الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جماعة منبثقة من "داعش".. "التوحيد الوطنية" المتهمة بتنفيذ تفجيرات سريلانكا.. مجهولة دوليًّا.. والتحقيقات أثبتت ضلوعها مع أخرى في ارتكاب الكارثة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن مجموعة التفجيرات التى شهدتها سريلانكا، الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من ٣١٠ أشخاص. وقالت وكالة «أعماق»، التابعة لداعش: إن التنظيم أعلن مسئوليته عن التفجيرات المتوالية التى ضربت العاصمة السيرلانكية كولومبو.
ونقلت الوكالة عن مصدر قوله: إن منفذى الهجوم -الذى استهدف ما وصفه التنظيم بـ«رعايا دول التحالف والنصارى فى سريلانكا»- هم من عناصر داعش، ولم يقدم التنظيم دليلًا على صحة ما ورد فى البيان.
وأعلنت السلطات السريلانكية أنها تحتجز مواطنًا سوريًّا لاستجوابه بشأن الهجمات.. وجاء ذلك فى ظل اتهامات صدرت بشكل رسمى من الحكومة السريلانكية تشير إلى ضلوع جماعتين إسلامويتين محليتين، إحداهما تدعى «جماعة التوحيد الوطنية»، والأخرى- لم تسمّها- فى تنفيذ الهجمات.

كواليس التحقيقات
وقال وزير الإعلام، روان فيجواردين، والذى يشغل أيضًا منصب نائب وزير الدفاع خلال كلمة أمام البرلمان، أمس الثلاثاء: إن التحقيقات الأولية أظهرت تورط جماعتين إسلامويتين محليتين فى تفجيرات الأحد، إحداهما (جماعة التوحيد الوطنية).
وخلال مؤتمر صحفى عقده فى كولومبو، قال وزير الصحة، راجيتا سيناراتني: إن «الانتحاريين السبعة الذين نفذوا الهجمات المتزامنة على ٣ كنائس و٣ فنادق فاخرة فى العاصمة وحولها، هم مواطنون سريلانكيون». لكن لم يستبعد الوزير وجود ارتباطات خارجية لمنفذى الهجمات.
وقال رئيس الوزراء فى كلمة عبر التليفزيون: «حتى الآن، الأسماء التى لدينا محلية»، لكن المحققين يسعون إلى معرفة ما إذا كانت لديهم «علاقات مع الخارج».
وطلب الرئيس السريلانكى مساعدة خارجية لتعقب الجهات الدولية التى لها علاقة بالهجمات.
وليس لسريلانكا تاريخ مع الجماعات الدينية المسلحة، لكن فى عام ٢٠١٦ كشفت السلطات أن ٣٢ شخصًا من مسلمى سريلانكا غادروا البلاد للانضمام إلى تنظيم داعش.
لكن قادة المجتمع الإسلامى فى سريلانكا نفوا الأمر، واتهموا الحكومة بتشويه صورة المسلمين فى البلاد.
وأفادت تقارير صحفية بوجود علاقة بين تنظيم «داعش» فى الهند وعناصر متشددة فى سريلانكا.


