الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإرهاب يضرب سريلانكا.. فتش عن "داعش".. اتهام جماعة "التوحيد".. وخبراء: محطة جديدة للتنظيم الإرهابي بعيدًا عن البلدان العربية وأوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اغتال الإرهاب 250 من أقباط سريلانكا أثناء الاحتفال بأحد الزحف، وأصاب مئات الأقباط، وخلف خسائر فى الكنائس والفنادق، بعد هجوم الأحد الماضى، وسط توقعات بمزيد من العمليات الإرهابية خلال أسبوع الآلام.


وبعد اتهام جماعة «التوحيد» المحلية، رجح عدد من الخبراء أن تكون سريلانكا محطة جديدة لتنظيم «داعش» بعد انهياره فى عدد من البلدان العربية، ورجح هؤلاء المحللين أن تكون جماعة «التوحيد» امتداد للتنظيم الإرهابى بعيدًا عن أوروبا والعالم العربى.
قال طه على، المحلل السياسى، إن تنظيم داعش يستهدف سريلانكا على وجه الخصوص، بالنظر إلى موقعها الجغرافى، الذى يحمل رسائل إلى القوى الآسيوية الأقرب إلى تلك العمليات، وعلى رأسها الصين وروسيا، وأوضح أن «داعش» له وجود فى جنوب آسيا، خاصة فى إندونيسيا والفلبين، وهو ما يدل على أن التنظيم يعمل توسيع قاعدة انتشاره لإيجاد فرصة جديدة البقاء، ولفت إلى أن هذه العملية تستهدف، تأكيد قدرة التنظيم على توسيع الإطار الجغرافى لعملياته فى مناطق لا يتمتع فيها بحاضنة كبيرة، وتنمية قدرته بشكل يستعيد معه ثقة مموليه.
وأوضح أن جماعة «التوحيد» فى سريلانكا المتهمة بارتكاب التفجيرات، من المرجح أن تكون الباب الذى ينفذ منه تنظيم داعش الإرهابى إلى سريلانكا، وربما شرق آسيا كله.


بدوره قال هشام النجار، الباحث فى شئون حركات الإسلامية، إن داعش يسعى فى المرحلة الحالية والمقبلة إلى خلق حواضن له، تمتلك السمات التى تسمح بأن تكون ملاذًا له ومسرحًا لنفوذه كبديل عن هزائمه فى الشرق الأوسط، وكتعويض عما فقده من نفوذ وسيطرة على الأرض فى البلاد العربية.
وأضاف أن ثانى الدلالات حول ما جرى أن «داعش» يعمد لخلق بيئة طائفية تحتضنه لأنه لا يعيش ولا ينمو إلا فى مناخ طائفى يوجد به صراع مسلح بين المسلمين والمسيحيين، ولذلك يستهدف الكنائس هناك فى البلاد الآسيوية لخلق هذا المناخ الضامن لاحتواء التنظيم والكفيل بمد نفوذه عبر الاستقطابات الطائفية الحادة التى ستنشأ عقب تلك التفجيرات.
ثالث تلك الدلالات، وفقًا النجار، أن «داعش» حريص على امتلاك النفوذ السابق للقاعدة فى البلاد الآسيوية كمجال حيوية مهم ومنطلق استراتيجى لاستهداف دول الغرب والمصالح الغربية والأمريكية.


من جانبه، يرى الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تفجيرات سريلانكا تشير إلى أن رغبة الإرهاب فى وضع الحكومة هناك فى موقف سيئ، وكعادة الإرهاب ليس شخص واحد بل مجموعه من الدول تمويل وتمد بالسلاح والذخائر والمال لإفساد العلاقة بين العالمين الإسلامى والمسيحى.
وأضاف اللاوندى، أن لم يكن تنظيم داعش سيكون هناك تنظيم جديد فى آسيا يتبع لـ«داعش» باسم جديد لفتح أماكن أخرى بعد الخسارة فى سوريا والعراق، كما أن سريلانكا تعد دولة متعددة الأعراق، حيث يشكل العرق السنهالى حوالى ٧٥٪ من السكان، أما التاميل فيشكلون ١١٪ من السكان، وبالتالى كانت اللغات الرسمية هى اللغة السنهاية، والتاميلية.


