن الخطر وصل إلى عقر دارها وأن مصالحها الاقتصادية باتت في خطر كبير ستحرك كل عملائها، خاصة إذا هددت إيران هذه الكيانات بقطع التمويل عنها.
■ في ظل طرح واشنطن البديل «السعودي – الإماراتي» لتعويض نقص النفط.. هل يتجه العراق إلى السعودية لاستيراد النفط أم سيخشى رد الفعل الإيراني؟
الحكومة العراقية الحالية في قبضة إيران، لكن إذا كان هناك تنسيق عربي بشكل عام أو تنسيق عراقي سعودي إماراتي، فإن العراق لن يتردد في الاتجاه إلى السعودية والإمارات واستيراد الكميات اللازمة من النفط، لكن هذه لايمنع أن إيران سيكون لها رد فعل وستحاول منع هذا التقارب بشتى السبل، وفي ظل التحركات السعودية الأخيرة باتجاه العراق فإن سيناريو هذا التقارب يقترب من التحقيق.
■ بمناسبة التحركات السعودية.. هل أصبح الشارع العراقي مهيئًا للعودة العربية والتخلي عن إيران؟
الموضوع شائك.. فعلي الرغم من التحرك العربي لانتزاع العراق من الهيمنة الإيرانية وإعادته لمحيطه العربي، وخطوات الرياض الأخيرة لتوطيد العلاقات مع بغداد، فإن الشارع العراقي لايزال منقسمًا، فهناك شارعان شيعي وسني، والميليشيات الشيعية والإعلاميون التابعون لولاية الفقيه، خاصة في المحافظات الجنوبية حرصوا على شيطنة التقارب «العراقي ـــ السعودي» وعودة العراق إلى محيطه العربي، وأعتقد أن هذا الانقسام في الشارع العراقي لن ينتهى قريبًا، إلا أنه في المقابل فهناك الكثير من الكيانات العراقية الرافضة للدور الإيراني والمؤدية للعودة العربية والتقارب مع السعودية.