فرع داعش فى سريلانكا
من جانبها، نقلت صحيفة «ميرور» البريطانية، عن الخبير الأمنى المقيم فى سنغافورة، روهان كوناراتنا، قوله: إن «جماعة التوحيد تعتبر فرعًا محليًّا من تنظيم داعش». وأضاف: «من المعروف أن عددًا من السريلانكيين المنضمين للجماعة سافروا إلى سوريا والعراق؛ من أجل الالتحاق بداعش».
وفى سياق التحقيقات، قالت الشرطة، إنها أوقفت ٤٠ شخصًا مشتبهًا بهم فى التفجيرات، ضمن عمليات التفتيش الواسعة التى تقوم بها قوات الأمن فى جميع أنحاء البلاد؛ بحثًا عن المتورطين.
ومن جهتها، أفادت صحيفة «Daily Mirror» بأن شرطة سريلانكا تمكنت فى إطار التحقيقات من تحديد هوية أحد الانتحاريين. ونقلت الصحيفة عن الشرطة، أن الحديث يدور عن إنسان سيلاوان (Insan Seelavan) الذى كان يملك مصنعًا فى ضواحى العاصمة كولومبو. ونظم سيلاوان تفجيرًا فى فندق «شانغريلا» فى المدينة. وتم فى وقت سابق اعتقال ٩ من عمال هذا المصنع، وسيتم احتجازهم حتى ٦ مايو المقبل.
وقد ربطت التقارير بين «جماعة التوحيد» واستهداف معابد بوذية فى مدينة ماوانيلا وسط سريلانكا وقع العام الماضي.
تحذيرات استخباراتية
نشرت وكالة «فرانس برس» مجموعة من الوثائق، التى تتضمن تقارير استخباراتية، تضمنت تحذيرات قبل ١٠ أيام تقريبًا من وقوع التفجيرات. وفى تلك التقارير تشير الاستخبارات السريلانكية، إلى أن وكالة استخبارات أجنبية، قدمت معلومات، حول دور «جماعة التوحيد الوطنية» الإسلامية المتشددة، حول احتمالية تنفيذ هجمات تستهدف الكنائس البارزة، والمفوضية العليا الهندية فى كولومبو.
وكان خبير فى الطب الشرعى بالحكومة السريلانكية قد قال لوكالة «أسوشيتد برس»: إن ٧ مفجرين انتحاريين نفذوا الهجمات الست المتزامنة، التى استهدفت ٣ كنائس و٣ فنادق داخل وحول العاصمة كولومبو فى عيد الفصح.
وأضاف أريانادا ويليانجا، أن تحليل جثث المهاجمين، التى جمعت من مواقع الهجمات، يفيد بأن الهجمات كانت تفجيرات انتحارية. وذكر أن انتحاريين اثنين كانا وراء تفجير فندق شانجري-لا.
وكشفت المعلومات أن مفجرًا واحدًا هاجم كلًّا من فندقى سينامون جراند، وكينجسبري، وضريح القديس أنتونى فى كولومبو، وكنيسة سان سيباستيان فى مدينة نيجومبو، وكنيسة زيون فى مدينة باتيكالوا.
وفجر أشخاص منزلًا بالقرب من مواقع الانفجار؛ ما أدى إلى مقتل ٣ من رجال الشرطة.


جماعة مجهولة دوليًّا
يعتقد أن جماعة التوحيد الوطنية انشقت عن جماعة إسلامية أخرى فى البلاد، تدعى «جماعة التوحيد السريلانكية» التى تعد أكثر تنظيمًا وذات قيادات معروفة.
وفى عام ٢٠١٦، اعتقلت الحكومة السريلانكية الأمين العامة لجماعة «التوحيد السريلانكية» ر. عبدالرازق؛ بسبب التحريض ضد البوذيين، لكنه اعتذر عن التحريض.
ولـ«جماعة التوحيد الوطنية» صفحات على فيسبوك تستخدمها بشكل متقطع، ولديها صفحة على تويتر لم تحدث منذ مارس ٢٠١٨.
والجماعة غير معروفة على المستوى الدولي، لكن قبل نحو عام حوكم عدد من قياداتها بتهم تتعلق بالسخرية من التماثيل البوذية واتهموا بإيذاء مشاعر المجتمع البوذي.
وتزعم جماعة التوحيد الوطنية، أن أعضاءها يطبقون «الشريعة الإسلامية» فى حياتهم؛ إذ خرج الكثيرون منهم عام ٢٠١٦ للتظاهر فى مدينة ماليجواتا، ومارادانا، ضد تغيير الحد الأدنى لسن زواج الفتيات والمقرر بـ١٢ عامًا.
وذلك بعدما قررت سريلانكا الامتثال إلى قوانين واتفاقيات دولية خاصة بالمرأة، إلا أن أعضاء الجماعة تظاهروا لعدم وضع حد أدنى للزواج، وهو ما اعتبروه «قانون إسلامي»، لا يجب تغييره.