الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

غدا.. توقيع "الحداثة والإبهام" بالقومي للترجمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقيم المركز القومي للترجمة، ظهر غد الثلاثاء، حفل توقيع كتاب "الحداثة والإبهام"، من تأليف عالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان وترجمة حجاج ابوجبر. 
يكشف كتاب "الحداثة والإبهام" عن الأسس المعرفية التي قامت عليها الحداثة الغربية، وبخاصة حربها ضد الإبهام وتطلعها إلى تأسيس الحقيقة الراسخة، والوضوح التام، والكمال المطلق من خلال إرساء النظام، ومحاربة كل ما يخالفه: الإبهام، والغموض، والالتباس، واللاعقلانية، واللايقين، والفوضى.
يُعرِّف باومان الإبهام بأنه إمكانية تصنيف موضوع أو حدث في أكثر من فئة، وبأنه أثرٌ لعمليات التصنيف القائمة على الدمج والاستبعاد، ويتتبع باومان صراع الحداثة ضد الإبهام والغموض واللايقين في عمليات التصنيف؛ وينطلق باومان من إيمان راسخ بأن الإبهام هو أساس الوجود الإنساني والاجتماع البشري، وأن محاولة القضاء عليه إنما هي محاولة لطمس حقيقة الوجود نفسه، لأنها لا تدع مجالاً للاختلاف وتنوع أنماط الوجود البشري، ومن ثم إمكانية الإقصاء والشيطنة والنفي والإبادة. ويصف باومان حرب الحداثة ضد الإبهام بأنها "محاولة لاقتلاع الحشائش التي تضر بكمال الفردوس الأرضي"؛ ويتخذ باومان من الجماعات اليهودية في أوروبا حالة تطبيقية للحرب ضد الإبهام.
يأتي الكتاب في لغة أدبية تستخدم صورًا مجازية تكشف عن الأسس المعرفية التي قامت عليها العقلانية الغربية ومآلاتها، وعلاقة العلم بالنظام العقلاني، والتسويغ العلمي للتسوية بين البشر والحيوانات والجمادات، ومن ثم التسويغ العلمي للإبادة، ويتضمن الكتاب مقدمة وسبعة فصول يكشف فيها باومان عن التوافق التدريجي للحداثة مع الإبهام عبر تأصيل نقدي لسوسيولوجيا الاندماج بالتركيز على الجماعات اليهودية في أوروبا، وتحولات الإبهام عند الانتقال من واحدية الحداثة إلى تعددية ما بعد الحداثة. 
يذهب باومان إلى أن مشروع الحداثة رأى في الإبهام تهديدًا لطموحات العقل الفلسفي، وطموحات الدولة الحديثة، وطموحات العلوم التطبيقية. ومن هنا يتتبع باومان فكرة "بناء النظام" الذي يصدر عنه جماعات مبهمة لا يمكن تصنيفها في خانة الأصدقاء ولا في خانة الأعداء. ويسعى باومان إلى الكشف عن التبعات الفلسفية والسوسيولوجية لاستراتيجيات الاندماج والإدماج عبر مقولات تحليلية لدى كل من جاك دريدا، وجورج زيمل، وليڤ شيستوڤ، وفرانز كافكا،وكارل مانهايم، وماكس هوركهايمر، وريتشارد رورتي، وسيجموند فرويد.
يهتم باومان بدعم أطروحته من خلال الكشف عن ضغوط الاندماج وفخاخه التي وقعت فيها الجماعات اليهودية، وبخاصة محو الخصوصية الثقافية وإذابة التنوع في ثقافة قومية واحدة. لكن باومان يؤكد أننا نشهد اليوم "خصخصة الإبهام"، حيث صار الإبهام "مشكلة شخصية" و"مسألة فردية" تقع على كاهل الأفراد في أثناء اجتهادهم في تكوين الذات والبحث عن اليقين الذي يلقى القبول الاجتماعي، في ظل تراجع الدولة عن طموحاتها الطوباوية وأدوارها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لصالح حرية السوق والاستهلاك. وهنا يوازن باومان بين وعود ما بعد الحداثة وعواقبها بوجه عام، والعيش في حالة من اللايقين الدائم بوجه خاص.
حجاج أبو جبر: باحث ومترجم مصري، حائز شهادة الدكتوراه في النظرية النقدية من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة القاهرة؛ رئيس قسم النقد الأدبي في أكاديمية الفنون؛ زميل جامعة هومبولت في برلين، ومعهد الدراسات المتقدمة في برلين، وجامعة بون، وجامعة لندن؛ مترجم كتاب "الحداثة والهولوكوست" وسلسلة السيولة لعالم الاجتماع الشهير زيجمونت باومان؛ مؤلف كتاب "نقد العقل العلماني: دراسة مقارنة لفكر زيجمونت باومان وعبد الوهاب المسيري" المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.