الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. سمية عسل تكتب: النظام الايراني يتخلص من رجاله

د. سميه عسل
د. سميه عسل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت في مقال سابق أن النظام الايراني أيل للسقوط، برز ذلك في قيام بعض علماء الحوزة في إعلان رفضهم لسياسات الولي الفقيه والتي اقحمت علماء الدين في أمور السياسه بما تحمله من مؤامرات ونزاعات داخليه و خارجيه تلغي دور الحوزه كمؤسسة علمية وتحولها الي ماخور سياسي يمارس فيه نظام الولي الفقيه ألاعيبه و يحقق من خلاله أهدافة وأطماعة السياسيه والإقتصادية تحت غطاء الدين والولاية الإسلامية.
فقد تفاجئ العالم أمس ان زعيم الثورة الايرانية الخامنئي، قام بعزل قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد على جعفري، من منصبه، وعين نائبه، حسين سلامي، خلفا له.
وأعرب خامنئي، في مرسوم صدر عنه بهذا الصدد ونشرته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، عن شكره لجعفري على خدمته في قيادة الحرس الثوري الإيراني، المنصب الذي تولاه منذ 1 سبتمبر 2007، فيما أعلن في الوثيقة ذاتها عن تعيين سلامي قائدًا جديدًا لقوات النخبة هذه مع ترقية رتبته إلى درجة لواء.
وبذلك يؤكد على ما ذكرته غي مقالي السابق على ان الانشقاق بدأ بالحوزة حتى وصل لرجال النظام من الحرس الثوري الايراني وهذا ما يجعلنا نقف برهة للتحليل والتفسير لفهم ما يجرى على الساحه السياسيه والدينيه في ايران وما يشهده نظام الولي الفقيه من تصدعات اصبحت مكشوفة بعد ان كانت دفينة مستترة.
وعند الوقوف على سيرة اللواء محمد علي جعفري القائد السابق للحرس الثوري الايراني والذي حظى سابقا بفترة تمديد في منصبه كقائد اول والذي كان مؤشرا علي رضا مرشد الثوره الايرانيه عنه وسطوع نجمه بين رجال النظام، إذن فمن غير المنطقي أن يري محمد علي جعفري أحد مرؤوسيه وهو قاسم سليماني يحصل على وسام ذو الفقار وهو اعلى وسام عسكري في ايران، بينما هو يجلس في المقاعد الخلفيه للنظام وايضا حصول حسين سلامي على ترقيتين متتاليتين خلال ساعه واحده من عميد إلى لواء ومن نائب قائد الحرس الثوري الايراني الى قائد الحرس الاول، وهو قرار يعني الكثير وأهمها عدم رضا محمد علي جعفري بالطريقه التي يدير بها الخامنئي هذه المؤسسة. ولذلك يا وجب انا شير أن محمد علي جعفري كان ممتعضًا من فصل المرشد بين قياده الحرس وقياده فيلق القدس وقياده دائره استخبارات الحرس الثوري الايراني التي يراسها الجنرال حسين طائب فقد كان المهندس جعفري يرى نفسه رجلا بلا صلاحيات.
في الحقيقه فإنها ليست بداية الانشقاق في صفوف المؤسسه العسكريه لنظام الولي الفقيه فقد سبق وصرح سعيد قاسمي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، أن عناصر من الحرس الثوري دخلوا إلى البوسنة والهرسك أثناء الحرب التي اندلعت عام 1992 واستمرت ثلاثة سنوات.
وقال قاسمي في مقابلة مع برنامج "رو درو: عبر شبكة الانترنت، "دخلنا إلى البوسنة تحت ستار منظمة الهلال الأحمر الإيراني، وقمنا بتدريب المجاهدين في البوسنة".
وأضاف "كنا مع أعضاء القاعدة، وشكلنا الوحدات الجهادية مع المجاهدين في جميع أنحاء العالم".
وبدأ النفوذ الإيراني في البوسنة أثناء القتل والتهجير الذي كان يتعرض له المسلمون في هذا البلد على يد الصرب، وأرسلت، وقام المبعوث الإيراني بتقديم المساعدة من غذاء ودواء ومال وسلاح، بشرط السماح لإيران بنشر المذهب الشيعي.
تصريحات لم تكن في صالح نظام الولي الفقيه بل انها تعبر عن رفض رجال النظام لما يفعله مرشد الثوره الايرانيه فلم يعد الرفض والاستنكار مقتصر علي علماء الحوزه الذين يصعدون المنابر يهتفون ضد نظام الولي الفقيه وسياساته المطربه التي لم تجلب الا الخراب الشعب الايراني وكذلك تلغي دور المؤسسات الدينيه وتزوجتها في الملاعب السياسيه التي تاخذ اهداف الولي الفقيه فقط لا غير وتمكنه من الحكم حتى وان كان برفض شعبي واستنكار من علماء الحوزه والغضب داخل المؤسسه العسكريه الايرانيه. وذلك ما يجعلني اتوقع ان الانشقاقات ستصل الي جميع اركان النظام الايراني واللاتي ستدعم فيما بعد مظاهرات وهتافات الشعب الايراني ضد نظام الولي الفقيه.