بدوره قال ناجى هدهود، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، إن ما جرى فى سريلانكا، يجب ألا ينفصل عن توترات داخلية فى بين الطوائف المختلفة هناك، ما بين بوذيين ومسلمين، ومسيحيين وهندوس أيضًا.
وأشار إلى أن الأجواء التى تعيشها سريلانكا تسمح لتنظيم داعش بالنمو وإيجاد أتباع، من خلال نشر فتنة الخلاف الطائفى، مشيرًا إلى أن معظم الخلافات البسيطة التى تقع فى سريلانكا يمكن أن تتحول إلى حمامات دم، بسبب التوتر الدائم خاصة بين البوذيين والمسلمين.
ولفت إلى أن الفترة القريبة الماضية شهدت ٢٠ هجومًا على المسلمين فى سريلانكا، الأمر الذى مهد لرواج أفكار تنظيم داعش بشكل شديد السرعة، مشيرًا إلى أن سريلانكا تحظى بتاريخ طويل من الهجمات المتبادلة بين المسلمين والبوذيين، منها إحراق شركات يملكها مسلمون، وهجمات بقنابل حارقة على مساجد.
وقال: «فى عام ٢٠١٤، قتل مسلمون فى أحداث شغب لجماعات بوذية متشددة، وقبلها بعام أصيب سبعة آخرون عندما قاد رهبان بوذيون المئات من أنصارهم إلى مهاجمة متجر لبيع الملابس يملكه مسلمون.
وأشار إلى أن تاريخ الخلاف بين البوذيين والمسلمين، يمتد إلى بلاد أخرى، مثل: ميانمار، ويعود إلى ملحمة تاريخية ترتبط بتوحيد سريلانكا فى القرن الثانى قبل الميلاد، مضيفًا: «تروى الملحمة أن الملك المؤسس انتقى ٥٠٠ راهب للحرب ضد ملك غير بوذي».
ولفت «هدهود» إلى أن سريلانكا شهدت فى ثمانينيات القرن الماضى، حربا أهلية ضروسا، فى أعقاب مذبحة مناهضة للتاميل، حيث سعت جماعات انفصالية تاميلية فى شمال وشرق الجزيرة إلى الاستقلال عن الحكومة، التى تهيمن عليها أغلبية سنهالية.
وتابع: «خلال الحرب، وقعت أعمال عنف ضد المسلمين فى سريلانكا على يد متمردى التاميل، وبنهاية هذا الصراع الدموى قبل عشر سنوات فقط، بقيت الأقلية المسلمة ضحية دائمة للبوذيين، مما ساعد بشكل متنامٍ على نمو التطرف والعنف المتبادل، حتى وصلنا إلى داعش الآن».


من جانبه، أوضح الدكتور رفيق الدياسطى، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن تنظيم داعش الإرهابى يحاول فتح باب جديد للوجود والتأثير شرق وجنوب آسيا، بعدما فقد وجوده فى الشرق الأوسط الذى يعد المنطقة المهمة والحيوية من العالم.
وأشار إلى أن وجود تنظيم داعش فى آسيا كفيل بأن يشعل شرق العالم، حيث الصين وروسيا وهو ما يهدد استقرار العالم فى ظل تأثير تلك المنطقة على الاقتصاد الدولى، وحركة التجارة العالمية. ولفت إلى أن العالم يجب أن ينتبه إلى الدور الذى يفكر تنظيم داعش فى لعبه من خلال شرق وجنوب آسيا، لا سيما وأن تجربته فى الشرق الأوسط تدل على أنه يشعل شرق العالم، حيث الصين وروسيا وهو ما يهدد استقرار العالم فى ظل تأثير تلك المنطقة على الاقتصاد الدولى، وحركة التجارة العالمية. ولفت إلى أن العالم يجب أن ينتبه إلى الدور الذى يفكر تنظيم داعش فى لعبه من خلال شرق وجنوب آسيا، لا سيما أن تجربته فى الشرق الأوسط تدل على أنه شديد العنف والتاثير.
وأشار «الدياسطي» إلى أن وجود داعش فى دول مثل سريلانكا وميا نمار والفلبين كفيل باشعال اضطرابات لا حصر لها فى تلك المنطقة من العالم، سيكون لها تأثير مباشر على باقى المناطق فى العالم بشكل يهدد وينسف الاستقرار الإقليمى والدولى أيضًا.